إسرائيل تُدمر مقومات الدولة الفلسطينية وتجر العالم إلى حرب دينية ">
رام الله - رندة أحمد - بلال أبو دقة:
طالبت القيادة الفلسطينية المجتمع الدولي بوقف التدخل العاجل للجم العدوان الإسرائيلي المستفز والمتواصل بحق المسجد الأقصى والمقدسات الدينية في فلسطين المحتلة، ووقف محاولات «إسرائيل» لجر العالم الى حرب دينية بهدف خلق مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار والعنف والتطرف. وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، د. حنان عشراوي خلال لقائها القنصل البريطاني العام «أليستر ميكفيل»، بمقر منظمة التحرير في مدينة رام الله: إن إسرائيل بانتهاكها لحرمة المقدسات الدينية «تلعب بالنار»، وإن اقتحامها للمسجد الأقصى وباحاته وإلزامها للتقسيم الزماني والمكاني بالقوة عبر أجهزتها وأذرعها العسكرية كلها ممارسات تأتي في سياق استكمالها لمخططها التهويدي لضم المسجد الأقصى ومحيطه وفرضها للأمر الواقع من خلال إحكام سيطرتها الأمنية المتراكمة عليه وتطبيق رؤيتها لما تسميه الهيكل الثالث، في تحدٍ واستفزازٍ واضحٍ لمشاعر المسلمين بالعالم أجمع».
وتشهد مدينة القدس المحتلة منذ أيام تصعيداً إسرائيلياً خطيراً مع محاولات قوات الاحتلال الإسرائيلية فرض تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا بين المسلمين واليهود المغتصبين، فيما شهدت باحات المسجد الأقصى منذ يومين مواجهات عنيفة عقب تصدي المرابطين المسلمين لاقتحامات قوات الاحتلال والمستوطنين الصهاينة.
وقالت عشراوي في هذا السياق : «إن هذا التصعيد الاستيطاني الاستفزازي الخارج عن الارادة الدولية هو جريمة حرب تتطلب موقفا واضحا وخطوات ملموسة وعاجلة من المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية لكف يد إسرائيل ومساءلتها وإيقاف سرقتها لأراضي وممتلكات ومقدرات شعبنا الفلسطيني».
وأطلعت «عشراوي» القنصل البريطاني على آخر الانتهاكات الإسرائيلية التي تهدف الى تدمير مقومات الدولة الفلسطينية وانهاء حل الدولتين على مرأى ومسمع من العالم، من خلال استمرارها في ارتكاب جرائم الحرب الاستيطانية وسرقة الاراضي والموارد الفلسطينية ومواصلة بناء جدار الضم والتوسع العنصري في تحد صارخ للقانون الدولي وللرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية . بدوره أطلع رئيس الوزراء الفلسطيني ، د. رامي الحمد الله وفدا برلمانيا ألمانيا، برئاسة نائبة رئيس البرلمان الألماني -كلاوديا روث-، على آخر الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والمقدسات في القدس المحتلة، وأشار الحمد الله إلى أن «إسرائيل» الدولة القائمة بالاحتلال بتعنتها ورفضها للسلام دفعت القيادة الفلسطينية إلى الذهاب لمؤسسات الأمم المتحدة، باعتبارها الطريق الوحيد المتبقي لإقامة الدولة الفلسطينية، ولانتزاع حقوق الفلسطينيين عبر الحل الدبلوماسي الدولي.
وبحسب المصادر الاسرائيلية فإن حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي -بنيامين نتنياهو قررت تنفيذ قرار تقسيم المسجد الأقصى زمانياً على مرحلتين، المرحلة الاولى هي ملاحقة التواجد الديموغرافي الفلسطيني داخل المسجد الاقصى من خلال اعتقال واستهداف العلماء والخطباء وطلاب مصاطب العلم والمرابطات واعتبارهم ملاحقين من الامن الاسرائيلي، والمرحلة الثانية تحديد مواعيد يومية الزامية تسمح لليهود بدخول المسجد الاقصى ومنع الفلسطينيين من دخول الاقصى في تلك الساعات تماما كما حدث مع المسجد الابراهيمي في الخليل.
وتأتي الاقتحامات والاعتداءات الاسرائيلية للمسجد الأقصى بمناسبة «رأس السنة العبرية»، لتأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد، في تطبيق وتنفيذ لمخطط التقسيم الزماني، علما ان مواجهات عنيفة اندلعت خلال اليومين الماضيين في المسجد الاقصى أدت الى اصابة واعتقال العشرات من الشبان والنساء والاعتداء على المعتكفين فيه، وتدمير وتخريب المسجد القبلي بشكل كبير .