سعادة رئيس التحرير المحترم
السلام عليكم ورحمة الله
طالعتُ في عزيزتي الجزيرة بتاريخ 24 ذي القعدة 1436 ما كتبه الأستاذ سلطان الأيداء تحت عنوان (شبابنا وأنظمة المرور). وخير دليل على كثرة مخالفات أنظمة وقواعد السلامة المرورية كثرة الحوادث المرورية في بلادنا. وللأسف الشديد الأرقام والإحصائيات مخيفة جداً حول خسائر بشرية ومادية. والحوادث إرهاب شوارع، لا تقل في قسوتها عن الإرهاب الإجرامي المنظم. وبلادنا تحتل المركز الأول عالمياً في عدد الحوادث كما ذكر العقيد زهير عبدالرحمن شرف مدير الأنظمة واللوائح في مرور المدنية المنورة. ففي إحدى الإحصائيات عدد الحوادث 300 ألف حادث في المملكة سنوياً، و30 % من أسرّة المستشفيات يشغلها ضحايا حوادث المرور، ويبلغ معدل الوفيات في الحوادث 17 شخصاً يومياً، أي شخص كل 40 دقيقة، وعدد المصابين 68 ألفاً سنوياً، والخسائر المادية تعادل ميزانية دولة (13 مليار ريال سنوياً).. إنها أرقام تجعل القلب يحزن والعين تدمع على الأرواح البشرية والإصابات الخطيرة التي قد تصل إلى ملازمة السرير الأبيض مدى الحياة. وكل هذه الأرقام مع ما بذلته حكومتنا الرشيدة من جهود من أجل القضاء أو الحد من هذه الحوادث الإجرامية التي لا تغيب عن شوارعنا.
والكتابة عن أسباب الحوادث المرورية يطول ويتشعب. ومن أهم أسباب الوقاية من تلك الحوادث تعاون الأجهزة الحكومية وتناغمها مع بعض في المحافظة على الأرواح والممتلكات.. وليست إدارة المرور هي الجهة الوحيدة التي تقع عليها المسؤولية عن تلك الحوادث بل الجميع يشارك رجال المرور بالمسؤولية، سواء أفراداً أو مؤسسات حكومية وغير حكومية، وخصوصاً إدارة المرور ووزارة التعليم ووزارة الشؤون البلدية والقروية.
فمثلاً في محافظة البدائع تفتقر إحدى المدارس إلى وسائل السلامة أمام المدرسة؛ فلا توجد مطبات تجبر السائق على تخفيض سرعته. وقد رُفع (بضم الراء) أكثر من طلب إلى بلدية البدائع، وتم توضيح حاجة المدرسة الضرورية إلى المطبات الصناعية من أجل المحافظة على سلامة طلاب المدرسة ومنسوبيها من كل سائق متهور؛ إذ إن وقت دخول وانصراف الطلاب يكون فيه حركة مرورية كثيفة. وقبل فترة كاد أحد الطلاب يتعرض إلى حادث دهس من سائق متهور. وأتمنى ألا ينتظر المسؤولون في اللجنة الأمنية بمحافظة البدائع أن يتعرض أحد طلاب متوسطة مسلم بن يسار بالعليا بمحافظة البدائع إلى دهس - لا قدر الله - حتى يشعروا بضرورة المطبات الصناعية أمام المدرسة. أتمنى من الجميع ومن كل مسؤول أن يطبق القاعدة الجميلة، وهي (الوقاية خير من العلاج). والمطبات الصناعية حاجة ضرورية أمام المدارس؛ حتى يدرك بعض المتهورين كيفية القيادة في الطرق المزدحمة. أسأل الله أن يحفظ الجميع، وخصوصاً طلاب وطالبات المدارس، من كل خطر ومن إرهاب الشوارع. ودمتم.
خالد بن عبدالرحمن بن زيد العامر - (البدائع)