«اليوم الوطني» ذكرى عزيزة في قلوب كل المواطنين السعوديين فقد ارتبطوا ارتباطاً وثيقاً في هذا اليوم التاريخي، الذي نستذكر فيه إنجازات القادة وتوحيد المملكة العربية السعودية تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله».
«اليوم الوطني السعودي» أصبح يوماً ثابتاً لدى الفنانين السعوديين، فقد ساهم نجوم الغناء من خلال صناعة أغان وطنية جديدة تتناسب مع معنى «اليوم الوطني» السعودي. هناك أغان وطنية بقيت حية في وجدان الشعب السعودي وخلّدها التاريخ لنا، فالبعض لا يزال يرددها لما فيها من لذة وجمال موسيقي، ولهذا النوع من الأغاني الخالدة سيرة قديمة بدأت مع نشأة المملكة واستمرت إلى وقتنا الحالي.
في كل سنة تأتي أغانٍ وطنية جديدة ويأتي فنانون ليتغنوا بالوطن، لكن يأبى الخلود إلا أن يمنح نفسه لعدد محدود من الأغاني التي حجزت مكانها في وجدان الناس منذ عقود طويلة، أغانٍ اكتملت فيها عناصر الإبداع؛ لحناً وأداءً وكلمات، وتألقت فيها الروح الوطنية الصادقة التي عبر عنها مطرب متمكن بأدائه وقدراته.
كان لـ «صوت الأرض» الراحل طلال مداح المحطة الغنائية الأهم في تاريخ الأغنية الوطنية، قدم فيها أنشودة الحب والروح رائعة «وطني الحبيب» من أقدم الأعمال الوطنية وأكثرها خلوداً وتأثيراً، قال عنها نجوم الفن آن ذاك «الرائعة التي لن تتكرر بعد الآن»، فهي ما زالت تتردد على ألسن السعوديين منذ أكثر من خمسين سنة حتى اليوم، وذلك لبساطة لحنها وعفوية الأداء وروعة كلماتها الصادقة التي تغزّلت بالوطن كما لم يتغزل به شاعر من قبل، فقد أعاد تسجيلها طلال مداح لتستمر معنا كأغنية خالدة ومؤثرة قدمها بأسلوبه العذب ليؤكد خلودها في وجدان السعوديين.
من جانبه كان الراحل سلامة العبد الله من النجوم الذين يتغنون بالأعمال الوطنية الشهيرة في عدة مناسبات ومنها الاحتفالية باليوم الوطني؛ وأكثرها شهرة أغنيته:
مضينا بعزم يفلّ الحديد
«نقيم البناء لفجر جديد
أردنا لك الخير يا موطني
بعزم أكيد يفل الحديد»
وهي لا تقل جمالاً ولا خلوداً ولا تأثيراً عن رائعة الفنان أبي بكر سالم بلفقيه «يا بلادي واصلي» التي ظهرت بداية الثمانينات الميلادية بأسلوب طربي مختلف، فقد قدم أغنية وطنية بأسلوب طربي فائق الجمال.
وفي منتصف الثمانينات قدم «فنان العرب» الفنان محمد عبده أغنيته الشهيرة «فوق هام السحب» من كلمات الأمير بدر بن عبد المحسن التي مازالت تذاع ويحتفل بها السعوديون في كل مناسبة، لعنفوانها وروحها الوثابة التي تغرس في النفس شعوراً بالفخر والاعتزاز بتراب الوطن وبأبنائه، تعتبر أشهر أنشودة وطنية تملّكت القلوب منذ ولادتها في منتصف الثمانينات الميلادية.
هذه الأعمال الوطنية في تاريخ الأغنية السعودية، وبقاء تلك الأعمال دليلٌ على خلودها في وجدان الناس وعدم تأثرها بعامل الزمن، بل على العكس زادها مرور الزمن لمعاناً وتألقاً كذهب لا يصدأ ولا تتغير قيمته.
فقد تبعتها أعمال أخرى لفنانات وفنانين سعوديين قدموا كثيراً من الأناشيد الوطنية، وتواجدوا مع الوطن في كل أعياده ومناسباته، وإن اختلفت هذه الأناشيد الكلاسيكية في أشكالها فإنها مازالت تزهو بين الأعمال الوطنية الأخرى رغم مرور عقود من الزمن عليها، ومازال الفنانون الحاليون يقدمون الأناشيد والأغاني الوطنية بمختلف الأنغام والإيقاعات في كل احتفالاته وأفراحه.
ولا زال نجوم الأغنية السعودية يضعون الأعمال الوطنية في مقدمة اهتماماتهم، لتصبح أعظم الروابط العاطفية الدالة على حب هذا الوطن، حيث قدم مجموعة من الفنانين أغاني وطنية تزامناً مع «عاصفة الحزم»، منهم فنان العرب محمد عبده، حيث قدم أحدث أعماله الوطنية منها «أبشري يا دار»، جسّد فيها وقفة الشعب مع العمليات، وتشجيع الجنود على ما يقومون به من بطولات وطنية، وسبقتها: «حنا رجال أبو فهد» و»سيدي سلمان» و»حيي سلمان»، وتبعه الفنان عبد المجيد عبد الله وقدم أغنية «ارتاح يا الشعب السعودي» وأغنية «لك عهد جديد».
وقدم سندباد الأغنية الخليجية الفنان راشد الماجد أغنية بعنوان: «سمو المجد»، وتبعه الفنان رابح صقر بأغنية جديدة بعنوان: «لبّينا المنادي»، والفنان حسن خيرات من بأغنية بعنوان «وطن للوطن»،.
كما أعيد تقديم أغنية «بلادي منار الهدى»، التي تعود لنحو 40 عاماً مع تعديلات بالكلمة واللحن الذي وضعه الموسيقار الراحل سراج عمر..
ولم يقتصر الأمر على الأعمال الجديدة، بل أعادت القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية المحلية بثّ العديد من الأغاني الوطنية القديمة، كما ارتفعت مبيعات الأغاني الوطنية في الأسواق، وتصدّرت المبيعات أغنيةُ «فوق هام السحب»، التي غنّاها محمد عبده أوّل مرة عام 1989.
كما استعاد السعوديون أغنية الراحل طلال مداح «وطني الحبيب»، التي قدّمها لأوّل مرّة في عام 1976، وهو حال أغنية أبي بكر سالم بالفقيه، ذي الأصول اليمنية، وأغنيته «يا بلادي واصلي»، الصادرة عام 1979.
- زهوة الجويسر