حكايات الأمس البعيد لذلك الزمن الماضي الجميل لما يحمله من صدق وبساطة وروعة العطاء والتفاني، أمور للأسف افتقدناها في معظم لاعبي أنديتنا الكروية الحالية، وأصبحت المادة الشغل الشاغل في زمن الاحتراف الرياضي، فحكايات الأمس البعيد هم لاعبو أنديتنا والمنتخب القدامى السابقون عطاء فوق التصور وإبداعات صنعت ليالي الفرح في أصعب الانتصارات، وشموع وضّاءة، طرزوا بإبداعاتهم عناقيد الأمل وأطربوا مسامعنا وقلوبنا بوهج أمسيات العطاء الكروي الذي لا ينسى.. انظروا إليهم الآن.. أين هم وما هي أوضاعهم، أحياء أم أموات، أصحاء أم مرضى؟؟ ... أسئلة كثيرة. إجاباتها لدى أنديتهم والتي وللأسف أصبحت غائبة عن التواصل مع هؤلاء أو السؤال عنهم، فالإدارات الحالية ومسؤولوها مشغولون بتوقيع عقود عشرات الملايين الاحترافية وبصفقات خيالية تدعوك للاستغراب والحيرة معاً!!
لماذا لم تفعل الأندية ما يسمى (بصندوق اللاعب) فهو الأمان بعد الله له، لم تبد أي اهتمام بهذا الصندوق على الرغم من معاناة بعض ما يتعرض له هؤلاء اللعيبة القدامى، من ظروف صعبة وضيق ذات اليد فلم تجد أي ردة فعل، والغريب لا حياة لمن تنادي!!
هؤلاء الأبطال المنسيون جاءوا ليكونوا شهوداً على ظلم القريب وتنكُّره لمسيرتهم الرياضية، وما قدموه من مجد كروي سيبقى بالذاكرة، والذين انتظروا هذا الصندوق الحلم الذي مات قبل أن يولد!!
وشمعة انطفت في حياة هؤلاء وبقي صندوق الأندية رحلة ألم كتبت بلغة الجرح وعمق بُعد المسافات بين هؤلاء اللاعبين في ذلك الزمن الجميل، ومسؤولي أنديتهم أصحاب القرارات في التوقيع على عقود الملايين من صفقات الاحتراف، ولم يكلفوا أنفسهم لاستقطاع ولو جزء بسيط لذلك الصندوق، يتماشى مع زمن الافتراش الرياضي، فجميل أن نتذكر الماضي وأبطاله الذين أمتعونا بالفن الكروي الجميل، وكانت كرتنا الرياضية بالسابق بألف خير، وما أن جاء غبار الاحتراف الرياضي ((حتى اختفت معه لغة التصالح وظهر التباعد ونسيان تاريخ هؤلا))، لماذا هذا النكران وعدم رد الجميل في زمن طغت المادة وأزكمت أنوفنا من روائح الصفقات باهظة الثمن، لتكون حرقة ألم تعمّق مسافات الصفاء والألفة لمن كانت له حاجة أو طلب مساعدة، وعاش الاحتراف الرياضي في زمن نسيان هؤلاء الأبطال.
سلطان بن علي الأيداء - الرياض