الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين, أما بعد:
فإن إقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصائص الأمة المحمدية, ومن علامات خيريتها وفضلها, قال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بالْمَعْرُوفِ, وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ .
وهي صمام أمان الأمة من الهلاك, ونزول العقاب عليها, قال صلى الله عليه وسلم لَتَأمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ, وَلَتَنْهَونَّ عَنِ الْمُنْكَرِ, أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابَاً مِنْ عِنْدِهِ, ثُمَ لَتَدْعُنَّهُ فَلاَ يَسْتَجِيبُ لَكُمْ .. فالاهتمام بهذه الشعيرة أمر واجب على الكفاية على من تم تعيينه من قبل ولي الأمر للقيام بها, فلا بد أن تكون في الأمة طائفة تقوم بهذه المهمة, وتحيي هذه الشعيرة, وتأمر الناس بما فيه خيرهم وصلاحهم, وتنهاهم عن كل عمل سيئ وإثم وعدوان وفحشاء ومنكر ظاهر في المجتمع.
ومن المواسم التي يتأكد فيها القيام بهذه الشعيرة موسم الحج كل عام ؛ وذلك لأن الحج موسم اجتماع المسلمين في مكة المكرمة يأتون إليها من مختلف بقاع العالم الإسلامي, على اختلاف أجناسهم, وألوانهم, وقبائلهم, ولغاتهم, وتوجهاتهم.
ولا شك أن مثل هذا الاجتماع لفرصة سانحة لتوجيههم التوجيه السليم, ودعوتهم للعقيدة الصحيحة, وتصحيح ما لدى بعضهم من العقائد المنافية لعقيدة التوحيد, والأعمال المخالفة لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-, بالإضافة إلى إرشادهم إلى أداء مناسكهم على الوجه الصحيح المطابق لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-, ونصحهم وتنبيهم على الأخطاء التي يرتكبونها في أدائهم لفريضة الحج.
فينبغي استغلال هذا الموسم المبارك في الدعوة إلى الله عن طريق المشاركة بمراكز توجيهية للهيئة في مختلف أماكن ومناطق مكة المكرمة والمشاعر المقدسة, وهذا بلا شك عمل جليل, وجهد مبارك, وخدمة للدين, وعون للحجاج على أداء مناسكهم على الوجه الأكمل.
فجزى الله القائمين على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وعلى رأسهم الرئاسة العامة, وسائر المسؤولين والموظفين من الدعاة والإداريين على جهودهم في ميدان الدعوة إلى الله, ونصح العباد وإرشادهم.
هذا, وصلى الله وسلم على نبينا محمد،،،
***
سماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ - المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء