سعد بن سليمان الفريخ ">
نتلقى في طفولتنا العديد من الرسائل اللفظية وغير اللفظية بالحركات والإشارات والتعابير، سواء كان مصدرها من الوالدين أو الأصدقاء أو المعلمين في المدرسة، مما شكل مجموعة قرارات داخلية ذهنية ونفسية كونت لدينا تصوراً عن أنفسنا وعن الناس، هذه القرارات ننطق بها أحياناً وأحياناً يكون تعبيرنا عن هذه التصورات يأخذ أشكالا من ردود الأفعال السلوكية لما نمر به من مواقف متأثرين بهذه الرسائل التي التقطناها، سواء أفصحنا عنها أو لم نفصح وستظل هذه القرارات تؤثر على سلوكنا وردود فعلنا منذ الطفولة وصاعداً عند تكرر الأحداث وتشابه الظروف في المحتوى والمغزى، أدركنا ذلك أم لم ندركه بوعي منا أو بدون وعي.
وبناءً على ماسبق قد نختار واحدا من أربع مواقف ومن ثم نتبناها وتصبح تلقائية ومن هذه المواقف النفسية.
الموقف الأول: «أنا لست بخير والآخرون بخير» وينشأ عند الإهمال الجسدي سواء بسبب سوء التغذية، المرض، الإعاقة أو الإهمال النفسي بسبب (الانشغال عن الطفل، الطلاق، الفقر)، الانتقادات الدائمة والمستمرة والإهمال المعنوي ومن ذلك ترك أمر التربية على الخادمات مما يجعل الطفل ينشأ بنفسية ضعيفة إضافةً إلى كبت حق مرحلة المراهقة من تكوين الاستقلال، التفرقة بين الأبناء والمقارنة.
الموقف الثاني: «أنا بخير والآخرون ليسوا بخير» وينشأ عند الإفراط في المدح، الثقة العالية التي يملكها الوالدان وتنعكس على الطفل، ترك مساحة من الحرية في اتخاذ القرارات الخاصة به كطفل أو حتى تأييده على الخطأ أو السكوت عنه الإشباع الكبير وربما غير الموجهة للشعور بالاستقلال في مرحلة المراهقة، محاولة إثبات الذات عند إنكار ذاته.
الموقف الثالث: «أنا لست بخير والآخرون ليسوا بخير» ثنائية حالة الضعف لدى الطفل والبيئة المحيطة به كالفقر والمرض والجهل، الاعتداء الآثم أو وقوع الظلم عليه وعلى أسرته مع عدم العجز عن دفع ذلك، أعراف اجتماعية تفرض طبقية وسلم اجتماعي ويكون في أدنى السلم الاجتماعي.
ولكي نكون بأفضل الحالات وتوازن نفسي لابد من تبني الموقف الرابع «أنا بخير والآخرون بخير» ويكون ذلك بمناقشة الفعل بدلاً من ردة الفعل، التربية الناضجة من الوالدين في التوجيه والتعزيز الإيجابي تجاه الذات والآخرين، القدوة الصالحة وذكر محاسن الغير أمام الأبناء وتجنب الغيبة واحتقار الآخرين أو التقليل من شأنهم، المصاحبة في مرحلة المراهقة والمشاركة في القرار.