المليك: يتوجب على أمة الإسلام تأهيل شبابها علمًا وتقنيةً وفكرًا وتحصين مسيرتهم عقديًا ">
مكة المكرمة - سامي علي / تصوير - سليمان وهيب:
قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-: إن الشباب هم الثروة الحقيقية في كل أمة، فهم الأغلبية عددًا، والطاقة الناشطة المتجددة دومًا، التي تمثل عصب التنمية وذخيرتها، في عالم يشتد وطيس التنافس بين الأمم، لبناء حضارتها على اقتصاد المعرفة الذي أصبح لغة العصر بلا منازع، ومن يتخلف فقد حكم على نفسه بالقعود خلف مسيرة القافلة.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه -أيده الله- صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة أمس في حفل افتتاح مؤتمر مكة المكرمة السادس عشر، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي تحت عنوان «الشباب المسلم والإعلام الجديد» في مقر الرابطة بمكة المكرمة وفيما يلي نصها:
أصحاب السماحة.. والفضيلة.. والسعادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شرفني سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بأن أكون معكم اليوم نيابة عنه -حفظه الله- في مؤتمركم الموقر المنعقد تحت رعايته الكريمة، وأن أنقل إليكم أطيب تحياته، وخالص دعائه لكم بالتوفيق والسداد في مهمتكم الجليلة.
وقد كلفني -رعاه الله- أن أنقل تعازي المملكة العربية السعودية -ملكًا وحكومة وشعبًا- من خلال هذا الجمع المبارك، إلى ذوي ضحايا حادث الحرم المكي الشريف، ونحسبهم عند الله في أعالي الجنان شهداء، ودعاء خالص أن يجبر -جلّ وعلا - كسر المصابين، ويردهم إلى أهلهم سالمين غانمين.
ويسعدني أن أرحب بكم في اجتماع الجلال للزمان والمكان، حيث تتوافد حشود المسلمين -على الرحب والسعة- في هذه الأيام المباركة، لأداء نسكهم، تحتضنهم قلوبنا بالحفاوة، ويتفيأون الراحة واليسر فيما تشهدون من هذه المشروعات العملاقة، التي تواصل بها المملكة العربية السعودية ديدنها في تطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتبذل لها قصارى الجهد والمال طاعة وامتثالاً لله وأداء لأمانتها التي شرّفها بها - جل وعلا - في خدمة الحرمين الشريفين وتذليل السبل للحجاج والزوار والمعتمرين.
أيها الإخوة..
لا مراء في أن الشباب هم الثروة الحقيقية في كل أمة، فهم الأغلبية عددًا، والطاقة الناشطة المتجددة دومًا، التي تمثل عصب التنمية وذخيرتها، في عالم يشتد وطيس التنافس بين الأمم، لبناء حضارتها على اقتصاد المعرفة الذي أصبح لغة العصر بلا منازع، ومن يتخلف فقد حكم على نفسه بالقعود خلف مسيرة القافلة.
وفي خضم هذا السباق المحموم، يتوجب على أمة الإسلام أن تؤهل شبابها: علمًا وتقنية وفكرًا، بما يمكنها من تحرير موقعها الريادي في عالم اليوم، استئنافًا لدورها التاريخي في سالف عهدها.
وبموازاة ذلك، عليها تحصين مسيرتهم عقديًا، بالتزام منهج صحيح الإسلام، القائم على الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والغلو والمغالاة، وما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على الأمة، ويشوه صورة ديننا الإسلامي القويم في عيون الآخرين.
كما عليها تحصينهم وتحذيرهم -في الوقت ذاته- من الانصياع لدعاوى الانسلاخ عن الدين، والطعن فيه واتهامه بالتطرف والجمود والتخلف.
إذا كان الإعلام التقليدي القديم، قد لعب دورًا في توجيه الرأي العام، والتأثير في المكون الفكري للإِنسان، فإن الإعلام الجديد بأنماطه وقنواته المتعددة، وسيولة حركته وانتشارها عبر البث الفضائي الواسع المدى، والهواتف وأجهزة الاتصالات الذكية المتطورة التي أصبحت في متناول الجميع، قد تسيد الموقف حتى أصبح اللاعب الأول والأخطر تأثيرًا في ترسيخ ما يبثه من قيم وقناعات لدى الشباب خاصة، باعتبارهم الشريحة الأكبر تعاملاً معه، والأكثر تأثيرًا وتأثرًا به.
ومع التسليم بأن التوجه الصحيح لهذا الإعلام المنضبط بالصدقية والشفافية والحقائق الموثقة، يحقق انتشار المعرفة الإيجابية المفيدة للإنسانية جمعاء، بالتواصل بين الأمم مع مستجدات العصر، وتحرير انتقال المعلومة النافعة بين أرجاء الأرض، إلا أن تأثيراته السلبية الخطيرة وعواقبه الوخيمة، في توجهه التآمري الخاطئ والمتعمد ضد الإسلام والمسلمين (خاصة) ليست بالهينة، لأنه تيار (عولمي) يعج بالغث والسمين ممزوجين معًا، بحيث يصعب على العامة وقليلي العلم والخبرة من الشباب (خاصة) التمييز بينهما.
لذا فقد وجد الضالون والمضللون وكذا الحاقدون المغرضون على الإسلام والمسلمين غاياتهم في استقطاب الشباب واختطاف عقولهم والتغرير بهم عبر هذا الإعلام الجديد، إما لانتهاج التطرف في دينهم أو الانسلاخ عنه، حتى رأينا - بعين الأسى - بعض شبابنا - في عمر الزهور - يساقون إلى تفجير أنفسهم في أكثر من موقع لبيوت الله ويقتلون الركع السجود!!
وفي المقابل رأينا بعض الأقلام المأجورة الموتورة تركب الموجة فتتهم الإسلام بأفعال هؤلاء وتدعو إلى الإنسلاخ عنه!!
أيها الإخوة:
لقد أدركت رابطة العالم الإسلامي هذا الخطر المحدق بالأمة ودينها الحنيف، فعقدت الدورة العاشرة لمؤتمركم الموقر على عنوان «مشكلات الشباب المسلم في عصر العولمة»، ثم تابعت الطرق بعقد دورتها الحادية عشرة على موضوع «التحديات الإعلامية في عصر العولمة» وها هي اليوم تنفذ إلى عمق معالجة المشكلة بانعقاد مؤتمركم الآني لبحث موضوع «الشباب المسلم والإعلام الجديد» وتجمع له هذه النخبة من العلماء الأجلاء المتخصصين وتنتقي المحاور الكفيلة بتسخير جهودهم في مجابهة هذا التحدي الخطير الذي يواجهنا جراء الغزو الفكري الذي يتربص بنا في منابر هذا الإعلام الجديد، سواء من داخلنا، أو بفعل أعدائنا في الخارج، الذين يخططون لهزيمة مشروعاتنا الحضارية.
وها هي أمتكم تتطلع إلى القول الفصل منك بوضع إستراتيجية شاملة ملزمة لنا جميعًا، دولاً وحكومات وأفرادًا، في مواجهة هذه الفتنة الكبرى.
وفقكم الله وسدد خطاكم وأثابكم خير الجزاء على ما تقدمون لأمتكم من جهد مخلص فاعل وأمين يخلص مسيرتها مما يحاك لها ولأبنائها في هذا الظرف الدقيق.
وختامًا.. أتوجه بخالص الشكر والتقدير لسماحة رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، ولمعالي أمينها العام، على الجهود المميزة التي تبذلها الرابطة في خدمة الإسلام والمسلمين، ولكم جميعًا معاشر علمائنا الأفاضل.. ولكل الحضور الكريم..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقد ألقيت كلمة المشاركين في المؤتمر ألقاها بالنيابة عنهم معالي رئيس جامعة الأزهر الدكتور عبد الحي عزب عبد العال عبّر فيها عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر الذي يضم نخبة طيبة من علماء الأمة.
وقدم معاليه خالص العزاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- ولحكومته الرشيدة ولشعب المملكة العربية السعودية في ضحايا الحادث الذي أدى إلى استشهاد عدد من حجاج بيت الله الحرام سائلاً الله تعالى أن يلهم الجميع وذويهم الصبر والسلوان، وأن يعجل بشفاء المصابين.
وأبان معاليه أن أمة الإسلام يجمعها أكثر وأعظم بكثير مما يفرقها ذلك أن العقيدة بأصولها تجمع الأمة، والدين بأركانه يعصمها، والشريعة بمقاصدها الإنسانية تعزها، لافتًا النظر إلى أن كل تلك المعاني تدعو إلى العمل بالآية الكريمة «واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمو الله عليكم إِذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا» حاثًا على التمسك بنعمة الإخوة ونعمة الاعتصام، لنكون قدوة لشباب الأمة.
وشدد معاليه على وجوب نبذ الفرقة والتشرذم والعمل على نبذ العصبية والعنصرية عملاً بوصية رسولنا الكريم في حجة الإسلام: - لا عصبية في الإسلام - نعم لا عصبية في الإسلام، ولا عنصرية في الإسلام لا عصبية لجنس أو لون ولا عصبية لرأي أو فكرة مؤكدًا أن صناعة التطرف والغلو والتفرق والتشرذم إنما تأتي من العصبية والعنصرية
وحث معاليه الجميع على الأخذ بيد الشباب للحيلولة بينهم وبين التطرف وذلك ببث الفكر الوسطي ونشر مبادئ القيم والرحمة والسماحة واليسر، لنحظى جميعًا بثقة شبابنا، ولنحظى جميعًا بالحيولة بين شبابنا وبين الملل من الغلو والتشدد
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن وسطية الإسلام توجب الرفق بالشباب واللين معهم فهم أولى بذلك فإذا كان الله تبارك وتعالى قد أمر نبيه موسى وهارون باللين والرفق مع فرعون، حيث قال تعالى: «فقولا له قولاً لينًا لعله يتذكر أو يخشى» فما بالنا بشبابنا.
وتطرق معاليه إلى أهمية الأخذ بالرحمة والنصح والنصيحة لننطلق مع المنظومة الإسلامية نحو التركيز على قضايا العصر، وما يبنى فكر الشباب لتسلم الأمة من كيد الكائدين.
وعبّر عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة على رعايته لهذا المؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين كما شكر رابطة العالم الإسلامي على تنظيمها للمؤتمر ودعمها للشباب المسلم سائلاً الله تعالى أن يتم على حجيج بيت الله الحرام مناسك الحج وأن تظل هذه البلاد محفوظة من كل سوء وتنعم دائمًا بالخير والبركات.
ثم ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي كلمة رفع فيها الشكر والتقدير لخادمِ الحرمين الشريفين، الملكِ سلمان بنِ عبد العزيز آلِ سعود - حفظه الله- على تشجيع الرابطة ودعم مناشطها والرعاية لمختلف مناسباتها، انطلاقًا من المنهج الذي تسير عليه المملكة في خدمة الإسلام والدفاع عنه، والاهتمام بقضايا الأمة وشؤون المسلمين المختلفة.
وأوضح أن الرابطة اختارت عنوان «الشباب المسلم والإعلام الجديد» موضوعًا لمؤتمر مكة المكرمة في هذا العام، استشعارًا منها تعاظمَ تأثير الإعلام الجديد في حياة الأمة الفكرية والاجتماعية، واستجابة لما يوليه ديننا الحنيف من العناية بفئة الشباب، وإسهامًا في تكوين فهم مشترك لما يحيط بمجتمعاتنا من تحولات متسارعة، وإدارة حوار بنّاء حول التطورِ الإعلامي وأثرِه على المجتمع، وتوجيهِ الشباب المسلم إلى التدابير الواقية من أضرار الإعلام الجديد، والاستثمار الأمثل له، بما يعزز ثوابت الأمة ويحافظ عليها.
وحث معاليه المشاركين على مناقشة وبحث مختلف محاور وعناصر موضوع المؤتمر الأساسية وأن يخلُصوا من ذلك إلى نتائجَ عمليةٍ تستفيد منها الأمة، وتسترشد بها في طريقها نحو إصلاح حالها، بما في ذلك النماذجُ الصالحة والتجارب الناجحة في هذا المجال، وبخاصة ما تسير عليه المملكة العربية السعودية منوهًا بالجهود المتميزة التي تبذلها المملكة ضمن خطط وبرامج مدروسة، في ضبط الإعلام بالموازين التي لا تتعارض مع ثقافة مجتمع المملكة، وكانت سباقة إلى الاستفادة الإيجابية من تطورات الإعلام والاتصال.
وقال: إن المملكة نموذج رائد في العناية بالشباب والإعلام، ومن ثَم فإن المهتمين بقضايا الشباب والإعلام، مدعوون لإبراز نموج المملكة وتشجيع الاستفادة منه.
وأضاف يقول: المسلمون يأملون من مؤسساتهم التعليمية والإعلامية والتثقيفية، أن تكون دروعًا لتعزيز أمنهم الفكري، وصيانة هُويتهم وخصائصهم الثقافية، وتشجيع شبابهم على الاهتمام باللغة العربية لغة القرآن، والتراث الإسلامي الذي يمثل تجربة الأمة وإنجازاتها في العلوم والمعارف، ويختزن قيمها ومبادئها وذاتيتها الحضارية».
وبين معاليه أن الشباب شريحة كبيرة في حجمها وأهميتها، وحساسة فيما تجده أمامها، لرغبتها في خوض التجارب وغمار البحث عن مستقبل آمن تسعد به في مجتمعها، ومن ثَم فهي تحتاج إلى عناية وتوجيه ممن سبقها إلى ميدان الحياة، وعارك شؤونها وذاق حلوها ومرها، ولا سيما الشخصيات التي لها قدرة على التوجيه والترشيد، المتميزة بالوسطية والاعتدال والفهم العميق لقضايا الإسلام والأمة والمسؤولية في ذلك مسؤولية مشتركة بين الجهات المختصة في الإعلام والثقافة والتربية والتوجيه الاجتماعي.
وأشار الدكتور التركي إلى أن الشباب المسلم يواجه اليوم تحديات صعبة، وأصعبها ما يستهدف دينه والقيم والمبادئ الإسلامية التي نشأ عليها، وهو تحد تتعرض له مختلف شرائح الأمة، لكن الشباب أكثر تعرضًا له، وأشد تأثرًا به، لقوة صلته بالإعلام الجديد ذي الانتشار الواسع والتأثير القوي والسريع، والتَّميز بالتفاعلية والآنية والعالمية، مع انخفاض تكاليف الحصول على التقنية وسهولة استخدامها لافتًا إلى أن للإعلام الجديد فوائد ومنافع تتصل بمختلف مجالات الحياة، لكن أضراره كثيرة وخطيرة، قد تصل إلى تغيير المبادئ والمفاهيم الأساسية التي تتعلق بالأسرة والمجتمع والحياة والدين والثقافات الموروثة، وقد تُعرِّضُ الهُوية الإسلامية والوطنية إلى الاهتزاز والسموم الفكرية في ظل انعدام الرقابة والحصانة والتوجيه وأن من السلبيات السلوكية التي قد يصاب بها بعض الشباب المسلم من سوء استخدام الإعلام الجديد، العفوية والعشوائية، وترويج الإشاعات والأكاذيب، والمخالفات الشرعية، وإضاعة الأوقات والإدمان والتوحد والابتعاد عن الواقع.
وأكَّد معاليه أن هذا ما دعا الرابطة إلى الاهتمام بالإعلام الجديد وصلته بالشباب حيث بادرت إلى عقد هذا المؤتمر، ودعت إليه نخبة من العلماء والباحثين المهتمين بموضوعه، أملاً في أن تقدم الرابطة ما تستطيع من الجهود في رفع مستوى الوعي لدى الأمة وشبابها تجاه سلبيات العولمة الثقافية، وتزويد مؤسساتها الإعلامية والدعوية والتربوية، بالحلول والاقتراحات التي تعينها في التعامل الإيجابي مع الإعلام الجديد، والاستفادة الآمنة من منافعه الجمة، والتشجيع على إنتاج محتويات إسلامية متميزة، تخدم الأمة ودينها وشبابها، وتدافع عن قضاياها ومصالحها، وتفتح آفاق الحوار بينها وبين غيرها.
وشكر معاليه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، على عونه للرابطة في أعمالها، وتفضله بافتتاح هذا المؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين كما شكر سماحة المفتي العام للمملكة، ورئيسِ المجلس الأعلى للرابطة الشيخ عبدِ العزيزِ بنِ عبدالله آلِ الشيخ على جهوده وحرصه في تحقيق الرابطة أهدافها، ومتابعته لبرامجها.
عقب ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة رحب فيها بصاحب السموِّ الملكيِّ الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، ومعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي، والحضور الكريم.
وقال نشكر رابطة العالم الإسلامي على إقامة هذا المؤتمر الذي يدل على تحسسها لمشكلات الأمة الإسلامية ومعالجتها: إن شباب الأمة أمانة في أعناقنا وكل أب مسؤول عن أبنائه ويجب علينا أن نتحمل مسؤولياتنا كل حسب تخصصه ونكرس الجهود للحفاظ عليهم.
وأضاف سماحته أن الإعلام القديم كان يهتم بنقل المعلومة ولم تكن هناك أي خطورة على الشباب ولكن الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت خطرًا على الشباب في تلقي الأفكار المنحرفة التي تؤدي بهم إلى الانحلال والتطرف ولقد استغل بعض ضعفاء النفوس الإعلام الجديد لنشر الرذيلة والفساد.
ودعا سماحته إلى محاصرة هذا الإعلام الجديد بالتوعية الصحيحة للشباب المسلم، وليعلم الجميع أن هذا الإعلام الجديد أن لم يتم السيطرة عليه بالتوعية الصحيحة فسوف يكون خطرًا كبيرًا على الأمة الإسلامية، فلا بد للأمة أن تتحمل مسؤوليتها تجاه هذا الإعلام الجديد وعلى الباحثين أن يخرجوا بتوصيات مفيدة لأمتهم وشبابهم.
حضر صاحب السمو الأمير فيصل بن محمد آل سعود وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة المساعد للحقوق ومعالي المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور صالح بن حميد ومعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس ومعالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار ومعالي رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد بن محمد علي وعدد من المسؤولين.