الشاعر والأديب ناصر بن عبدالله المسيميري غني عن التعريف؛ لما له من حضور أدبي في الرواية والتحقيق في كل ما يتعلق بالتراث الشعبي، وقد صدر له عدة كتب في هذا الشأن منها على سبيل المثال لا الحصر (قصص واقعية من جزيرة العرب) و (ألغاز وحلول) وعدد من الإصدارات السمعية المتنوعة، كما أن له مساهمات ومشاركات متعددة في البرامج الشعبية والصفحات المتخصصة إضافة إلى المناسبات الوطنية المختلفة. كما أشار لذلك الأستاذ سليمان المحمد الرميح في نبذة مختصرة عن مؤلف الديوان الذي نلقي عليه إطلالة اليوم وهو (ديوان المسيميري -الجزء الأول) الذي يقع على مائة وخمسة وخمسين صفحة جاء تقسيمها كالتالي: -الوطنيات- المراسلات- الغزل- المدح- الرثاء- وجدانيات ومتفرقات.
جاءت أول قصيدة في الديوان بعنوان (أول الميزان) وهو تاريخ توحيد المملكة العربية السعودية على يد موحد الوطن ومؤسسه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- وجاء فيها:-
ألا ياحي هالتاريخ تاريخ أول الميزان
توحّد به كيان المملكة باسم السعودية
بعد طول المطارد فوق كور وفوق سرج حصان
يبوج إبها الفيافي لين قص الداب والحيّه
بعد لم الشتات وكل قاسي لبوتركي لان
جزاء الإحسان بالإحسان واغضى عن هل السيّه
توالفت القلوب وصاروا العدوان تقل إخوان
بعد زال التناحر والحزازة والكراهيه
وساد الأمن والإيمان وزانت يوم كلش زان
تمتّع بالرخاء والعدل والأحكام شرعيه
شمخ مبناه حيث إنه على التقوى أسس البنيان
عساه بجنة الفردوس يجزى صالح النيه
ترا هذاك أخو نوره إمعزّي مرهب العدوان
فتح تاريخٍ أبيض تفتخر فيه السعودية
كما احتوى الديوان قصائد مراسلات رفيعة المضامين في محتواها بين الشاعر ناصر المسيميري وكبار الشعراء المعروفين مثل الشاعر عبدالرحمن العطاوي والشاعر عبدالله بن عون والشاعر علي القري رحمه الله والشاعر بدر الحويفي وغيرهم، من ذلك قصيدة وجهها الشاعر للشاعر بدر الحويفي جاء فيها:-
يا رجل في روس المراقيب عدّي
خلين أهيّض به ترى الصدر مليان
لو أن رقي الرجم ماهوب ودي
تعبان من رقي المراقيب تعبان
غدي برأسه خاطري يجرهدي
أنسى همومٍ كنها ضلع ورقان
همٍ نزل والهم الآخر يشدي
تواردن قلبي كما ورد قطعان
ومن رد الشاعر بدر الحويفي قوله:
ما تصفي الدنيا على ما تودّي
والصبر يا ناصر من أنواع الإيمان
وكذلك قوله:
واللي يجيب الهرج واللي يودي
هذاك يا ناصر من العقل عريان
من عادة الواشي يعمر ويهدي
قصده يولّع بين الأقراب دخان
خلّه من أعماله يخرف ويجدي
ويبني من الحكمه كبر ضلع رمان
وقال الشاعر ناصر المسيميري مخاطباً الشاعر عبدالله بن عون من قصيدة بينهما على الصفحة رقم 71 من الديوان:
رسالةٍ فيها سلامٍ لإبن عون
إعداد ما هل المطر من خياله
وأحلى من السكَّر بكأس يصبّون
عليه دم المصغر ام الشماله
من خاطرٍ في ذكر الأجواد مفتون
والناس تعرف يوم تذكر فعاله
ولولاه عدٍ من ذواريه مصيون
ما أحدٍ نصاه وجر فوقه أحباله
ومن رد الشاعر عبدالله بن عون:
يا من رمنّه نجل الالحاظ بطعون
واتلاهن اللي صاب قلبه وشاله
كانك تبي من صايب الراي عربون
وروح النصيحه يا حليف الشكاله
اعرض وخل الهم للِّي يهيمون
يكفيك من دون العقال الفواله
كما تضمّن الديوان قصيدة ألقاها الشاعر أمام الشيخ الأديب عبدالله بن خميس في إدارة تعليم محافظة الرس عام 1406هـ أشار فيها للجهود والمواقف الكبيرة للشيخ عبدالله بن خميس في دعم الشعر الشعبي على الصفحة رقم 106 منها قوله:
هلا مرحبا بالشاعر الراوي الفهمان
من أكبر رجال الفكر حقٍ نماريبه
سند شعرنا الشعبي عن الهضم والخذلان
وقف موقفٍ كل يعرفه ويدريبه
قضى وقته الغالي لأجل خدمة الإنسان
فهو للأدب كالسيف كلٍ يحاميبه
هلا مرحبا به بين الأخوان والصدقان
بدارٍ إلى جاء مثل شخصه إتهليبه