السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في زاوية «رياض الفكر» مقالة بعنوان (وقف لمرضى الفشل الكلوي) للكاتب الأستاذ سلمان بن محمد العُمري يوم الجمعة 20 ذي القعدة 1436 هجري. الذي تحدث فيها عن معضلة كبرى تتفاقم في مجتمعنا السعودي على وجه الخصوص، وهي ازدياد أعداد مرضى الفشل الكلوي الذي بلغ تعدادهم أكثر من 18 ألف مريض بالمملكة. ونسبة النمو السنوية لمرضى الفشل الكلوي في البلاد تبلغ أكثر من 9%، ويدخل فيها المرضى الذين يجرون عمليات الزراعة.
وهذه المعلومة وفق ما ذكره المركز السعودي لزراعة الأعضاء.. وأن تكلفة العلاج تصل إلى أكثر من 500 ألف للمريض الواحد!!
إذاً.. نحن أمام مشكلة تزيد عاماً بعد آخر مما يتطلّب بذل الجهود والتعاون من كافة الجهات ذات العلاقة سواء الصحيّة أو الخيريّة أو الأفراد بل المجتمع كلّه، وبالذات الإعلام، حيث التوعية والتوجيه والإرشاد عن خطورة تفشّي أمراض الكلى، والعمل على عمل كل سبل الوقاية وتوعية الناس بها.
وإنني إذ أثمن مقترح الكاتب سلمان العُمري عن إيجاد وقف لمرضى الفشل الكلوي، ولكن لو كان هناك (وقف للصحة) لعلاج كل الحالات التي لا يوجد لها سرر في المستشفيات الحكومية، أو الحالات الفقيرة التي لا تستطيع دفع تكاليف العلاج من تنويم وأدوية وخلافه.
فالوقف عنصر مهم وأساسي بل هو سلاح استراتيجي كما ذكره الأخ العُمري في مواجهة نوازل الحياة، وهو ثروة الأجيال القادمة في الخدمات الصحية والتعليم والتدريب والابتعاث.
وأتطلع وغيري من الغيورين على وطننا الكبير أن يسهم المجلس الاقتصادي والتنموي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في دراسة أوضاع الأوقاف بالمملكة من الناحية الاستثمارية وتفعيلها وفق طرق وأساليب اقتصادية وتنشيط الموجود منها، وفتح آفاق جديدة للاستثمارات حتى تعطي مردوداً قوياً للوطن ويصرف في مصارفه المحددة، ومنها المجالات الصحية التي يعاني منها المواطنون في القصور وتدني الخدمات!
وعندما يفعل الوقف الصحي لن نجد أحداً يبحث له عن (واسطة) للعلاج في مستشفى، ولن نجد ذوي الدخل المحدود يبحثون هنا وهناك عن المعونة المادية لإجراء العملية، ولن نجد أحداً ينتظر أشهراً حتى يأتي موعده لمقابلة الطبيب والعلاج ! فالوقف الصحي ضرورة ملحة في مجتمع خيري يتفاعل مع كل مشروع نافع مفيد.
شكر الله لكم على إتاحة الفرصة لما يدور في خاطرنا عن ذلك الموضوع.
بقلم الدكتور: أحمد بن صالح العجلان - الرياض