عندما برزت أمريكا على المسرح الدولي في بداية القرن العشرين كقوة عظمى أدرك الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بفراسته وحنكته السياسية أهمية وضرورة توثيق علاقته مع هذه الدولة العظمى فقام عام 1932م بمنح شركة ستاندارد أويل اوف كاليفورنيا (شركة أمريكية) امتياز التنقيب واستخراج النفط، وتوجت العلاقات بين المملكة وأمريكا عام 1935م بإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين ثم اللقاء التاريخي عام 1945م بين الملك عبد العزيز والرئيس الأمريكي روزفلت.
وتعتبر العلاقة بين البلدين ركيزة أساسية في العلاقات العربية الأمريكية واستطاعت المملكة بموجب هذه العلاقة الإستراتيجية أن تخدم المصالح السعودية والعربية والإسلامية وأن تحتفظ بالوقت نفسه بحرية المناورة السياسية بالكامل.
وتحرص القيادة الأمريكية جداً على هذه العلاقة لأن المملكة شرفها الله بأن تكون خادمة وحامية للحرمين الشريفين قبلة العالم الإسلامي، وأن القيادة السعودية تتصف بالحكمة والمصداقية والنصائح الرشيدة وبعد النظر. وأصبحت الرياض من أهم العواصم السياسية في الشرق الأوسط مما جعل القيادة الأمريكية أن يكون ارتباط سفرائها بالمملكة بالبيت الأبيض مباشرة، وهذا الإجراء يتم فقط لعدد محدود من السفراء الأمريكان بالخارج ومنهم المملكة. وهذه الزيارة الرئيسية الأولى لأمريكا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، وتأتي في ظروف سياسية هامة تمر بها المنطقة، والملك سلمان أيده الله بشخصيته الفذة وحنكته السياسية الطويلة سيحقق بهذه الزيارة إن شاء الله الأهداف المرجوة والنجاح المطلوب خدمة للمصالح السعودية والخليجية والعربية والعالم أجمع.
السفير د/ عبدالمحسن بن فهد المارك - عضو اللجنة الخارجية في مجلس الشورى