منيرة محمد الخميري ">
تتميز الانتخابات البلدية السعودية في دورتها الحالية بالسماح للمرأة بالمشاركة في صنع القرار ناخبة ومرشحة وهو الحدث الأبرز في مجالس السعوديين ما بين مؤيّد ومعارض «المعارضة» أمر طبيعي لكل ما هو جديد على المجتمع مع العلم بأن العملية الانتخابية النسائية تتم ضمن ضوابط شرعية في مراكز انتخابية نسائية خاصة نأمل أن يكون وجود المرأة في الانتخابات إضافة إيجابية يثري بأفكار تطويرية وأن لا تكون فقط مجرد كرسي أو اختبار لمدى تجاوبها مع ممارسة حقوقها الانتخابية.
افتقرت الانتخابات البلدية لفئة النساء لثقافة إعلامية، حيث كانت «فقيرة جداً» اختصرت على بروشورات تم توزيعها في المراكز الانتخابية النسائية أعتقد أن بعض الناخبات اقتصر مفهومها للانتخاب فقط بحمل هويتها الوطنية وإثبات مقر عملها كما هو حال المرشحات اللاتي يخفى عليهن آلية العمل وواجبات المرشح ومع هذا نقول تجربة جديدة ونطمح لوعي المجتمع بنشر ثقافة الانتخاب أكثر مستقبلاً.
المشاركة في صنع القرار من قبل مختلف فئات المجتمع عزَّزت ثقافة العمل المؤسسي الجماعي على صعيد إدارة شؤون المدن والقرى وهي خطوة إيجابية لبناء مستقبل الوطن والمواطن.
الإخفاقات السابقة في التجارب للانتخابات والخلل في العمليات الانتخابية ضريبه لأي عمل بشري لا يخلو من النقص، كما لعبت العاطفة دوراً كبيراً في ذلك، ولكن لا بد من تجاوز هذا في هذه الدورة والدورات القادمة للوصول لمرشحين ذوي كفاءة وأهلية في عضوية المجلس البلدي يراقب أداء عمل البلديات وخدماتها.
القبلية تلعب دوراً كبيراً في توجه الانتخابات و»الفزعة» متأصلة جداً في بعض القبائل وإن كان ذلك سبباً في اختيار غير موفّق فتفوز القبلية على الديمقراطية.
شراء الأصوات من المحتاجين للمال نتمنى أن يكون من الماضي الآن، كما نتمنى أن يكون وعى المجتمع أهمية صوته في نيل حقوقه وحقوق مدينته بترشيح الأفضل وليس الأقرب.
أن تتم العملية الانتخابية بدقه مهم في الوصول لانتخابات نزيهة ومن واقع حيث من استيفاء شروط الناخبين إثبات السكن في المدينة ولكن ما يتم تداوله من أخبار في أيام الانتخابات ما يحدث خلف الكواليس أنه يتم حشد الأصوات من خارج المدن بعمل عقود خاصة بالسكن والمساكن لدى مكاتب العقارات المتواطئة بطريقة مخالفة للأنظمة تخالف توجه وزارة الشؤون البلدية والقروية.
الإعلام دوره كبير في توجيه الناخب من خلال رسائل واضحة تصل لفكر الإنسان البسيط في أن (صوته أمانة) صوته حماية لحقوقه في الحي الذي يسكنه في الشارع في طريقه للمسجد لمدرسة ابنه لمقر عمله لمواقع المدينة الحيوية التي ترتبط ارتباطاً مباشراً في حياة المواطن.
امنح صوتك لمن يستحق ويملك أفكاراً تنموية ووعياً وأمانه في الرغبة في التطوير، امنح صوتك لعقول شابة تمتلك أفكاراً تطرح خططاً وتنفذ.
التميز والإبداع فكر وأسلوب يميز الناجحين وهذا ما نحتاجه في المجالس البلدية بعيداً عن الروتين بعيداً عن الوجاهة بعيداً عن الأضواء.
ما نحتاجه من أعضاء المجالس البلدية تقديم عمل تطويري للمدن بنزعة إيجابية تدفع بالأهالي للثقة به وبجودة ما يقدم.
نحتاج في المجالس البلدية أذكياء يخبروننا ماذا علينا أن نفعله لنوصل مدننا لمصاف المدن الذكية، فالميزانيات التي تصرفها الدولة غير عاجزة من يعجز هي العقول للأسف.
أخيراً السؤال الذي يُطرح وفي طياته الكثير من الإحباط للأهالي: «ماذا قدَّم أعضاء المجلس البلدي الذي تم انتخابهم وأعطيناهم أصواتنا في الدورات السابقة؟». نتمنى أن يتغيّر في هذه الدورة من سؤال محبط إلى شكر «منحناكم أصواتنا ومنحتونا حقوقنا وحقوق مدينتنا».