حماد الثقفي ">
عظّم الله أجرك يا إماراتي، في أسماء شرفت عروبتنا بالشهادة، وشرّفتنا وزادتنا فخراً، كالأوسمة الخالدة، على صدر الأمة العربية بأكملها. انضموا لشهداء فازوا من قبلهم بجنة خلد، سواء في (مصر ـ السعودية ـ البحرين ـ الكويت ـ أو اليمن) وأي مكان آخر، هم مثال صادق للعروبة والإمارات مخلصين لوطنهم ولقيادتهم، مؤمنين بما تُدعمه حكومتهم من قضايا إقليمية ودولية، معلنين الدفاع بأرواحهم لمصلحة أمن واستقرار بلدهم والبلدان الشقيقة والصديقة.
إن غاية الفُرس وأذنابها في اليمن ليس قتل أجسادنا وتخريب بيوتنا واحتلال أراضينا، بل زرع العجز في زوايا نفوسنا وقتل الأمل والحلم فينا وإجبارنا على العيش بإيعاز من الخوف فقط!
لا، لم تعد الصور في الأيام الأخيرة ترعبنا، فقد أصبحنا نتفحصها جيداً، مُحاولين قياس حجم الرعب الساكن فيها، قبل أن تتسلل أرواحنا خارجاً، منبهرين من قدرة الملامح على الاحتفاظ بذلك الإحساس المباغت بالنهاية الدامية غالباً، تلك التي لحقت ب45 شمعة في خط النيران ممن كانوا يحموننا... أفننساهم؟!!!.
تسبقنا أفكارنا فلا نسلاهم، غابطين إياهم بشهادتهم تلك، فخيرهم ها هنا وفي كل مكان يملؤنا، وقد وفت قيادة الإمارات وخصصت يوما للشهيد عطلة رسمية سنوياً في الثلاثين من نوفمبر.
إنهم الذين أقسموا بالله العظيم على الإخلاص، مطيعين، منفذين، مُحافظين على شرفهم وسلاحهم، لا يتركونه قط حتى ينالوا الموت، وقد أشهدوا الله على قولهم هذا، ونفذوه حقاً في سبيل قضايانا العربية.
علينا:
ألا نسمح لعدونا أن يخيفنا، فنحن لا نهاب الموت، بل نُقبل عليه طالبين حب الشهادة، فلسنا بحاجة إلى التضحية التي تقودنا إلى طقوس البكائيات والنَدْبيات التي لا تعود بنا إلا إلى بؤرة الهزيمة! نحن بحاجة إلى العزيمة التي تجعلهم لا يهنأ لهم جفن ولا يغمض لهم بال! نحن نحتاج أن نتعايش مع أنفسنا كجسد مسلم ـ عربي واحد إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى.