الأخ فهد القحطاني - الخرج:
البيت الذي استشهدت به ليس للشاعر الذي ذكرته في رسالتك، بل هو للشاعر الكبير عبد الله بن ربيعة المتوفى سنة 1273هـ -رحمه الله -.
وهو مُوثَّق في أكثر من مصدر منها (ديوان عبد الله بن ربيعة، جمع وتحقيق ودراسة ابراهيم الخالدي) والبيت هو:
قالوا تجمّل. قلت: يا اهل الجدالا
العز ينعش.. مثلما الضيم قتّال!
ونورد هنا القصيدة كاملة بما فيها البيت المشار إليه مع قصتها نقلاً عن المؤلف الخالدي: (في هذه القصيده يخاطب ابن ربيعة أخاه الأصغر زيداً، والذي ذهب بأسرة الشاعر للعيش في الكويت حيث وجدت الأسرة مستقراً آمناً بعيداً عن صراعات الحكم في الزبير خاصة بعد زواج الشيخ صباح ابن حاكم الكويت وقتئذ الشيخ جابر سنة 1241هـ من (لولوة بنت محمد بن إبراهيم الثاقب الوطبان - ام الشيوخ محمد وجراح ومبارك الكبير وعذبي - والقصيدة قيلت بعد ثلاث سنوات من فراق الشاعر لأسرته، وربما نستطيع تأريخ هذه القصيدة بسنة 1244هـ، إذ إن حادثة التفرّق جرت سنة 1241هـ، ويبدو أن شاعرنا كان مقيماً حينئذ لدى المنتفق، وهي رد على رسالة كان أخوه زيد قد بعثها إليه بسبب انقطاعه عنهم):
خذ ما تراه وخل عنك المحالا
يا قلب ياللَّي كل ساعة بمنوال
كب التّماني ما عليها اتّكالا
وش وقّعك في لجةٍ ما لها جال؟
سلّم لمحتوم القضا.. لا تسالا
يا ما تحت طيّ المقادير من حال
المختفي في مقبلات الليالا
خيره يبين وبرقع الشك ينجال
هذا، ويا طيفٍ عنا لي شمالا
ورد، وصدر.. بالعون منه اصغر الحال
اقفى يدغرقه الشره والدلالا
اللّي دعا مسقوط الاضلاع جهوال
له قلت: ريّع، قال: يا هيه لا لا
بيني وبينك: نازح البعد واللال
من عافنا ما هو لنا راس مالا
ومن باعنا بالدون: بعناه بخلال
هذي ثلاث سنين عنَّا تتالا
ما بك رحم. مالك لحم. مالك عيال
اربع بنيٍّ واشعلنّ الحوالا
في غيبتك عنّا والأيام حوَّال
قلت: اي نعم واستغفر الله تعالى
من هاجسٍ يا زويد يحبط بالأعمال
ياللِّي تذكرني فراق العيالا
مالون أنا مفارق حميدين الافعال
من فقدهم يمناي.. عسما شمالا
ليت البقيه راح فدوة لـ درجال
فوق التعب يا زويد وانتوا زعالا
حسناي مجحودة وباللوم عمّال
واقول: يالله بزغتري الهبالا
ياللِّي تجمّع لك بذا الوقت جهّال
يا زويد: هو راعي اللزم ما يعالا
ما تنطح العيلة، ويا زويد عيّال
اللِّي ورد برجال يشرب زلالا
وينزّح المعدوم لو وِرد بحبال
قالوا: تجمّل قلت: يا اهل الجدالا
العز ينعش.. مثلما الضيم قتّال!