مساعد بن سعيد آل بخات ">
ما الذي ينفع الموظف والموظفة حينما يرغبان في الحصول على ترقية في مجال عملهما؟
هل هي علاقاتهما الاجتماعية بالآخرين؟
أم تميزهما في الأداء الوظيفي؟
فهناك موظف تحصل على أداء وظيفي عالٍ 100% لمدة ثلاث سنوات متتالية, بالإضافة إلى تكريمه بشهادات ودروع نظير تميزه في عمله.. وعندما يطلب ترقية في وظيفته لا يرشح هو, بل يرشح غيره ممن هم أقل منه أداءً وتميزاً!!.
وعندما يتواصل (الموظف) مع (المسئول) يقول له: قَدِّم السنة القادمة ويصير خير!!.
لذلك (المنطق) يقول..
بأن التميز في الأداء الوظيفي كفيلٌ بأن يُحسِّن من درجة رُقي الموظف بعد مرور فترة زمنية طويلة.
إلا أن (الواقع)..
يتعارض مع المنطق ويأبى إلا أن يؤكد على أنَّ تكوين الموظف لعلاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين يساعده على تمكينه من الحصول على الترقية واحدةً تلو الأخرى, وخلال فترة زمنية قصيرة.
ومن وجهة نظري..
ليس هناك مشكلة في تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين, ولكن المشكلة تكمُن في أن نقبل طلب من له علاقات اجتماعية ومستواه الوظيفي غير مرضي, في حين نرفض طلب من كان مستواه الوظيفي متميز ولكنه لا يملك علاقات اجتماعية كثيرة!.
وفي المستقبل..
سيكون عاقبة أي وزارة حكومية أو أي قطاع خاص فَضَّلَ من له علاقات اجتماعية على المتميز وظيفياً أن ينالهم من الفساد والدمار ما الله به عليم.
لأن سرطان التفضيل هذا سينهش في أجزائهم شيئاً فشيئاً إلى أن يقضي على هذه المؤسسة.
نستنتج مما سبق..
من الحكمة أن يجمع (الموظف والموظفة) بين الاثنتين:
أولاً: أداءٌ وظيفي متميز, ليكسب رضا الله تعالى كما في قوله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.
وثانياً: علاقاتٌ اجتماعية جيدة, ليصل إلى ما تطمح إليه نفسه من الرُقي والتقدم في وقتٍ وجيز.
ومن الحكمة أيضاً أن تُقدِّم (المؤسسة) المتميزين على غيرهم من أصحاب العلاقات الاجتماعية.