المجمعة - مكتب الجزيرة:
تحقيقا لدور جامعة المجمعة في خدمة المجتمع من خلال برامج نوعية تستهدف أفراده وفي ظل السعي الدؤوب لكرسي الجزيرة لدراسات الإعلام الجديد بجامعة المجمعة لتحقيق أهدافه في خدمة المجتمع، وفي ظل الدور الذي تلعبه جامعة المجمعة لخدمة المجتمع والنهوض بأفراده علميا وثقافيا وصحيا، وفي ظل التوجيهات المستمرة لمعالي مدير الجامعة الدكتور خالد بن سعد المقرن بضرورة وضع المجتمع من أولويات الجامعة، يقيم كرسي الجزيرة لدراسات الإعلام الجديد ندوة بعنوان « دور وسائل الإعلام الجديد في التوعية بمرض كورونا « لتوعية أفراد المجتمع المحلي بالدور الذي يمكن أن تقدمه وسائل الاعلام الجديد في توعيتهم وتثقيفهم بكل ما يتعلق بمرض كورونا من حيث : طبيعة المرض، وطرق انتقاله، وأعراضه، وطرق الوقاية منه بمقر مستشفى الملك خالد بمحافظة المجمعة
أقيمت الندوة أمس الإثنين بالتعاون بين كرسي الجزيرة برئاسة سعادة الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالله الشايع وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي ومشرف كرسي الجزيرة لدراسات الاعلام الجديد ومستشفى الملك خالد بمحافظة المجمعة بمديرها الدكتور مالك ظافرالحسناوي، والذي شارك بورقة علمية ضمن فعاليات الندوة وبرعاية عمادة خدمة المجتمع ممثلة في عميدها سعادة الدكتور عمر بن مساعد الشريوفي، بقاعة التدريب الرئيسة بمستشفى الملك خالد بالمجمعة، حيث سيكون المحور الرئيسي للندوة بعنوان: كورونا - مرض العصر.
تتضمن الندوة محاضرات لكل من الدكتور رائد سليم البرادعي مشرف كرسي الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التويجري للجلطات الدماغية بجامعة المجمعة والدكتور أشرف عبد البديع بسيوني والدكتور سيد حلمي والاستاذ عبد الاله المطيري وعرض لتلاميذ مدارس رياض الإبداع بمدينة المجمعة بمديرها الاستاذ عبد الله الأميري
وتشارك متوسطة رياض الإبداع بالمجمعة بفقرة تمثيلية توعوية عن مرض كورونا بعنوان (اعقلها وتوكل) يجسد فيها الطلاب شخصية حاج يريد قصد بيت الله فالتف حوله جيرانه (طبيب ـ ضابط ـ إمام مسجد ـ موظف) يحثونه وينصحونه للوقاية من كورونا وكيف يأخذ بالأسباب ليتجنب الإصابة بها فجاء أداؤهم معبرا عن تفاعلهم مع أهمية الوقاية من هذا المرض الخطير وفهمهم لطرق الوقاية منه).
وصرح الدكتور محمد بن عبدالله الشايع وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي ومشرف كرسي الجزيرة لدراسات الاعلام الجديد أن هذا العمل يأتي ضمن سلسلة متواصلة من عمل كرسي صحيفة الجزيرة من التوعية من خلال القضايا الجديدة التي تظهر ضمن توعية المجتمع بمخاطر مرض فيروس كورونا والتثفيف المجتمعي بطرق الوقاية منه للحد من انتشاره.
وقال الدكتور رائد بن سليم البرادعي مشرف كرسي الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التويجري للجلطات الدماغية بجامعة المجمعة المنسق للندوة أن هذه الفاعلية النوعية تأتي مواكبة لجهود الدولة بكافة مؤسساتها في مكافحة مرض كورونا خاصة ونحن في موسم الحج وما يحتاجه المواطنون من دعم توعوي في هذا الصدد.
وأشار مدير مستشفى الملك خالد بالمجمعة الدكتور مالك الحسيناوي إلى أن الهدف الأسمى لنا فى جميع مستشفيات وزارة الصحة بالمملكة هو الحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين؛ لذلك اتخذت المستشفى إجراءات وقائية وتوعوية لمنع انتشار وباء كورونا بالمحافظة بداية من عزل الحالات المشتبه بها من الإسعاف واتخاذ كل الإجراءات الوقائية للعاملين وباقي المرضى مع سرعة إجراءات التشخيص عن طريق إرسال العينات.
كورونا مرض العصر تعريف المرض:
المقصود بفيروس كورونا هنا فيروس كورونا الجديد، أو فيروس كورونا الشرق الأوسط المسبب للالتهاب الرئوي الحاد، وسمي بهذا الاسم لأنه اكتشف أول مرة في السعودية، واكتشفت عدة إصابات به في دول الخليج والأردن ومصر وبعض الدول العربية، ورغم وجود بعض الإصابات في دول غربية، إلا أنها كانت مرتبطة بالسفر من دول عربية.
هذا الفيروس هو نوع من الفيروسات التي تنتمي إلى فصيلة فيروسات كورونا التي تسبب التهابات في الجهاز التنفسي بشكل أساسي، وأشهرها هو فيروس سارس الذي انتشر في بعض دول شرق آسيا.
وفيروس كورونا الشرق الأوسط يشبه إلى حد كبير فيروس سارس من حيث تأثيره على الجهاز التنفسي، ولكن يختلف عنه أن نسبة انتشاره بين الناس أقل أما حالات الوفاة به فهي أكثر.
ينتمي إلى عائلة الكورونا التي ينتمي إليها فيروس «سارس»، إلا أن الفرق بين الفيروسين يكمن في أن السارس، عدا عن كونه يصيب الجهاز التنفسي، فإنه قد يتسبب بالتهاب في المعدة والأمعاء، أما كورونا فيختلف عن السارس في أنه يسبب التهاباً حاداً في الجهاز التنفسي، ويؤدي بسرعة إلى الفشل الكلوي.
الفيروس رصد لأول مرة عام 2012، أدى منذ ظهوره إلى إصابة العديد من الأشخاص في دول مختلفة، سجلت من بينهم حالات وفاة متعددة.
الفيروس الجديد شُخّص بأنه فيروس غامض ونادر من عائلة «الكورونا فيروس». خطير جدا على الاشخاص (ضعيفي المقاومة وكبار السن واصحاب الامراض المزمنة). يصيب الجهاز التنفسي ثم ينتقل الى الكلى وإذا لم يستطيع الجسم التخلص منه فهو قاتل.
إلى الآن لا يوجد له علاج ولا مطعوم مع العلم أن المملكة العربية السعودية ممثلة بكثير من وزاراتها، وعلى الأخص وزارة الصحة عاكفة وبمساعدة الجهات الدولية المعنية على إيجاد العلاج النوعي وإنتاج لقاح له.
أعراض المرض:
تبدأ كالإنفلونزا بسعال وارتفاع في درجة الحرارة لتتطور إلى التهاب رئوي حاد ما يؤدي إلى تلف الحويصلات الهوائية وتورم أنسجة الرئة.
تبدأ أعراض هذا الفيروس الجديد بسيطة كأعراض الإنفلونزا، حيث يشعر المريض بالاحتقان في الحلق، والسعال، وارتفاع في درجة الحرارة، وضيق في التنفس، وصداع، قد يتماثل بعدها للشفاء.
وربما تتطور الأعراض إلى التهاب حاد في الرئة، بسبب تلف الحويصلات الهوائية وتورم أنسجة الرئة، أو إلى فشلٍ كلوي، كما قد يمنع الفيروس وصول الأكسجين إلى الدم مسبباً قصوراً في وظائف أعضاء الجسم، ما قد يؤدي إلى الوفاة في حالات معينة.
وبناءً على الحالات المكتشفة حتى الآن، فقد تشمل أعراضه بعض أو جميع ما يلي:
1 - حمى وسعال.
2 - قد يصاب المريض بضيق وصعوبة في التنفس.
3- قد يصاب المريض باحتقان في الحلق أو الأنف.
4 - قد يصاحب ذلك إسهال.
5 - قد يتطور الوضع إلى الإصابة بأعراض تنفسية حادة ووخيمة قد تؤدي إلى الوفاة مثل الفشل التنفسي.
انتقال المرض:
ينتقل المرض كمعظم الفيروسات التي تصيب جهاز التنفس عن طريق تلوث الأيدي، والرذاذ والمخالطة المباشرة مع سوائل وإفرازات المريض وجزئيات الهواء الصغيرة حيث يدخل الفيروس عبر أغشية الأنف والحنجرة.
تتساوى جميع الأعمار باحتمالية الإصابة بالفيروس.
بناءً على المعلومات المحدودة والمتوافرة حتى الآن، فلا توجد براهين تحدد طريقة انتقاله من شخص إلى آخر؛ ولكن يحتمل أنها مشابهة لانتقال العدوى الموجودة في أنواع فيروس (كورونا) المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية الأخرى، وتسعى وزارة الصحة مع شركائها في المنظمات الدولية، بما فيها منظمة الصحة العالمية إلى معرفة المزيد حول طرق انتقاله، بما في ذلك انتقاله عن طريق الحيوانات.
وتشمل طرق انتقال العدوى من أنواع (كورونا) الأخرى والأنفلونزا بشكل عام ما يلي:
1 - الانتقال المباشر من خلال الرذاذ المتطاير من المريض أثناء الكحة أو العطاس.
2 - الانتقال غير المباشر من خلال لمس الأسطح والأدوات الملوثة بالفيروس، ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العين.
3 - المخالطة المباشرة للمصابين.
4 - إمكانية انتقاله عبر الإبل المصابة والخفافيش.
مصدر الفيروس:
كما هو الحال في فيروسات كورونا الأخرى، يعتقد العديد من العلماء أن مصدر الإصابة لابد أن يكون هو أحد الحيوانات. وكون أن هذا الفيروس قد اكتشف أول مرة وانتشر أكثر في دول الخليج، فقد كان توجه العلماء إلى فحص الحيوانات المنتشرة في هذه المنطقة التي قد يكون أحدها مصدراً للفيروس.
وبالفعل أجريت دراسة على مجموعة من الإبل والماعز والأغنام المنتشرة في تلك الدول، وأظهرت الدراسة وجود أجسام مضادة لفيروس الكورونا في عينات دم الإبل، وخلو عينات الحيوانات الأخرى من هذه الأجسام، مما يعني أنه ربما كانت الإبل مصدراً لهذا الفيروس.
طرق الوقاية من المرض:
للوقاية منه يجب: عزل المصاب، غسل اليدين، استخدام الكمامات في أماكن الزحام، لا يوجد لقاح مضاد للفيروس. إلى أن يتم التعرف على طرق انتقاله، تنصح وزارة الصحة المواطنين والمقيمين بالتقيد بالإرشادات الصحية للحد من انتشار الأنفلونزا والالتهابات التنفسية المعدية بشكل عام، وهي:
المداومة على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون أو المواد المطهرة الأخرى التي تستخدم لغسل اليدين، خصوصًا بعد السعال أو العطاس، واستخدام دورات المياه، وقبل التعامل مع الأطعمة وإعدادها، وعند التعامل مع المصابين أو الأغراض الشخصية لهم.
حاول -قدر المستطاع -تجنب ملامسة العينين والأنف والفم باليد، فاليد يمكن أن تنقل الفيروس بعد ملامستها الأسطح الملوثة بالفيروس.
تجنب - قدر الإمكان - الاحتكاك بالمصابين.
يجب استخدم المنديل عند السعال أو العطس وتغطية الفم والأنف به، والتخلص منه في سلة النفايات ثم غسل اليدين جيدًا. وإذا لم يتوافر المنديل، فيفضل السعال أو العطس على أعلى الذراع وليس على اليدين.
لبس الكمامات الواقية يكون فقط في حالة الإصابة بأي مرض أو عند زيارة الحالات المصابة.
الحفاظ على النظافة العامة بشكل عام.
الحفاظ على العادات الصحية الأخرى مثل غسل الفواكه والخضار جيدا قبل تناولها والتوازن الغذائي والنشاط البدني وأخذ قسط كافٍ من النوم، فذلك يساعد على تعزيز مناعة الجسم.
اكتشاف الإصابة بالفيروس:
نكتشف الاصابة بهذا الفيروس عن طريق الأعراض أو التحليل الفيروسي المخبري. ويتم شفاء هذا المرض نهائياً بعد فترة تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين.
طرق العلاج الحالية من الفيروس:
ليس هناك علاج خاص ضد مرض كورونا الفيروسي حيث يقوم الجسم بطرد الفيروسات بالمناعة الذاتية، إلا أنه يتم علاج الأعراض بالأدوية الخاصة لكل منها كالأدوية الخاصة بالسعال والمسكنات ومضادات الالتهاب.
ويمكن أن يشفى بعض المرضى عند الحصول على الرعاية الصحية المناسبة.
بعض التدابير التي تخفف من شدة أعراض الفيروس:
1 -استخدام المسكنات وخافضات الحرارة.
2 -الحصول على حمامات ساخنة للتخفيف من آلام الحلق والسعال.
3 -أخذ أقساط كافية من الراحة.
سلوكيات مهمة عند الإصابة بالفيروس:
يجب الانتباه إلى الأمور التالية عند إصابة شخص ما بمرض كورونا الفيروسي: - يجب الابتعاد عن الأماكن الرطبة.- تهوية المنزل جيداً مع تدفئته جيداً ايضاً.- يجب ارتداء قناع (كمامات) للوقاية من العدوى بالمرض.
يجب أن يتم عزل المصاب بغرفة خاصة به وعدم الاحتكاك به وبأغراضه الخاصة حتى يتم الشفاء.
يجب على الجميع غسل اليدين وبشكل دائم ومستمر في البيت، في المستشفى، وفي أي مكان.
على من يشعر بضيق نفس وحرارة عالية ان يرتدي كمامة إلى ان يصل إلى الطبيب.
استخدام الكمامات في الأماكن المزدحمة.
إذا عطس الإنسان عليه استخدام المناديل وغسل يديه مباشرة.
مراجعة أقرب مركز صحي وبسرعة في الحالات التالية:
إذا شعرت بدرجة حرارة عالية -سعال حاد -ضيق النفس.
بطبيعية الحال، لا يمكن أن يعرف المريض أنه مصاب بهذا المرض تحديدًا إلا بعد تشخيصه في المنشآت الصحية. كما لا يوجد علاج نوعي لهذا المرض حتى الآن، إلا أنه بشكل عام، فيتم التعامل مع المرض مثل أي مرض تنفسي معدٍ آخر كالأنفلونزا؛ حيث يجب على المريض اتباع الإرشادات التالية:
1- تناول الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنات عند الحاجة.
2- الإكثار من السوائل وأخذ قسط كافٍ من الراحة والحفاظ على تناول الغذاء الصحي.
3-اتباع الإرشادات المتعلقة بالحد من انتقال العدوى التي من أهمها:
4-استعمال المناديل عند العطس والسعال والتخلص من البلغم والتخلص منها بطريقة آمنة وفي سلة المهملات ثم غسل اليدين جيدا.
5- غسل الأيدي بصفة دورية، وعدم مشاركة الآخرين في الأدوات الشخصية كالمناشف أو الأكواب والملاعق وغيرها.
6- الحد من الخروج خارج المنزل إلا للضرورة.
7- في حال الضرورة أو اشتداد أعراض المرض، يجب الاتصال بطبيبك مباشرة او الخط المباشر 937.
8- يُنصح كبار السن والعاملون الصحيون والمخالطون للإبل والمصابون بالأمراض المزمنة أو الأمراض التي تؤثر في جهاز المناعة بمراجعة المنشأة الصحية عند الشعور بأعراض المرض.
9- وضع المريض في غرفة منفردة إن أمكن ذلك.
10- يوصى بعدم زيارة كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة للمريض.
11- على المخالطين المباشرين زيارة الطبيب عند الشعور بأي أعراض تنفسية.
حقائق مهمة عن الفيروسات:
أولا: كثير من أنواع فيروسات الكورونا موجودة أصلا مع الانسان منذ القدم وموجودة أيضا مع جميع الحيوانات.
ثانيا: كل إنسان أو حيوان يمرض بالفيروس المخصص له (اي فيروسات الغنم لا تصيب الانسان والعكس صحيح).
ثالثا: تنطبق هذه المعلومات على فيروسات الانفلونزا وكثير من الفيروسات الأخرى.
رابعا: للتذكير فقط، فإن أمراض السارس وانفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير هي أمراض جديدة جدا على البشر لم يعرفها من قبل، وذلك لتخصص الفيروسات بكل حيوان على حدة. ولكن مع فرضية التغير المفاجئ في نمط الفيروس الجيني أصبحت هذه الفيروسات تتناقل ما بين الحيوانات والإنسان.
ولا نعرف إلى الآن أن فيروسات الإنسان تنتقل إلى الحيوانات أم لا.
أسباب ظهور سلالات فيروسية جديدة؟
يستخدم علماء الفيروسات مصطلح يعرف الفيروسات المنبثقة (بالإنجليزية: Emerging viruses)، أي الفيروسات التي تكيفت في ظروف غير الظروف الاعتيادية لنموها، مما أدى إلى إظهار سلالة جديدة تتسم بخصائص جديدة تتمثل في قدرتها على إصابة خلايا وعائل جديد. هناك عاملان رئيسان يعود لهما زيادة احتمالية ظهور فيروس كورونا جديد من حين إلى آخر:
1- معدلات التطفير في هذا النوع من الفيروسات عالية جداً نظراً لافتقار إنزيم التكاثر في هذه الفيروسات إلى خاصية تصحيح الأخطاء (Proof-reading) في تسلسل القواعد النيتروجينية أثناء التكاثر.
2- هناك ظاهرة وراثية تعرف باسم معاودة الارتباط (بالإنجليزية: Recombination) تؤدي إلى دمج وارتباط جزء من جين معين مع جزء من جين آخر أثناء تكاثر الفيروس مما يؤدي إلى ظهور سلالة فيروسية لها خاصية إمراضية جديدة.
بالإضافة إلى السببين السابقين، هناك العديد من العوامل التي تؤخذ في الحسبان كعوامل محفزة لظهور سلالة فيروسية جديدة، مثل: سفر الإنسان مسافات بعيدة والتنقل بين البلدان، ونقل المواشي من البلدان البعيدة، وقطع الغابات، وتغير الظروف المناخية. ونأخذ هنا على سبيل المثال تأثير تغير المناخ في إنتاج سلالة فيروسية جديدة وذلك كما حدث في عام 1990م في جنوب شرق الولايات المتحدة حيث أدت الظاهرة المعروفة باسم النينو (ظاهرة مناخية تحدث بين كل 3-5 أعوام بها يتغير اتجاه الرياح في المحيط الهادي، وتؤثر على الطقس في كل العالم) فقد أدى تغير المناخ وزيادة هطول الأمطار، بالإضافة إلى وفرة النفايات التي تتغذى عليها القوارض، مثل الفئران إلى زيادة أعدادها وبالتالي زيادة نسبة تعرض الإنسان للفئران. وساهم ذلك في انتقال فيروس (بالإنجليزية: Hantavirus) من الفئران إلى الإنسان. وكمثال على مساهمة أنشطة الإنسان في زيادة احتمالية ظهور سلالة فيروسية جديدة، ما يقوم به الإنسان عند قطع الغابات فمثلاً في أواخر عام 1990م في كل من أستراليا وماليزيا أدى قطع الغابات إلى هجرة الخفافيش المصابة بفيروس Hendra وفيروس Nepha إلى مناطق التجمعات السكانية وانتقال الفيروس إلى الحيوانات ومن ثم إلى الإنسان.
إذن، يمكن القول إنه نتيجة إلى قدرة الفيروسات وخصوصاً التي مادتها الوراثية هي RNA على التطفير المستمر، ونتيجة لزيادة احتمالية حدوث ظاهرة معاودة الارتباط في المادة الوراثية الفيروسية وتحت الضغوط البيئية الطبيعية، ونتيجة لنشاطات الإنسان المختلفة أصبح ظهور سلالات فيروسية جديدة أكثر احتمالاً وأمراً متوقعاً.
فيما يخص فيروس كورونا:
تعرف فيروسات الكورونا بأنها عدة فيروسات تصيب الجهاز التنفسي العلوي للإنسان، وتصيب الحيوان أيضا. كما وأن بعضها يصيب الجهاز الهضمي. ويذكر أن هناك عدة أنواع من هذا الفيروس. وقد جرى اكتشاف النوع البشري منه عام 1965. ويعد هذا الفيروس مسؤولا عن 10-30% من حالات الإصابة بالزكام لدى البشر.
ويذكر أن هذا الفيروس يكون أكثر شيوعا في فصل الشتاء وفي بداية فصل الربيع. كما وأن جميع الفئآت العمرية معرضة للإصابة به. كما وأن البعض يصابون به لمرة أخرى خلال أربعة أشهر من إصابتهم الأولى به. ويفسر العلماء ذلك بأن الأجسام المضادة التي تنشأ لمحاربة هذه الفيروسات يستمر مفعولها لمدة أربعة أشهر فقط. ويفسر علماء آخرون ذلك بأنه بسبب تعدد أنواع هذا الفيروس، فإن الأجسام المضادة للإصابة الأولى لا تحارب أو تقي من الإصابة بفيروس آخر من فيروسات الكورونا.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الفيروس قد يصيب الجهاز التنفسي السفلي لدى الأطفال وكبار السن. وتقع الرئتان في هذا المقطع من الجهاز التنفسي.
أما عن مدة حضانة هذا الفيروس، أي المدة التي تستغرق لظهور الأعراض بعد الإصابة به، فهي عادة ما تكون بين 2-4 أيام.
الفرق بين الكورونا والانفلونزا:
الكورونا هو أحد الفيروسات التي تنتمي الى عائلة الفيروسات التاجية والتي تصيب الجهاز التنفسي بأمراض خفيفة الى متوسطة تشبه الانفلونزا وليست خطيرة بالمقدار الذي يخاف الناس منه. والمعروف انه لا يوجد لها خاصية التغير في الجينات المتكررة بشكل كبير كما هو الحال مع فيروسات الانفلونزا.
وقبل حوالي عشر سنوات ظهر فيروس الكورونا بنمط جديد أحدث هلعا عالميا لمدة أقل من سنة بما يعرف بمرض السارس ثم اختفى أو أن البشر اكتسبوا مقاومة استطاعت ان تقضي على السارس والذي كانت نسبة الوفيات فيه تقريبا 10%.
وعندما نقول السارس نعني ان الفيروس تاجي أيضا أي كورونا، وهذا يعطينا فكرة عن الفيروس الجديد الشرق أوسطي الذي ينتمي إلى العائلة ولكن بتغير مفاجئ في جيناته (طفرة) والتي تعتبر من أعنف الامراض المذكورة سابقا حيث نسبة الوفاة تزيد على ال 25%.
وللعلم أن هذا الفيروس منذ سنتين موجود على الساحة السعودية بغض النظر عن الإصابات خارجها والتي عزيت إلى السعودية، فإن نسبة الوفيات قاربت 60% في البدايات ثم تراجعت إلى 50%، 40 %، 30 % والان والى تاريخ 07/05/2014 نتحدث عن 27%. مما يدل على ان هذا الفيروس مصيره كمصير اجداده من سارس والطيور والخنازير الى الانحسار ومقاومة البشر له بشكل جيد.
أما الانفلونزا فهي فيروسات سريعة التغير الجيني الخفيف والقوي، في حالات التغير الخفيف نمرض به كالمعتاد بشكل خفيف وتتكرر هذه الإصابة مع الشخص الواحد 3-4 مرات في السنة (لأنه يتغير).
أما إذا حدث تغيير قوي من الممكن ان يحدث وباء لمدة غير قصيرة بعدها ومن خلال انتشاره بين البشر يصبح فيروسا عاديا لأن الإنسان يكسب مقاومة له.
والمشكلة هنا تكمن في أن الفيروس لا يؤثر على الأقوياء من البشر الذين يملكون جهازا مناعيا قويا ولا يوجد عندهم أمراض مزمنة، بل يؤثر على الأشخاص ضعيفي المقاومة وكبار السن الذين يعانون من مشاكل المناعة, والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة والأطفال. لذلك ننصح دائما بأخذ المطعوم السنوي للأنفلونزا لأنه يحمي بنسبة تزيد على70%.
الكورونا والجمال:
إن الكورونا بجميع أنواعها تصيب الحيوانات والإنسان, ولكن كما ذكرنا سابقاً كل فيروس مخصص أن يصيب نوعا معينا لا يستطيع إصابة الأنواع الأخرى, الجمال لها النوع الذي يصيب البشر الآن ولكنه مختلف جينيا، أي أن الكورونا الذي يصيب الانسان الآن والذي يشابه كورونا الجمال تغير بشكل مفاجئ وأصبح بشريا اذا كان التغير حصل مع فيروس الجمال، أما اذا كان بشريا وحصل تغيير مفاجئ بحيث اصبح مشابه لفيروس الجمال فهذا موضوع آخر من الصعب التحقق منه, وعدم أكل لحوم الجمال أو شرب حليبها لا يوجد له أي علاقة في انتشار الفيروس إلى البشر.
من مئات السنين ويتعامل البشر مع الجمال ولم يحدث مثل هذا الوباء؛ لذلك ما هو موجود الآن مع الجمال او الخفاش او الحيوانات الاخرى ليس هو الكورونا الذي ينتقل بين البشر، هو كورونا مشابه لما موجود عند الخفاش أو الجمل.
الآلية الإمراضية للفيروس:
يتميز فيروس كورونا بقدرته على التكاثر بسرعة كبيرة جداً، لأنه يلتصق بالخلية الهدف ويحقن الحمض الريبي النوويRNA الخاص به الذي يحمل مادته الوراثية، وعندها تقوم هذه الخلية مباشرة بترجمة المادة الوراثية إلى بروتينات الفيروس، ويقوم أحد البروتينات المصنعة بنسخ الحمض الريبي النوويRNA إلى عدة نسخ وتتشكل فيروسات جديدة تنقل العدوى إلى خلايا جديدة، وهذا يكون طبعاً على حساب الخلية الهدف ودورها الوظيفي، مما يشكل خطراً كبيراً على حياة المريض خصوصاً أن الخلايا المصابة غالباً ما تكون هي خلايا هامة في الجسم والتي يؤدي تعطيل دورها إلى الوفاة .
الجهود العالمية الحالية لمكافحة الفيروس:
إن تصنيع أي دواء نوعي لفيروس قد يستغرق اكتشافه أكثر من عشر سنوات، لكن في ضوء تعدد وخطورة الإصابات بفيروس كورونا ونسبة الوفيات التي وصلت إلى 50 % من الإصابات، فنحن بحاجة ماسة إلى أدوية عاجلة تعالج أو تخفف من حدة الإصابة بهذا الفيروس الخطير.
لذلك دأبت مخابر البحوث في دول العالم في تجريب أدوية لها تاريخ في معالجة فيروسات مشابهة، وكذلك اكتشاف أضداد تسهم في إيجاد لقاح جديد يقي من الإصابة.
أجريت العديد من البحوث لإيجاد علاج لفيروس كورونا الشرق الأوسط منذ اكتشافه في العام 2012 حيث تم اكتشاف أجسام مضادة للفيروس من قبل علماء أميركيين وعلماء صينيين، تقوم بالارتباط بالفيروس وتمنعه من الالتصاق بالخلايا الهدف ونشر العدوى، ولكن هذه الأجسام المضادة مازالت قيد البحث. وتساهم هذه الأجسام في تطوير لقاح جديد ضد فيروس كورونا.
قام علماء آخرون باستهداف عملية التصاق الفيروس وتكاثره معاً، فقاموا بتجريب مشاركة الريبافينير والأنترفيرون، حيث يقوم الريبافينير بمنع نسخ الحمض الريبي النووي، ويقوم الأنترفيرون بحماية الخلايا من التصاق الفيروس بها، بالإضافة إلى زيادة الدفاع المناعي للجسم بشكل عام ضد الفيروس، وكانت هذه المشاركة قد استخدمت في علاج عدد من الفيروسات مثل فيروس سارس وفيروس التهاب الكبدC وأعطت نتائج إيجابية، أما في حالة فيروس كورونا لم تستطع المشاركة إنقاذ بعض المرضى من الوفاة، إلا أن هذا لا يعني أنها غير فعالة فربما لم تكن فعالة عند البعض لأنها استخدمت بعد فترة متأخرة من بدء أعراض الإصابة، لذلك ينصح باستخدامها منذ بدء الأعراض.
يقوم علماء بتجريب مشاركة من أربعة من الأدوية التي يمكن أن يكون لها فاعلية في علاج فيروس كورونا الشرق الأوسط وهذه الأدوية هي: (كلوروكين - كلوروبرومازين - لوبراميد - لوبنافير)، وهذه المشاركة لازالت قيد الدراسة على الحيوانات ومن المحتمل أن تنشر نتائجها في مطلع العام 2016.
قام عدد من العلماء بتصنيف الأدوية التي تستخدم في علاج فيروس كورونا إلى عدة مجموعات، خضراء وصفراء وحمراء.
-الخضراء هي الأدوية التي تزيد فائدتها المرجوة على ضررها المحتمل.
-الصفراء هي الأدوية التي مازالت قيد الدراسة وتحتاج إلى مزيد من التجارب لتقييم فائدتها وضررها.
-الحمراء هي الأدوية التي يزيد ضررها المحتمل على فائدتها المرجوة ولا ينصح باستخدامها.
تم اكتشاف بعض الأدوية التي تنتمي للمجموعة الخضراء وهي:
بلازما النقاهة: وهي عبارة عن بلازما دم تحتوي على أجسام مضادة للفيروس تم أخذها من مريض كان مصاباً بفيروس كورونا وتم شفاؤه، وقد أعطت هذه الطريقة في العلاج نتائج جيدة وآمنة عند استخدامها في علاج عدد من الفيروسات كفيروس إيبولا وفيروس سارس.
الأنترفيرون والريبنافير واللوبنافير: وهذه الأدوية غالباً ما تستخدم بالمشاركة بين اثنين أو ثلاثة منها.
الفرق بين الكورونا والسارس:
سمي فيروس الكورونا بالفيروس التاجي بناءا على الكلمة اللاتينية الكورونا حيث يوجد حول الفيروس ما يشبه هالة الشمس. وهي عبارة عن مجموعة تقسم الى ثلاثة أقسام معروفة ب ألفا، بيتا وجاما. ويوجد من خلال هذه المجموعات 5 فيروسات تصيب الانسان بما فيها الفيروس الذي ظهر عام 2003 والذي تسبب بمرض الجهاز التنفسي الحاد (سارس). والفيروس الجديد يشبه كثيرا فيروس السارس حيث الدراسات جارية حوله هذه الايام
معظم البشر يصابون بهذه الفيروسات على شكل نزلات برد او اصابة في المجاري التنفسية العليا. قد يحدث من خلالها مناعة أبدية (اي لا يصاب الشخص بهذا الفيروس مرة اخرى لأن إصابته بهذا الفيروس للمرة الأولى أكسبته مناعة ضد المرض) أو يصاب الانسان بشكل متكرر لمختلف الفيروسات المذكوره سابقا. وهي على النحو التالي: من مجموعة الفا 229 ى (Alfa: 229 E)، ن ل 63 (NL63)، من مجموعة بيتا او سي 43 (Beta: OC43)، اتش ك يو 1 (HKU1), وسارس سي او فيروس (and SARS- CoV).
إن مرض السارس اختفى بعد ظهوره عام 2003 ولم تسجل حالات جديدة منذ عام 2004. ولكن في أيلول من العام المنصرم بدأ ظهور لفيروس جديد سمي شبيه السارس لأن أعراضه شديدة مثل مرض السارس
وقد اعطي اسما جديدا مرتبطا بالشرق الاوسط (The Middle East respiratory syndrome coronavirus (MERS-CoV)
ان فيروسات الكورونا موجودة في جميع انحاء العالم وتصيب كافة البشر، والاصابة بها عادة تكون خفيفة إلى متوسطة وفي الجهاز التنفسي العلوي ونادراً تكون شديدة تسبب التهابا حادا في الرئتين، ومن خلال الاخبار عن حالات الوفيات التي حدثت مؤخرا نجد انها شديدة على المرضى الذين هم فعلا مصابون بأمراض اخرى، مثل الامراض القلبية.
أعلن عن اصابة 2 عاملين في مجال الصحة مخالطين لمريض بشبيه السارس يدل على ان هذا الفيروس قادر على احداث الاصابة بالأشخاص غير المريضين ولو بشكل ضئيل، والخبر السار في هذا الموضوع انه لا ينتقل عن طريق الهواء (والحمد لله) مثل مرض السل ولكن ينتقل عن طريق الرذاذ من خلال العطس او القحة، او الملامسة. ولو كان ينتقل عن طريق الهواء لكانت فاشية خطيرة جدا حيث ان نسبة الوفيات فيها عالية (الى الان حوالي 50%).
أعراض المرض بعائلة فيروس الكورونا:
أعراض المرض الخفيف والمتوسط:
- سيلان الأنف
- السعال
-ارتفاع درجة الحرارة
- ألم في الحلق
أعراض المرض الشديد:
بالإضافة الى أعراض المرض الخفيف والمتوسط هناك اصابة الرئتين وخاصة مع مرضى القلب أو المرضى الذين يعانون من نقص المناعة وكبار السن.
أما أعراض السارس وشبيه السارس:
بالإضافة إلى الأعراض السابقة هناك شعور ب:
- عدم الراحة
- ألم في الرأس
- إسهال
- شعور بضيق التنفس
-وارتفاع أكثر في درجة الحرارة (أكثر من 38 درجة)
- سعال جاف
طرق الكشف:
جهاز اختبار تفاعل البوليميرز المتسلسل PCR
يمكن الكشف عن الفيروس بالطرق التالية:
1. العزل.
2. المجهر الإلكتروني.
3. الاختبارات المصلية.
4. تقنية PCR