الشيخ الغنيم: على منظمة العفو الدولية أن تستفيد من تجارب المملكة الفريدة في استقبال الوافدين إليها والمستجيرين بها من الحروب ">
الجزيرة - المحليات:
طالب عضو مجلس إدارة الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين الشيخ سعد بن عبدالله بن غنيم منظمة العفو الدولية أن تستفيد من تجارب المملكة الفريدة في استقبال الوافدين إليها والمستجيرين بها من وهج الحروب والخوف. لا أن تشكك في جهودها.
وأضاف منذ ما يزيد عن 60 أو 70 سنة، استقبلت المملكة الآلاف من الإخوة الفلسطينيين وأدخلتهم البلاد ومنحتهم الإقامة وسمحت لهم بالعمل ومكنت أبناءهم وأحفادهم من الدراسة والعلاج وتملك المساكن في حين لا يزال أمثالهم من الإخوة الفلسطينيين في مخيمات مخجلة ومذلة في دول عربية كثيرة أشبه بالسجون ومثل ذلك نصف مليون مسلم بورمي هجروا منذ نصف قرن وهم الآن يعيشون بيننا لهم حقوق ويتمتعون بالإقامة النظامية بعد أن توالدوا وأصبحوا أجيالاً متتابعة.
جاء ذلك رداً على التقارير المضللة التي أطلقتها منظمة حقوق الإنسان حول دور المملكة الإنساني وزاد الغنيم حين جاء غزو العراق للكويت ولجأ للمملكة مليون عراقي وضعت لهم المملكة مخيمات أشبه بالمدن المكتملة جهزتها بالمستشفيات والجامعات والمدارس والأسواق وكل وسائل الراحة وصرفت لهم الرواتب الشهرية حتى عادوا لبلدانهم ومع ذلك كانوا يرونها سجناً وحداً لحريتهم ولكن لأن الإقامة كانت محددة بوقت قصير تنتهي بانتهائه فقد اكتفت المملكة بهذه المخيمات وصرفت مليارات الريالات في وقت كانت تقترض فيه لسد عجز ميزانياتها ونفقات الحرب وقد زار هذا المخيم عدد من مسئولي الأمم المتحدة ومفوضياتها وسجلوا شكرهم وإشادتهم به ولم تتكلم المملكة عن ما فعلت أو تمنّ به باعتباره واجباً إنسانياً.
وأضاف الشيخ بن غنيم جاءت أحداث سوريا فصدرت التعليمات بعدم ترحيل أي سوري من البلاد وان انتهت إقامته أو عقد عمله وتمديد الإقامات والزيارات ومن يقدمون للحج والعمرة يمكنون من البقاء ويعطون تأشيرات زيارات ومن لديهم أقارب يستقدمون من شاءوا من قرابتهم ويسمح لهم بالعمل والدراسة والعلاج بصفتهم مقيمين لا لاجئين لان المملكة وهي الداعم الأول والمنفق بسخاء على جميع المخيمات التي أقيمت للسوريين بالأردن ولبنان بل وتركيا وهي تدرك الوضع السيئ لبعض هذه المخيمات فآثرت أن تسلك الطريق الذي يليق بإخوة وأشقاء أعزّة واعتبارهم ضيوفاً في بلدهم الثاني وهكذا كررت ذلك مع نصف مليون يمني منحتهم الإقامة وأعطتهم نفس الحقوق.
وقال صرحت الجهات المختصة بأرقام موثقة أن عدد من دخلوا المملكة منذ أزمة سوريا مليونين ونصف وبعض هؤلاء مقيم أصلاً هنا وبعضهم زائراً تمكن من السفر والعودة عدة مرات كدلالة على سهولة الإجراءات كما أن عدد من منحوا الزيارة والإقامة ممن تركوا بلادهم بسبب الحرب نصف مليون يعيشون بين المواطنين في فلل أو شقق يباشرون حاجاتهم بأنفسهم ويتعلم أولادهم بالمدارس وكان يجب على منظمة العفو أن تشيد بهذه التجربة وتستفيد منها لا أن تقف مشككة فيها.
وتعجب الشيخ الغنيم من حملة إعلامية رهيبة أشغلت العالم عن إنسانية المجتمع الأوروبي الذي استقبل بضعة الآلاف منهم بمنّ وأذى وتسلط وبعد أن عرضوهم لكل أصناف الخوف ورأوا الموت بأعينهم مرات فيوصف الأوروبيون بعدها بالإنسانية والشفقة والرحمة مع أن دولهم هي التي تسببت فيما هم فيه ومنعت إنهاء الأزمة لأغراض دنيئة تتعارض مع الإنسانية وأبسط القيم فوصفوهم بالرحمة والشفقة ووصمت بلادنا من هذه المنظمات التي باعت نفسها ومبادئها وصمت بلادنا بالقسوة وإغلاق الأبواب وعدم القيام بأي واجب.
وأضاف لهذا الحد بلغ الفجور في الخصومة للأسف، أقول هذا دفاعاً عن وطن يعده ولاته وأهله وطن لكل مسلم وملاذ لكل خائف ولو كان غير مسلم ووطن نزلت فيه آية وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ (6) سورة التوبة, فإذا كان هذا في حق المشرك المحارب إذا استجار فكيف بالأخ المسلم الشقيق.
وأضاف الشيخ الغنيم لا يذكر أي عمل إنساني إلا ويكون للمملكة العربية السعودية اليد الطولى فيه ولا فخر من أقصى الشرق للغرب والشمال للجنوب أنها تعطي بلا منة، ولا تتبع ما أعطت بالأذى، كما أنها تعتبره واجباً إنسانياً تحتسبه عند الله فلا تسلط عليه الإعلام لأن هذا ليس من شيمها ولا شيم العرب، ولم تكن المملكة لتقول ما قالته أو تعلن ما أعلنته من أرقام ليست مجالا ً للشك حول ما قامت به للأخوة السوريين لولا أقلام ومواقع مشبوهة جعلت من المملكة أسوأ الدول ووصمتها في بيانات جرى نشرها بأنها لم تقم لهم بأي عمل وأن عدد من استقبلتهم من السوريين صفراً.
وختم الغنيم تصريحه الذي لفت نظري للأسف وهو ما كنت ولا زلت أشير إليه من زمن هو تبني بعض المنظمات المنتمية للمجتمع الدولي وحقوق الإنسان لمثل هذه الأكاذيب وتلقفها، الأمر الذي يدفع للبحث عمن يبثها ولمصلحة من؟ ولماذا توظف بعض هذه المنظمات نفسها وتعرض مصداقيتها للمحك.