الدكتور صالح أبو عراد أحد رواد الحركة العلمية والثقافية ليس في بلدته تُنومه فحسب بل في عسير كلها، سأتحدث عنه بلمحة موجزة..
هو صالح بن علي أبو عراد من مواليد عام 1379هـ، في قريـةٍ جبليةٍ من قرى قبيلة (آل صفوان) الواقعة في مدينة (سبت تُنومة) ببلاد بني شهر، التحق بـ (مدرسة سبت تُنومة الابتدائية) طالباً مستمعاً عام 1385هـ ولكنه ولم يُكمل دراسته ذلك العام لانتقاله مع الأسرة إلى مدينة الرياض، وهناك بدأ الدراسة في (مدرسة أسامة بن زيد الابتدائية) بمنفوحة عام 1386هـ، وبعد حصوله على شهادة الصف الثاني الابتدائي انتقل مع الأُسرة إلى الحي الواقع (آنذاك) غرب وزارة الدفاع في الرياض، وهناك التحق بمدرسة (عبد الله بن رواحة الابتدائية)، وفيها حصل على الشهادة الابتدائية عام 1392هـ، عاد بعدها مع الأُسرة إلى مسقط رأسه تُنومة الزهراء، ودرس المرحلة المتوسطة في (مدرسة سبت تُنومة المتوسطة) وتخرج فيها عام 1395هـ، ثم انتقل إلى مدينة (النماص) لإكمال الدراسة الثانوية في (ثانوية النماص / القسم العلمي)، وحصل فيها على الشهادة الثانوية عام 1398هـ ، بعد ذلك التحق بكلية التربية التابعة لفرع جامعة الملك سعود في أبها عام 1399هـ، ودرس في قسم (علوم الحياة)، وفيه حصل على شهادة بكالوريوس التربية في العلوم تخصص (أحياء) نهاية عام 1402هـ. عمل معيداً في (قسم الأحياء) بالكلية المتوسطة لإعداد المعلمين في أبها منذ 17 محرّم 1403هـ وحتى العام الدراسي 1406هـ، حيث تم ابتعاثه إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراسة الماجستير في التربية وحصل عليها بتاريخ 1 شعبان 1408هـ. عمل بعد عودته بالماجستير محاضراً في كلية المعلمين في أبها بتاريخ 23 / 3 / 1409هـ. قام في نهاية العام الدراسي 1410هـ برئاسة قسم التربية وعلم النفس حتى بداية العام الدراسي 1413 هـ، أُختير عميداً لكلية المعلمين بأبها خلال الفترة من 25 / 11 / 1413هـ، وحتى 6 / 5 / 1416هـ، تم ابتعاثه إلى جامعة أُم القرى بمكة لنيل درجة الدكتوراه تخصص أصول التربية الإسلامية. حصل على الدكتوراه في أصول التربية الإسلامية من جامعة أم القرى بتاريخ 2 / 5 / 1421هـ. عمل أستاذاً مُساعداً بكلية المعلمين في أبها منذ 14 / 10 / 1421هـ، وفي الفترة نفسها شغل منصب رئيس القسم حتى 12 / 6 / 1424هـ قام بإدارة (مركز البحوث التربوية) في كلية المعلمين بأبها منذ بداية العام الدراسي 1421هـ، حتى العام الدراسي 1430هـ، إضافةً إلى مهام التدريس بالقسم. رقي إلى أُستاذاً مُشاركاً بتاريخ 28 / 5 / 1429هـ. يعمل عضواً بهيئة اتدريس في (قسم التربية) بكلية التربية في جامعة الملك خالد بأبها منذ بداية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 1430هـ -1431هـ حتى الآن، رقي إلى رتبة أُستاذ بتاريخ 27 / 12 / 1433هـ وله العديد من البحوث والمشاركات العلمية داخل المملكة وخارجها.
وحينما اطلع الدكتور/ صالح أبو عراد على الإصدار الأخير من القول المكتوب في تاريخ الجنوب المجلد الثامن كانت له بعض التعليقات الشفوية عما جاء فيه، الإيجابية منها والنقدية التصويبية، فطلب منه المؤلف أن يدون تلك التصويبات لكي تُنشر في أحد المؤلفات القادمة للدكتور غيثان بن جريس، إلا أنني طلبت إليهما أن أتشرف بالكتابة عنها ونشرها في هذا المقال فوافقا حفظهما الله لنا بذلك، وسوف أقدم بين يدي القارئ الكريم تلك القراءة الموجزة المقدمة من الشيخ صالح ابو عراد:
د. صالح بن علي أبو عراد
قراءةٌ موجزةٌ في كتاب
]القول المكتوب في تاريخ الجنوب (نجران، وعسير، والباحة)[.
الجزء الثامن
كتبها الأستاذ الدكتور / صالح بن علي أبو عرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية في كلية التربية بجامعة الملك خالد
تفضّل أخي الأستاذ الدكتور/ غيثان بن علي بن جريس الشهري، بإهدائي نسخة من الجزء (الثامن) لسلسلة كتابه الذي يحمل عنوان: [القول المكتوب في تاريخ الجنوب (نجران، وعسير، والباحة)]، ويأتي هذا الجزء ضمن سلسلةٍ من الدراسات النقدية التاريخية التي تتناول في مجموعها جوانب مختلفة من تاريخ الجنوب وتراثه الفكري والحضاري، والتي يتولى أخي الأستاذ الدكتور / غيثان إصدارها منذ عشر سنوات تقريباً، حيث كانت البداية عام (1426هـ / 2005م) بإصدار (الجزء الأول) من هذه السلسلة التي ضمت في أجزائها الثمانية الكثير من الأبحاث والدراسات والموضوعات التاريخية التي لا شك أنها تُعد - على وجه العموم - في حُكم الإضافة المُثرية لميدان الدراسات المعنية بالمنطقة الجنوبية وتاريخها وتراثها ومسيرة الحركة الثقافية والاجتماعية فيها. وعلى كل حال، فإن حديثي في هذه العُجالة سيكون (بإذن الله تعالى) مقتصراً على محتوى هذا الإصدار الذي يحمل الرقم (8) ضمن هذه (السلسلة الغيثانية)، ومحاولة تسليط الضوء على محتواه العلمي من الدراسات التاريخية التي كتبها عددٌ من المختصين والباحثين.
يُمكن الإشارة إلى عددٍ من النقاط الإيجابية والسلبية التي يُمكن أن تُلاحظ بعامةٍ على ما جاء في مادة هذا الكتاب، ومنها ما يأتي:
أولاً: الكتاب زاخرٌ بالكثير من المعلومات التاريخية التي احتواها بين دفتيه، والتي كتبها متخصصون وباحثون من أنحاء متفرقة في المنطقة الجنوبية، كما أنه يضم بين دفتيه مادةً علميةً تمتاز بالتنوع الثقافي الذي غطى جوانب متعددة في أنحاء مختلفة من هذا الجزء الغالي في وطننا الحبيب.
ثانياً: الكتاب - على وجه العموم - يأتي ضمن سلسلةٍ تُتيح للباحثين والدارسين فرصة المشاركة في تدوين مشاركاتهم، وتسجيل رؤاهم، وطرح وجهات نظرهم في شتى الموضوعات والطروحات ذات العلاقة بتاريخ الجنوب، وهو بذلك متنفسٌ جميلٌ ورائعٌ، ونافذةٌ يُطل من خلالها الباحث والكاتب على إخوانه القراء والباحثين والمعنيين بالشأن التاريخي في هذا الجزء الغالي من بلادنا الحبيبة ؛ إلاّ أنه كأي عملٍ بشريٍ لا يخلو من المآخذ والملحوظات التي يُمكن أن تؤخذ عليه أو تلاحظ على محتواه.
ثالثاً: هناك عدم تناسبٍ واضحٍ بين عدد الصفحات في كل قسم من الأقسام الرئيسة للكتاب، فالقسم الأول جاء في (55) صفحة، والقسم الثاني (85) صفحة، والثالث (135) صفحة، والرابع (8) صفحات، والخامس (3) صفحات تقريباً، والسادس (100) صفحة، وهذا التفاوت الشديد في عدد الصفحات كما يعلم أخي المؤلف وغيره من أصحاب الاهتمامات العلمية والتأليفية مأخذٌ ليس باليسير ؛ فالتناسب بين عدد الصفحات في أي جُهد علميٍ أمرٌ مطلوبٌ، وله دلالته العلمية، ولذلك فلا بُد علمياً وبحثياً من مراعاة ما يُعرف بالتقارب النسبي في الحجم للموضوعات التي يحتويها المؤلف العلمي.
وهنا ألفت نظر المؤلف إلى أنه ليس من المقبول كما يعلم الجميع أن يكون في البحث أو الكتاب المؤلف فصل صفحاته بضع صفحات، والفصل الآخر عدد صفحاته ستون صفحة مثلاً، ولاسيما أن المسألة ليست مُجرد حجمٍ أو عدد فقط، فالحجم أو عدد الصفحات يحمل بين ثناياه مضموناً، وأفكاراً، ومعالجاتٍ مختلفة الجوانب للمحتوى، ومن الطبيعي أن يكون هناك تناسباً وتناسقاً بين عدد الصفحات وبين محتواها.
رابعاً: جاء في ص (73) تفصيلٌ من المؤلف لأسماء الطلاب الذين كانوا قد أعدوا منذ عدة سنواتٍ أصول الدراسات التاريخية التي اعتمد عليها القسم الثاني من الكتاب، وهذا شيءٌ يُشكر عليه المؤلف لما فيه من الأمانة العلمية؛ إلاّ أنني كُنت أتمنى لو ضمَّن المؤلف أسماء الباحثين تحت عناوين الأبحاث التي تم استخلاصها من أبحاثهم الأصلية لما في ذلك من التشجيع لهم، وربما أسهم ذلك في حثهم على مزيدٍ من العناية والاهتمام بهذا الشأن.
خامساً: لم يكن من الملائم أبداً دمج القراءة النقدية التصويبية في كتاب (إقليم عسير في الجاهلية والإسلام) التي كتبها الأستاذ/ محمد بن أحمد بن معبِّر مع ما كتبه مجموعة الأكاديميين والكُتاب بعنوان: (محمد بن أحمد بن معبِّر في عيون بعض معاصريه) في قسمٍ واحدٍ من الكتاب لاختلاف طبيعة الموضوعين عن بعضهما، وفي وجهة نظري أن الصواب قد جانب أخي الدكتور/ غيثان في ترتيبه لمادة هذا القسم من الكتاب، وكان من الأولى والأجدر أن يتم فصلهما في قسمين مختلفين نظراً لعدم التناغم والانسجام ؛ ولأن ما كُتب عن الأستاذ / محمد معبِّر جديرٌ بأن يكون في قسمٍ مستقلٍ لاسيما وأنه جاء في قرابة (57) صفحة وهذا يعني أنه يستحق أن يُفرد بقسمٍ مستقل.
سادساً: جاء في التعليقات التي كتبها الأستاذ الدكتور/ غيثان، وشارك معه في بعضها الأستاذ محمد معبِّر على مادة القسم الرابع تجنٍ واضحٍ ومُتكررٍ على صاحب كتاب: (إقليم عسير في الجاهلية والإسلام)، فضيلة الشيخ الدكتور/ عمر بن غرامة العمروي، وهو ما لم يكن متوقعاً ولا مُبرراً، ولا يليق بالمؤلف ولا الكاتب ولا الكتاب، ولعل مما لفت نظري في تلك التعليقات الملحوظات التالية:
الملحوظة الأولى / تكررت في التعليقات بعض العبارات التي يبدو للقارئ أنها مقصودةٌ لذاتها، وأنها تستهدف شخصية مؤلف الكتاب الدكتور العمروي بصورةٍ أو بأُخرى، ومنها العبارات التالية:
= عبارة: (والكتاب مليءٌ بالأخطاء العلمية التي يجب تصويبها ... إلخ).
= عبارة: (الكتاب يحتاج إلى غربلة وحذف وتصويب).
= عبارة: (المعلومات التي لا يوجد لها مصدر موثوق).
وهنا أقول: إن تكرار مثل هذه العبارات أمرٌ يؤخذ علمياً على قبول د. غيثان بنشرها وتكرارها ؛ فالمعروف في القراءات النقدية أن الملحوظة مهما تكررت ؛ فإنّ الإشارة إليها تكون مرةً واحدة.
الملحوظة الثانية / يبدو للقارئ أن هناك إصراراً على عدم تسمية مؤلف الكتاب الدكتور / عمر بن غرامة العمروي بلقبه العلمي المستحق كشيخٍ ودكتور، والاكتفاء بكلمة الأستاذ، أو الإشارة إليه بـ (ابن غرامة)، أو (العمروي)، أو نحو ذلك، وهو ما تكرر بوضوح في أكثر من موضع سواءً في القراءة النقدية أو في تعليقات المؤلف، وهذا كما نعلم جميعاً أمرٌ لا يليق ولا ينبغي ؛ ولاسيما أننا قد تعوّدنا في خطاباتنا ومخاطباتنا على احترام الغير مهما اختلفنا معهم، بل إننا قد أُمرنا أن نُنزل الناس منازلهم.
الملحوظة الثالثة / هناك طعنٌ واضحٌ وصريح كتبه المؤلف الأستاذ الدكتور/ غيثان في الصفحتين (335 و336) في (جائزة أبها الثقافية)، وفي لجانها التحكيمية واتهامٌ لها بالضعف، كما أن في ما ذكر حول هذا الجانب تقليلٌ من استحقاق المؤلف للجائزة التي حصل عليها منذ عقدين من الزمان، وهو ما لا ينبغي أن يحصل من المؤلف بأي حالٍ من الأحوال احتراماً للجائزة، وتقديراً لتاريخها، ومراعاةً لأخيه المؤلف الذي يُضاف إلى كونه أخاً مسلماً كونه رفيق درب ومسيرة.
الملحوظة الرابعة / لماذا لم يُنتبه الكاتب والمؤلف لما في الكتاب المذكور من الأخطاء منذ تاريخ صدوره عام 1411هـ حتى الوقت الحاضر؟ وهل يُعقل أن الكتاب لم يصل إلى د. غيثان أو الأستاذ / محمد معبّر طول هذا الوقت، ولم يكتشف ما فيه من أخطاء؟ ولماذا لم يُرد عليه خلال السنوات الماضية علماً بأن إصدارات الدكتور غيثان ومقالاته ومشاركاته في مختلف المطبوعات والندوات واللقاءات أكثر من أن تُعد، ولماذا تأخر هذا النقد قريباً من ربع قرنٍ من الزمان؟
الملحوظة الخامسة / لماذا لم يكتب الدكتور / غيثان عن هذه المرئيات والملحوظات أو يُشير إليها وهو رئيسٌ لتحرير ملف (بيادر) الصادر عن نادي أبها الأدبي لمدة خمس سنواتٍ بدأت منذ عام 1415هـ حتى 1419هـ كما تُشير إلى ذلك سيرته الذاتية، أم أن ذلك كان غير ممكن؟؟
= سابعاً: في الجزء الخاص بملحق الوثائق الذي شغل الصفحات (412 - 505) لاحظتُ أن أخي أ. د / غيثان يدون على كل وثيقة بعض البيانات التي تأتي ضمن مربعٍ يُرسم بخط اليد يشتمل في السطر الأول على رقم الصفحة وفي السطر الثاني رقم القرن والجزء وأن هذا المربع يأتي في كل وثيقة بشكلٍ عشوائي، وهنا أقول:
أقترح على أ. د / غيثان أن يتم استبدال هذا الشكل اليدوي العشوائي بختمٍ مناسبٍ يكون أكثر جمالاً وأناقةً ووضوحاً وترتيباً ليكون ترقيم الوثيقة أو التعريف بها أجدى وأنفع وأجمل، ويا حبذا لو جاء وضع هذا الختم في مكانٍ لا يحجب شيئاً من محتوى الوثيقة.
= ثامناً: أتمنى من أخي أ. د / غيثان أن يُفكر جدياً في التوقف عن إصدار سلسلة كتاب (القول المكتوب في تاريخ الجنوب) بعد صدور الجزء (العاشر) منه بإذن الله تعالى، وليس معنى هذا التقليل مما قدَّمه - حفظه الله ونفع به - عبر هذه السنوات الطوال؛ ولكنني أقترح أن يستمر إصدار مثل هذه الدراسات والكتابات تحت عناوين جديدةٍ بعيدةٍ عن التكرار الذي لا أراه يخدم كثيراً من الأبحاث والدراسات المنشورة.
يُضاف إلى ذلك أنّ هذا العنوان - فيما يبدو لي - قد أدى دوره المطلوب، ويُخشى أن يُصبح مُستهلكاً وغير مؤدٍ للرسالة المطلوبة منه.
وعلى كل حال، فإن هذا مُجرد اقتراحٍ لا يُنقص من إيجابية وقيمة هذا العمل العلمي، ولا يُقلل من شأنه أبداً، وهو الذي أثبت نجاحه، وتفاعل القراء مع مجلداته وموضوعاته على مدى عقدين من الزمان.
تُنومة الزهراء بتاريخ 18 شوال 1436هـ.
- عبد الهادي بن مجنّي
bnmgni@hotmail.com