لم يعد الكاسيت أو الـ«CD» هما مصدر قوة الفنان، فهذان المنتجان يعيشان اليوم في رمقهما الأخير، فيما تحول الكاسيت إلى منتج «أثري»، وقريبا جدا سيلحق به الـ«CD» ليودعا حقبة صالا فيها وجالا في أروقة محلات البيع متنقلين بين أيدي الجماهير.
اليوم يظهر «ماردان» جديدان يقيسان مدى انتشار الفنان وحضوره على المستوى الجماهيري بعد «المسرح» الذي لا ينافسه أحد ولا يموت، وهما «الآيتونز» و «اليوتيوب»، اللذان يرصدان مدى تفوق أعمال الفنانين، خاصة وأن أرباح الـ «CD» قد لا تغطي تكلفة أغنية أو اثنتين عند بعض الفنانين.
العالم يتطور، وشركات الإنتاج تحاول اللحاق بركب هذا التنامي السريع في هذين المنتجين العالميين، لكنها لا تستطيع الركض وحيدة، في ظل «رجعية» بعض الفنانين وجلوسهم مكتوفي الأيدي عند «ضريح» الكاسيت والفراش الأبيض لـ «CD»، وكلما تفتّق ذهن الفنان كلما ساعد شركته على اللحاق بركب المتطورين.
في منتصف الثمانينات وحتى نهاية التسعينات كانت الشركة تطرح نحو 300 ألف نسخة، وقد تصل لنصف مليون من الكاسيت للفنانين الكبار، لكنها اليوم لا تستطيع «فرش» أكثر من 15 ألف نسخة في كافة منافذ البيع لأكبر فنان، وهذا يعني توجه الشركات الإنتاجية الكبرى مثل «روتانا» لجيل جديد يعشق التقنية الجديدة، ويرغب في حضور الأغنية إلى عنده وليس العكس مثلما كان سابقا.
الجيل الجديد، ينهي كل تعاملاته اليومية بجهازه المحمول، لذلك فمن الذكاء عدم مواجهة رياح التغيير، بل السير معها، حتى لا تكون الشركة وفنانها وحيدين ينتظران حضور النادر في ظل غياب الأغلبية، واليوم انكشفت جماهيرية فنانين كبار، وكيف اتجه الجيل الجديد من الجماهير، لجيل جديد من الفنانين.
يتطور العالم بطريقة مذهلة، وذكاء الفنان يلخصه اليوم تقارير الـ «يوتيوب» والـ «آيتونز»، وعدا ذلك فمحض من الخيال والآمال الزائفة، فيما يبقى المسرح «صامدا» أمام أية ظروف أخرى، لكن هذا المسرح مرتبط أيضا بنتائج هذا التطور، بالإضافة إلى مخزون الفنان التاريخي.
من المؤسف أن يصل عدد مشاهدي أغنية جديدة لفنان كبير جدا إلى نحو 20 ألف مشاهدة في فترة أسبوعين، بينما حققت فنانة من الجيل الجديد نحو مليون مشاهدة في أربعة أيام، لذلك فإنه لزاما على كبار الفنانين السير مع حالة التغيير التقنية، وكذلك مواكبة الجمهور، وعدم العبث بتاريخهم، حفاظا على ما تبقى لهم من جماهيرية، وإلا فالجيل الجديد «لا ينتظر أحدا».
- المحرر الفني