سلطان الدحيم ">
الشعوب المتحضرة في عالمنا شعوب مبادرة، لديها شعور كبير بمسؤوليتها تجاه وطنها والحفاظ على مقدّراته والإسهام في حل مشكلاته؛ سواء بالتواصل مع حكوماتها أو بمبادراتها الشخصية.
وفي عالمنا العربي تعيش أغلب المجتمعات حالة من الاتكالية على حكوماتها -ولهذا أسبابه بالتأكيد- معفيةً نفسها من أي مبادرة ذاتية، تاركة حل مشكلاتها للحكومات، التي ربما تأخرت أو قصّرت.
ومن المشكلات التي تعانيها مدننا الكبيرة، وتكثر الشكوى حولها في كل مجلس؛ مشكلة الزحام في شوارعنا، وما يسببه ذلك من تأخر عن الأعمال والمدارس، وتعطل لمصالح المواطنين، وتغير لنفسيّاتهم، وغيرها من مساوئ الزحام التي لا تخفى، ومع كل هذه الشكاوى المتتابعة إلا أن الحلول غالبًا لا تأخذ في حسبانها دور المواطن قائد السيارة، مع مركزية دوره وأهميته، متى ما شعر بمسؤوليته وتحلى بالوعي تجاه وطنه. ومن هنا جاءت هذه المقالة لتلفت الانتباه إلى دور المجتمع في علاج هذه المشكلة -خصوصًا أنه المتضرر الأكبر من استمرارها- ولتقترح بعض الحلول الفردية القابلة للتطبيق، التي ستقلل من حجم هذه المشكلة على أقل تقدير.
« أول ما اقترحه على قائد السيارة؛ التخطيط قبل الخروج، بحيث تتم معرفة الوجهة بالتحديد، والطرق الأيسر للوصول إليها، ومعرفة مناطق الزحام لتجنبها.
« الاستعانة ببرامج الخرائط سواء في الجوال أو غيره، حتى لو كان المكان معروفًا مسبقًا، فهذه البرامج توفر لك أفضل الخيارات للطرق، وتنبهك لأماكن الزحام.
« التقليل قدر المستطاع من عدد مرات الخروج بالسيارة، وتأجيل بعض المشاوير غير المهمة، وتقنين خروج الأبناء والسائقين بسياراتهم، بحيث يكتفى بتحريك سيارة واحدة لقضاء عدة أعمال، وفي هذا توفير للجهد والمال إضافة إلى تخفيف الزحام.
« اختيار الأوقات الميتة وقليلة الزحام للخروج وقضاء الأشغال كالتسوق وغيره، ومن جرب التسوق في نهار رمضان عرف الفرق.
« الاستفادة من الخدمات الإلكترونية، وقضاء بعض الأعمال في المنزل، كعمليات البنوك وبعض الدوائر الحكومية، والتسوق عبر مواقع التسوق في الإنترنت.
« عدم الانشغال بالجوال أثناء القيادة، بل وحتى أثناء الوقوف عند الإشارة، وكم تعطل السير بسبب انشغال أحدنا بجواله ونسيانه إشارة المرور!
« الاستغناء عن السيارة في قضاء بعض الأشغال القريبة، والاستعاضة عن ذلك بالمشي -إن أمكن- أو أخذ سيارة أجرة.
« التعاون مع جهاز المرور من خلال عدة أمور:
1- الالتزام الشخصي بقواعد المرور، وعدم المخالفة بالسرعة أو الوقوف الخاطئ.
2- تبليغ المرور عن المخالفين.
3- التواصل مع المرور لفك الاختناقات الطارئة.
« تغليب جانب التسامح والعفو في الحوادث الصغيرة، وحل الأمور بالتفاهم الشخصي بدلاً من انتظار المرور أو نجم، خصوصًا والحوادث من أكبر مسببات الزحام.
« وأخيراً وليس آخراً، التخلص من الأنانية، فلست وحدك المستعجل، ولست وحدك المشغول، ففكر في مجتمعك، فالمجتمع هو أنت والآخرون، وأحب لأخيك ما تحب لنفسك.
هذه بعض الحلول الفردية المقترحة، وربما لدى القارئ الكريم ما يضيفه إليها، والمهم فيها المبادرة للتطبيق وتمثيل القدوة في هذا، والتعاون في نشر الوعي والشعور بالمسؤولية، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
- الرياض
Dohaim1399@gmail.com