منصور بن محمد التويجري ">
لا يختلف اثنان أن الفكر الإسلامي يواجه معضلة كبيرة ومرضاً طارئاً قابلاً للانتشار الا وهو التطرّف المهلك، والذي انبثق منه ظهور جماعات متطرفة وتغلو غلواً بالدين حتى وصلوا الى اباحة القتل والتفجير ليس لغير المسلمين وإنما للمسلمين، بل تجاوز تطرفهم وتوحشهم الى تفجير بيوت الله التي يذكر اسم الله فيها ويعبد، بل انهم ادعوا زورا وبهتانا انهم على منهاج النبوة وحبيبي المصطفى منهم براء ونحن مثلنا مثل الآخرين نؤثر ونتأثر.
ومن خلال متابعتي لمحاربة هذا الفكر وجدتها تعالج الغصون ولا تعالج الجذور، تعالج الأفعال ولا تعالج الأسباب، وانا هنا لا أغفل الأدوار الأخرى سواء المعالجات الامنية أو الاعلامية وإنما سأتطرق لجانب مهم وحيوي. فكرتي تبدأ العلاج من خلال جذور المشكلة.
ولو تأملنا في منهج هؤلاء المحرضين نجدهم يركزون ويرسمون الخطط على الشباب من 15 إلى 25 بالمقابل نحن نقيم برامج التوعية والخطط لمن هم اكبر من هذا العمر بمعنى اننا نوجه برامجنا الى الذين بالأصل ليسوا مستهدفين من قبل هؤلاء المتطرفين والمحرضين ومن الجماعات التكفيرية.
وإذا اردنا ان نقطع الطريق عليهم وهذا لا يمكن ان يحدث الا من خلال معالجة وتقوية الجذور وهم طلاب المدارس في مراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية فإذا ما نجحنا في هذه المراحل فان الطالب الذي يصل الى مرحلة الجامعة يكون قد وصل إلى درجة التحصين والثقافة والمعرفة يصعب تجنيده.
وعليه اقترح ان يكون هناك منهج تربوي تعليمي دراسي رسمي تحسب له درجات ويتدخل في التقييم الدراسي يبدأ من السنة الأولى من دخول الطالب المدرسة ويستمر معه الى ثالث ثانوي يراعي كل مرحلة عمرية، يبدأ بأول سنة بالمفاهيم ومن ثم يتطور الى الاعلى والأعمق كلما تعدى مرحلة، ويكون اسم المادة اي عنوان يدخل تحت التعاليم الاسلامية السمحة على سبيل المثال يكون اسم المادة ( هدي المصطفى) أو الخلق العظيم وتكون هذه المادة لتعليم وغرس الوجه المضيء للإسلام بكل تفاصيله سواء مبدأ التسامح الاسلامي أو احترام الانسان أو احترام الحيوان أو الحث على إظهار حرمة دم المسلم أو طريقة التعامل مع المخالف واشياء كثيرة يصعب سردها هنا.
فكرتي انه يوجد لدينا حاضنة ومكان نستطيع زراعة ما نريد وبشكل علمي الا وهي المدرسة والطالب والمعلم، ثلاث ركائز أساسية في التربية يجب ان تكون اول خطوط مواجهة هذا الفكر الضال والمتطرف، أتمنى من قلبي أن تفعل هذه المنظومة.