د. عمر بن عبدالرحمن العمر ">
لقد أكرَّم الله عباده المؤمنين بمواسم عظيمة وأيام فاضلة جليلة رفع الله شأنها، وأعلى مكانتها، وميّزها عن بقية أيام العام، وجعلها غُرّة في جبين الدهر على الدوام، ألا وهي أيام عشر ذي الحجة، هذه الأيام المباركة التي اختصها الله من بين سائر الأيام فجعلها ميدانًا للمنافسة في الخيرات، والمسابقة في الباقيات الصالحات، وموسمًا عظيمًا لنيل الحسنات وتكفير السيئات ورفعة الدرجات.
ولقد تواطأت نصوص الكتاب والسنة على التنويه بفضل عشر ذي الحجة، والإشادة بمكانتها ورِفعة قدرها، والإعلان عن تعظيم الله لشأنها، حيث أقسم الله بها تشريفًا لها، وتنبيهًا على فضلها فقال سبحانه: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، والليالي العشر: هي عشر ذي الحجة، كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف.
وأيام عشر ذي الحجة هي الأيام المعلومات التي قال الله - تعالى- عنها: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أيام مَّعْلُومَاتٍ} [الحج: 27- 28].
وفي السنة النبوية جاءت النصوص الكثيرة الدالة على فضل هذه الأيام، وأنها أفضل أيام العام، وأن العمل فيها أعظم أجرًا، وأحب إلى الله، وأزكى عنده، وأحظى لديه من العمل فيما سواها من الأيام.
كما ثبت ذلك في صحيح البخاري من حديث عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ولم يرجع من ذلك بشيء».
وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل أيام الدنيا أيام العشر». رواه البزار، وأبو يعلى، وصححه الألباني.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها، وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها).
ولهذا كان سلفنا الصالح يجتهدون في هذه الأيام ويقدرونها حق قدرها..
قال أبو عثمان النهدي - رحمه الله -: (كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من المحرم)، وكان سعيد بن جبير - رحمه الله - إذا دخلت أيام العشر، اجتهد اجتهاداً شديدًا، حتى ما يكاد يقدر عليه.
ولأجل فضلها وجلالة قدرها اختلف العلماء: أيهما أفضل عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة)ا.هـ.
وإذا كان الأمر كذلك فحري بنا أن نشمر عن ساعد الجد وأن نجتهد في الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة كما كنا نجتهد في العشر الأواخر من رمضان، لاسيما وقد دلّت الأحاديث السابقة على أن العمل الصالح في عشر ذي الحجة أحب إلى الله وأفضل عنده من العمل نفسه لو عُمل في غيرها من الأيام، وأن العبادة فيها أزكى عند الله وأعظم أجرًا من العبادة نفسها، لو فُعِلت في غيرها من أيام العام.
بل دلّت هذه الأحاديث على أن العمل فيها، وإن كان مفضولاً، فإنه أعظم أجرًا، وأزكى عند الله، وأحبّ إليه من العمل في غيرها، وإن كان فاضلاً.
وإن أفضل ما تقرب به العباد إلى ربهم: القيام بالفرائض في كل وقت وحين، وأداؤها على الوجه الذي يحبه الله ويرضاه لاسيما الصلاة التي هي عماد الدين وأكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، وذلك بإقامتها بأركانها وواجباتها والتبكير إليها والخشوع فيها فإن ذلك عنوان الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة كما قال جل في علاه {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} إلى أن قال سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: 1-11].
ومن الفرائض أيضاً الواجبة على كل مسلم ومسلمة بر الوالدين، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال «الصلاة على وقتها»، قلت ثم أي؟ قال «بر الوالدين»، قلت ثم أي؟ قال الجهاد في سبيل الله) رواه البخاري ومسلم.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد بإسناد صححه الألباني عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه أتاه رجل فقال: إني خطبت امرأة، فأبت أن تنكحني، وخطبها غيري، فأحبت أن تنكحه، فغرت عليها فقتلتها، فهل لي من توبة؟ قال: أمك حية؟ قال: لا. قال: تب إلى الله عز وجل، وتقرب إليه ما استطعت. قال: عطاء بن يسار: فذهبت، فسألت ابن عباس: لم سألته عن حياة أمه؟ فقال رضي الله عنه: «إني لا أعلم عملاً أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدة».
ومن الواجبات التي تتأكد في هذه الأيام الفاضلة: التوبة الصادقة النصوح. والتوبة واجبة في وقت وفي كل حين كما قال تعالى: {وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].
ولكنها في مثل هذه المواسم تكون أأكد وأوجب، وأرجى أن تُقبل، وأن يوفّق صاحبها للهداية والاستقامة؛ فإنه إذا اجتمع للمسلم توبة نصوح، مع أعمال فاضلة، في أزمنة فاضلة، فهذا عنوان الفلاح وعلامة النجاح، قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ} (القصص 67) وقال سبحانه: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (طـه 82).
ومما يُشرع في هذه الأيام: الصيام فهو عمل صالح محبوب عند الله تعالى والنبي - صلى الله عليه وسلم- حثّ على العمل الصالح في عشر ذي الحجة والصيام من أفضل الأعمال، كيف لا، وقد قال الله عنه في الحديث القدسي: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به)) آخرجه البخاري ومسلم، وأخرجا كذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً».
قال الحافظ ابن رجب (وممن كان يصوم العشر عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما. ويقول أكثر العلماء أو كثير منهم بفضل صيام هذه الأيام) ا.هـ..
وقال الإمام النووي عن صيام عشر ذي الحجة: (هي مستحبة استحباباً شديداً، لاسيما التاسع منها، وهو يوم عرفة).ا.هـ.
ومن عجز عن صيامها كلّها، فلا يعجز عن صيام ثلاثة أيام منها من أولها أو وسطها أو آخرها، فإن صيام ثلاثة أيام من كل شهر سنة متبعة، ومن ضعفت همّته عن هذا، فلا يفوته صيام يوم عرفة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن صيامه: «أحتسب على الله أن يكفّر السّنة الماضية والسّنة القابلة» آخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
ومن الأعمال الصالحة المشروعة في هذه الأيام الذكر بجميع أنواعه من تكبير وتسبيح وتهليل وتحميد ودعاء واستغفار وتلاوة للقرآن لقوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أيام مَّعْلُومَاتٍ} (الحج: 28)، وهي عشر ذي الحجة كما سبق بيانه.
وقد أدرك ذلك سلف الأمة - رضي الله عنهم - فكانوا يلهجون بذكر الله منذ دخول العشر، ويعلنون ذلك في بيوتهم ومساجدهم وأسواقهم, جاء في صحيح البخاري: (وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبّران، ويكبّر الناس بتكبيرهما)، وفيه أيضاً: (وكان عمر - رضي الله عنه - يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق، حتى ترتج منى تكبيراً).
ولقد أصبح التكبير في زماننا هذا - وللأسف الشديد - من السنن المهجورة، لا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل, فحرِي بالمسلمين عموماً وطلبة العلم والدعاة المصلحين خصوصاً أن يحيوا هذه السنة فيفوزوا بأجرها وأجر من تبعهم عليها.
هذا التكبير يسميه العلماء التكبير المطلق الذي يبتدئ من أول ذي الحجة إلى غروب الشمس من اليوم الثالث عشر، وأما التكبير المقيّد بأدبار الصلوات بعد السلام، فهو يبتدئ بالنسبة لغير الحجاج من فجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق. وبالنسبة للحجاج من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق.
وظاهر النصوص: أن التكبير المقيّد شامل للمقيم والمسافر، والجماعة والمنفرد، والصلاة المفروضة والنافلة.
ومن خصائص هذه الأيام العشر: حج بيت الله الحرام، فهو من أفضل ما يُعمل في هذه الأيام ومن أفضل أعمال البر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: «أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله. قيل ثم ماذا؟ قال: جهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مرور» متفق عليه.
وجاءت الأحاديث الكثيرة الأخرى في بيان فضل الحج وأنه سبب لتكفير السيئات ومحو الذنوب والخطيئات.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه» رواه البخاري ومسلم.
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: لما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يدك فلأبايعك، فبسط، فقبضت يدي. فقال: «مالك يا عمرو؟ « قلت: أشترط. قال: «تشترط ماذا؟» قلت: أن يغفر لي. قال: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟» رواه مسلم.
وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة».
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وصححه الألباني.
وبيّن عليه الصلاة والسلام أن الحج المبرور ليس لصاحبه جزاء إلا الجنة، فقال كما في الحديث المتفق عليه: «العمرة إلى العمرة كفّارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».
قال أبو الشعثاء - رحمه الله -: (نظرت في أعمال البر فإذا الصلاة تجهد البدن ولا تجهد المال، والصيام مثل ذلك، والحج يجهد المال والبدن، فرأيت أن الحج أفضل من ذلك) ا.هـ.
فعليك يا عبدالله وعليك يا أمة الله المبادرة إلى أداء فريضة الحج متى ما توفرت الشروط وانتفت الموانع, فإن الحج على القول الصحيح من أقوال العلماء وأجب عن الفور وليس على التراخي.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له». رواه الإمام أحمد بإسناد صححه الألباني.
ومن استطاع الحج ولكنه تهاون وتكاسل ولم يؤد الفريضة حتى مات فإنه على خطر عظيم، وقد جاء عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: «من أطاق الحج فلم يحج فسواء عليه مات يهودياً أو نصرانياً».
وذكر الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتابه تهذيب السنن: أن مَن ترك الحج عمْدًا مع القدرة عليه حتى مات فإن مقتضى الدليل وقواعد الشرع أن فعله بعد موته لا يُبرئ ذمته ولا يُقبل منه، نسأل الله السلامة والعافية.
ومن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة لاسيما لأهل الأمصار من غير الحجاج الأضحية، فهي سنة مؤكدة في حق الموسر، وقال بعض العلماء بوجوبها لحديث: «مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ، وَلَمْ يُضَحِّ، فَلاَ يَقْرَبَنَّ مُصَلاَّنَا» رواه ابن ماجة والحاكم وصححه الألباني. قال شيخ الإسلام ابن تيميه: (والأظهر وجوبها - يعني الأضحية - فإنها من أعظم شعائر الإسلام، وهي النسك العام في جميع الأمصار) أ.هـ
ومما يجدر التنبيه إليه أنه إذا دخل شهر ذي الحجة إما برؤية هلاله أو إكمال ذي القعدة ثلاثين، وأراد المسلم أن يضحّي، فإنه لا يجوز له أن يأخذ من شعره ولا أظافره، ولا بشرته شيئاً. حتى يذبح أضحيته، لحديت أم سلمة - رضى الله عنها- أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحّي فليمسك عن شعره وأظفاره». رواه مسلم. وفي لفظ: «فلا يمسّن من شعره ولا بشره شيئاً حتى يضحي».
وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته، ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية, والحكمة في هذا النهى أنَّ المضحي لما شارك الحاج في بعض أعمال النسك وهو التقرب إلى الله تعالى بذبح القربان شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر ثم إن هذا النهي ظاهره: أنه يخص صاحب الأضحية، ولا يعم الزوجة والأولاد المضحَّى عنهم، إلا إذا كان لأحدهم أضحية تخصّه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وأراد أحدكم أن يضحّي» ولم يقل: أو يضحّى عنه، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحّي عن أهل بيته، ولم يُنقل عنه أنه أمرهم بالإمساك عن ذلك.
وأخيراً أخي القارئ:
هذه هي أفضل أيام الدنيا أيام عشر ذي الحجة وما فيها من الخيرات والبركات، فأين المشمرون وأين المتنافسون؟؟ {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (المطففين 26).
علينا أن نجتهد فيها، ونحرص اغتنام كل لحظة من لحظاتها، وأن نعمّرها بأنواع الطاعات وألوان القّربات التي تزيدنا قربًا من الله وتكون سببًا لسعادتنا ونجاتنا في الدنيا والآخرة، فإن الأيام مخازن الأعمال، وليس لك أيها الإنسان من عمرك إلا ما قضيته في طاعة ربك، واستودعته عملاً صالحًا تجده أحوج ما تكون إليه، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 30].
فالغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة الثمينة في هذه الأيام العظيمة والمبادرة بالعمل، والعجل العجل قبل هجوم الأجل قبل أن يندم المفرط على ما فعل، قبل أن يسأل الرجعة فيعمل صالحاً فلا يجاب إلى ما سأل، قبل أن يحول الموت بين المؤمل وبلوغ الأمل، قبل أن يصير المرء مرتهناً في حفرته بما قدم من عمل.
يا من بدنياه اشتغل
الموت يأتي بغتة
وغره طول الأمل
والقبر صندوق العمل
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للمسارعة إلى الخيرات، واغتنام فضائل الأوقات، وأن يتقبل منا صالح القول والعمل، وأن يغفر لنا الخطأ والزلل, إنه سبحانه غفور رحيم جواد كريم وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد..
- عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء