«يوتيوب» يكشف تراجع مستوى عبدالمجيد عبدالله ">
كتب - عبدالله الهاجري:
تبقى لغة الأرقام هي الأصدق، وهي مصدر ثقة للقارئ، ومهما حاولنا التحدث والتعليق على بعض الأحداث، قد نجد هناك من لا يؤمن بما نطرح، من هذا المنطلق، وبعد طرح عدد من الفنانين ألبومات غنائية لهم في الأسواق الفترة الماضية، حيث شهدت الساحة حراكاً واسعاً، تابعت «الجزيرة» تفاعل الجمهور مع طرح فنانيها.
ولأن روتانا هي المصدر الأول في الأغنية العربية، وكون حسابها على موقع اليوتيوب محدث بشكل مباشر ولا يمكن التلاعب في عدد زواره، وهو حساب رسمي للشركة، ويصل عدد المشتركين في قناتهم أكثر من 1.8 مشترك، فقد اطلعنا في وقت متأخر من مساء الخميس على حساب الشركة اليوتيوبي، بهدف معرفة تفاعل الجمهور مع جديد الفنانين، حيث شهدت الساحة تواجد عدد من النجوم بألبومات جديدة، وأعمال سنقل.
ويبدو النجم الأول في الأسماء التي طرحت روتانا أعمالها مؤخراً، هو الفنان عبدالمجيد عبدالله بألبوم «إسمعني»، لكن المفاجأة كانت بمشاهدة أعماله، وبما أن اليوتيوب حالياً هو الرقم الأول في معرفة قوة الطرح، فقد حظي ألبوم «إسمعني» بقبول «قليل» من الجمهور مقارنة باسم وتأريخ عبدالمجيد، وتؤكد ذلك عدد المشاهدات، فعمل «إسمعني»، وهي الأغنية -الهِد- تجاوزت الـ 800 ألف مشاهد برقم بسيط، وبقية أعمال الألبوم -عشرين أغنية-، كانت متباينة المشاهدة في غالبيتها لم تتجاوز المائة ألف مشاهد، وبعض الأعمال لم تصل حتى للستين ألف مشاهدة.
والمستمع للألبوم، يجد التكرار في بعض الأعمال، وكأنها أغنية واحدة، وقد يقتنع أبعد المتفائلين بهذا الألبوم بأن أربعة أعمال قد حققت مبتغاهم وأشبعت ذائقتهم، وبالعودة للسنوات الأخيرة لأعمال عبدالمجيد عبدالله فنجد مثلاً بأن أغنية «قنوع» والتي طرحها في عام 2013 تعتبر أفضل نتاجه، وقد حققت الأغنية منذ طرحها وحتى الآن أكثر من عشرة ملايين مشاهدة.
ولأن الاستشهاد يبقى الحكم بين طرح بعض الفنانين ومقياس نجاح أعمالهم، فإنه وفي الفترة الماضية، شهدت بالتزامن طرح عدة ألبومات لعدد من الفنانين -الشباب- وحققت أعمالهم نجاحات واسعة ومميزة، وليس سراً لو أكدنا -بالأرقام - أنها تفوقت على الألبوم «إسمعني» لعبدالمجيد عبدالله «، فالفنان الشاب إسماعيل مبارك والذي انطلق مؤخراً للساحة الغنائية، طرح ألبوم غنائي جديد، وحققت واحدة من أغانيه وهي أغنية «حبيبي» نجاحاً لافتاً، وبلغت مشاهدات هذه الأغنية عبر قناة روتانا في اليوتيوب أكثر من 1.700 مليون مشاهدة، بمعنى أن هذه الأغنية لهذا الفنان الشاب والذي سبق ألبوم «إسمعني» بيومين فقط سجلت مشاهدتها أكثر ما تحقق لعبدالمجيد عبدالله في أغلب أغاني ألبومه الحديد -إسمعني-، كما سجلت الفنانة «المتطورة» بلقيس أحمد فتحي من خلال أغنية «مبروك»، والذي طُرح فقط ليلة الاثنين قبل الماضي مشاهدات كبيرة وصلت نحو مليوني مشاهدة، ونحو مليون و 199 ألف «استماع» في تسعة أيام، كما أن الفنان وليد شامي وبأغنية «أنا أصلي» والذي طرحه قبل أقل من شهر، حظيت بمشاهدة مرتفعة تجاوزت الـ «مليون» مشاهدة.
ولأن المقارنة مع بعض الفنانين والذين هم في تاريخ عبدالمجيد عبدالله مثلاً، يبقى أجمل -تاريخياً- فَلَو أخذنا أغنية واحدة من ألبوم رابح صقر «أوجّه المعنى»، والذي طرحه مارس الماضي، وهي أغنية «خميس» نجدها حققت أكثر من 3 ملايين و 700 ألف مشاهدة، هذا في حال استثنينا بقية أعمال ألبوم رابح الأخير، بمعنى أن المقارنة بين رابح وعبدالمجيد ستكون لصالح الأول و»كارثية» بالنسبة لعبدالمجيد، وبمعنى أوضح، فإن أغنية «خميس» لرابح صقر توازي في «مشاهداتها» ألبوم كامل لعبدالمجيد عبدالله -على الأقل حتى الآن-، ولا أعتقد بأن أغنية عبدالمجيد وحتى بعد خمسة أشهر ستسجل رقماً كبيراً، وفي نظرة عربية نجد أن أغنية للفنان عمرو دياب «جماله» والذي طرحه نهاية يوليو الماضي، حققت أكثر من 3 ملايين و 880 ألف مشاهدة، وأخيراً لو أخذنا أغنية الفنان ماجد المهندس «يا حب يا حب» والذي طرحها قبل عشرة أشهر، حيث بلغت مشاهدات هذا العمل أكثر
من 28 مليون و 700 ألف مشاهدة، وقد يقول قائل، إن فارق التوقيت غير «منصف»، لكن هناك نسبة وتناسب يمكن العودة لها.
هذه مجرد مقارنة سريعة لألبوم عبدالمجيد عبدالله «إسمعني»، ليس الهدف منها كشف تراجع جماهيرته مثلاً، ولكنها رسالة واضحة وسريعة له، ليعيد حساباته، وبأن مؤشر مستواه -الفني- في تراجع مستمر، لعله أن يعيد نفسه ويعيدنا معه لمكانة اللائق بالأعمال الطربية والمكبلهة، وبأن تعاوناته الأخيرة ليست بالمأمول من جمهوره ومحبيه، وبأن اقتناعه بما يقدم أو محاولات إقناعه بأنها أعمال مميزة، فقد انكشفت تلك القناعات والتي تحولت إلى تدهور واضح في أعماله الأخيرة، بقي أن نوجه عناية القراء أن هذه الأرقام تم رصدها بعد ظهر أمس الأول.