عبدالله الشعلان ">
هناك فرق في اعتقادي البسيط بين التأديب وتفريغ الطاقة العدوانية أو الإجرامية فالأولى تعني بترغيب وحث الطفل على سلوك الخلق القويم وحسن التصرف.. والثانية هي إجرام بحق الطفل يؤذي ولا يفيد بشيء سوى المزيد من إنتاج الضحايا المأزومين والمعقدين من الأطفال الأبرياء.
ولو استشعرنا منذ البداية ماذا نريد من عملية التأديب أو التربية لاتضح جليا لنا ناتج هذه العملية التهذيبية، فالسب والضرب ومختلف أنواع التعنيف والتعذيب لا تمت إلى التأديب بصلة.. كيف تحث الطفل على فعل أو ترك فعل بطريقة وحشية أو مهينة وتريد منه الأدب والتي لن تؤدي في نهاية المطاف إلا إلى عقد نفسية أو عاهات جسدية.. هذا في حال لم يلقَ الطفل حتفه جراء هذه الممارسات الشنيعة واللاإنسانية بحق الطفولة البريئة.
أين الإنسانية من أب يفرد عضلاته ويستعرض قوته ويستسلم لغضبه الذي يعميه لينهي حياة طفله «فلذة كبده» أو يترك فيه أضرارا أو إعاقة جسدية أو نفسية؟؟، ألم يع فارق الحجم والقوة بينه وبين طفل لا يميز الخطأ من الصواب، ألا يتقي الله في المحافظة على الأمانة التي استودعه الله إياها أين قلبه وعقله وهو يرى طفل وبالأخص طفله يتعذب ويتدمر أمامه، لو أنه وضع نفسه محل هذا الطفل وعاش لحظة التعنيف لاستشعر إحساسه وعانى معاناته.
كما أن هذا ليس ما تعلمناه واستقيناه من سيرة سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فلقد كان قدوة ومنهجا للتربية وبث الأخلاق الحميدة في الكبير قبل الصغير بعطفه وحكمته ورحمته وبأساليب متنوعة فيها من اللطف والترغيب على الخلق الحسن ما يجعل المتلقي لها يتقيد بها دون أي أذى له أو جرح لمشاعره.
إذا كان الشخص لا يسيطر على غضبه أمام طفل مسلوب القوة والإرادة لهذه الدرجة العمياء ولهذا الحد من الوحشية فهذه والله المصيبة، وإن كان يدرك فليتحقق من نفسه فقد تكون لديه ميول إجرامية والمصيبة هنا أشد وأنكى وأكبر وأشنع، فرفقا بفلذات الأكباد.