مندل عبدالله القباع ">
يتفنن بعض الكتاب ويتغنون بما حدث في بعض الدول الناشئة التي نهضت من كبوتها واستطاعت أن تتغلب على فقرها وضياعها بين الأمم وصارت في وضع قريب من التقدم ومن هذه الدول الكوريتين وتركيا وسنغافورة وماليزيا واليابان والصين.. إلخ.
وقد حققت جميعها قفزات اقتصادية تحسد عليها ولكن هل كان ذلك بسبب حسن التخطيط أم إعادة هيكلة الدولة أم بالعمل الدؤوب من قبل السكان.
إن الدولة الوحيدة التي يمكن القول إنها حققت معدل نمو عالي بدون أي مساعدة من الدول الكبرى هي اليابان قبل هيروشيما والتي ألقيت عليها القنبلة الذرية وبعدها وذلك بسبب حب شعب اليابان للعمل حتى أنه يقال إن الموظفين يعملون في أيام إجازاتهم لحبهم للعمل وعدم رغبتهم في الحصول على أي إجازات.
أما الدول الأخرى كنمور آسيا وتركيا وغيرها فقد قامت بدعم من الدول الكبرى لأهداف لا يعلمها إلا الله فأين نحن من هذا وينسى البعض من هؤلاء الكتاب أن لدينا المال الوفير ولا ينقصنا شيء فديننا يحثنا على العمل الدؤوب وأن على المرء أن يأكل من عمل يده وجميع الرسل كانوا يأكلون عمل أيديهم بحكم طبيعة عملهم من رعي الأغنام وبعض الحرف اليدوية. فدستورنا القرآن الكريم وقد سبقناهم بآلاف السنين سواء في الفكر أم في العمل فما الذي ينقصنا؟ لقد حبانا الله بنعمة الإسلام والأمن والأمان أولاً وثانياً حبانا الله بالمال الوفير والكثير من باطن الأرض وكنوزها التي لا يعلمها إلا الله. لدينا العقول والأفكار والأدمغة النيرة فكم سمعنا وقرأنا من نبوغ أبنائنا وابتكاراتهم ونجاحاتهم التي فاقت وتعدت بعض أفكار الأشخاص من جنسيات أخرى عربية وإسلامية وصديقة وخاصة في تقليهم دراساتهم العليا في أرقى الجامعات العالمية في مجال الطب والهندسة والحاسوب الآلي وغيرها من العلوم العلمية على مستوى الطلاب والطالبات. ولماذا لا نحب العمل كما يفعل اليابانيون هل ذلك بسبب التنشئة أم بسبب المعتقدات أم أن هناك نواح خفية لا نعلمها وقد توصل إليها اليابانيون ولم نستطع أن نتوصل إليها لاسيما أن هناك آلاف الشباب العاطلين والذين يعيبون بعض الوظائف المهنية والحرفية.
إن حب العمل من الأمور التي ينشأ عليها الإنسان من الصغر مما يبعده عن التشتت والإهمال في حياته ويجعله محباً للعمل قادراً على توفير الوقت للعمل وبعض الوقت للترفيه وليس العكس فالعمل عبادة كما جاء في الأثر, {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} (105) سورة التوبة.
وهناك الكثير منا يعمل من أجل الراتب أو يتهرب من العمل أو يعمل بنصف إمكانياته أو يعمل لكي يراه رئيسه أو خوفاً من الرئيس الذي يراقبه.
فإذا أردنا أن نكون أمة قوية يجب أن نتحلى بحب العمل من أجل العمل من أجل الرقي بدولتنا وليس من أجل أشياء دنيوية تافهة ويجب أن نستغل ما حبانا الله به من أموال في البحث العلمي واستغلال طاقتنا في العمل.
وديننا الحنيف يحثنا على العمل فهل نقف مع أنفسنا وقفة قوية ونحاسب أنفسنا على الإهمال وعلى التهرب من العمل وعلى الرفاهية الزائدة وعدم الإحساس بالمسؤولية تجاه وطننا الحبيب الذي بناه الأجداد بدمائهم بجانب موحد هذا الكيان ومؤسس الدولة السعودية الثالثة عام 1319هـ الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته ونصبح قدوة للدول الأخرى بسواعدنا وبدون أي مساعدة من الدول الأخرى إلا بالاستفادة من هذه الدول بما وصلوا إليه من تقنية واختراع في جميع مناحي الحياة الطبية والتعليمية والصناعية وغيرها مع الإحاطة أن أجدادنا وآبائنا كان البعض منهم يعمل في بعض المهن الحرفية مثل النجارة والخياطة والسباكة والأعمال الكهربائية وميكانيكا السيارات وغيرها وكانوا يقدمون في هذا خدمة لأنفسهم وأسرهم مادياً إضافة إلى خدمة أبناء مجتمعهم.
(والله من وراء القصد)