قيادات الحركة وقواعدها غير راضية عن أداء حكومته ">
تونس - فرح التومي:
خرجت الخلافات العميقة مرة أخرى التي تسيطر على علاقة قيادات حركة نداء تونس إلى العلن لتُؤكد ما يُشاع من أن توتر صلب الحركة بلغ مرحلة خطيرة تُؤذن لقرب تفجُّر اللُحمة التي ظل مؤسس النداء يعمل منذ انبعاث الحركة على زرعها لدى القياديين الندائيين وكافة المنتمين إليها، بلا جدوى.. فمع اقتراب موعد عقد المؤتمر الانتخابي الأول للحركة، عادت الصراعات الداخلية لتباعد بين القيادات التي أضحت لا تتوانى عن ضرب بعضها البعض قي الفضاءات الحوارية التلفزية والإذاعية، من ذلك أن عبد العزيز القطي القيادي في نداء تونس أقرّ أمس صراحة بوجود تململ صلب قواعد نداء تونس مرده ما أسماه «استبعاد شباب الحزب وإطاراته ونسائه من المناصب القيادية».
القطّي أضاف بأن نداء تونس هو الحزب الفائز بالمرتبة الأولى في الانتخابات الفارطة ومن حقه الشرعي والطبيعي أن تظفر إطاراته وكفاءاته بمناصب قيادية وتساهم في اتخاذ القرار.
ولم يتردد القيادي البارز في نداء تونس عن التمسك بأنه على الحبيب الصيد تطبيق برنامج النداء الذي انتخبه الشعب لأجله، داعياً تنسيقية الائتلاف الحاكم إلى الجلوس على طاولة الحوار من أجل مناقشة مدى التزام حكومة الحبيب الصيد ببرنامج النداء والتطرق إلى استبعاد كفاءات الحزب وإطاراته عن مناصب القرار.
ولئن لم تستغرب الطبقة السياسية هذه التصريحات التي تثبت مرور الحزب الذي يقود الائتلاف الحاكم بأزمة حقيقية، فإنه تأكد لديها أن النداء غير راضٍ بالمرة على أداء رئيس الحكومة الحبيب الصيد الذي أصدر أمس الأول قائمة أولية للمعتمدين الأوائل والتي لم ترق إلى مستوى انتظارات القواعد الندائية التي عملت منذ تأسيسه من أجل الوصول إلى مراكز القرار وكان يحدوها أمل أن تأخذ حكومة الائتلاف الحالية بعين الاعتبار نضالاتها صلب الحركة، فبعد أن خاب أمل القاعدة الندائية في حكومة الصيد يوم فضَّل هذا الأخير تعيين محافظين أغلبهم لا انتماء حزبي لديهم، ظن الندائيون أن رئيس الحكومة سوف «يقرأ لهم حساباً» في تعيينات المعتمدين.
وعلى ضوء كل ما تقدم، فإن الحديث عن استعداد الحركة لعقد مؤتمرها الانتخابي الأول أصبح اليوم مرتكزاً على ضرورة تنقية الأجواء الداخلية للنداء، وهو أمر يستنزف طاقات قياداته التي يسيطر على علاقاتها فيما بينها انقسام خطير بالرغم من محاولات الباجي قائد السبسي رئيس الدولة والأب الروحي للحركة لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر.. وبالتالي فقد صار أكيداً اليوم أن تحديد موعد قريب لتنظيم المؤتمر صار غير ممكن، وأن تأجيله إلى موعد غير محدد هو الثابت.
من جهة أخرى، كشف المكلف بالإعلام بوزارة الداخلية وليد الوقيني، أن مصالح الوزارة عزلت 110 عناصر في أجهزة أمن مختلفة للاشتباه في علاقتهم بتنظيمات «إرهابية».