محمد بن عوض الأسمري ">
طريق القاعدة لم يمر ببللسمر ولم يتقاطع معها وإن كان هناك من شم هواها إلا أنها استعصت على التنظيم المتطرف ليس هذا فحسب بل إن هناك من أبناء بللسمر من كان يقود المعارك ضدها سواء في المجال الأمني أو الديني أو الفكري.
ومع انحسار القاعدة وفشل مشروعها التبشيري نتيجة عوامل داخلية كاستخدام القتل والتفجير والتكفير كأداة لتحقيق أهدافها.
وعوامل خارجية تمثلت في الضربات الأمنية المتتالية التي طالت قياداتها وتجفيف منابع التمويل وتضييق الخناق عليها ومحاربتها فكريا.
إلا أن الأوضاع المتوترة في العالم العربي أسهمت في إعادة استنساخ القاعدة أو تطورها إلى التنظيم الأكثر دموية وهو تنظيم (داعش) الذي توافرت له الأرضيّة المناسبة في كسب الأتباع والمتعاطفين مستندا على مظلومية الطائفة السنية ومبشرا بدولة الخلافة الراشدة مما جعله مألوفا لدى السذج من الناس ومع ذلك لم يجد له بين ظهراني أبناء بللسمر مقاما كغيرهم من أبناء المملكة ولم يقم بينهم وبينه مودة ولا قربى في الوقت الذي كان ينتشر هنا وهناك بحسن نية تارة وبغير ذلك تارة أخرى.
وما أن كشر هذا التنظيم عن أنيابه وأدار بوصلة أسلحته باتجاه القبلة واتضح أن بلاد الحرمين هدفه وترويع الآمنين مطلبه وتفجير الركع الساجدين هوايته حتى أدرك الجميع أن رفض أبناء بللسمر كما المواطنين الشرفاء الانضمام أو التعاطف أو الترويج لأي تنظيم خارج نطاق الدولة إنما يدل على مناعة مكتسبة من تعاليم الدين الحنيف وأنظمة الدولة الرشيدة وأعراف القبيلة الراسخة يغذيها نظام مجتمعي متماسك وتعليمي متزن وديني وسطي وأسري مسئول.
ومع إيماننا أن جميع قبائل وعوائل المملكة كما هي قبيلة بللسمر تشارك في انحيازها التام للوطن إلا أن جميع القبائل والمواطنين مدعوون للتنافس في تقوية الوازع الوطني وكل ما من شأنه النأي بالشباب عن كل ما يمس أمن المواطن ووحدة الوطن.