حمد بن عبدالله القاضي ">
أي منجز تحققه المؤسسات التنموية والخدمية بهذا الوطن يفرح به المواطن ويفخر به.
لقد هيأ الله لي أن أطلع على منشآت وطنية لخدماتها علاقة مباشرة بالمواطنين.. حيث زرت منشأتين تابعتين «لمؤسسة الخطوط الجوية العربية السعودية».
الأولى: السعودية للتموين
وهي تابعة «لمؤسسة الخطوط الجوية العربية السعودية»، وهي تقوم على تقديم الوجبات والمشروبات على أساطيل «طائرات السعودية» وأساطيل شركات جوية أخرى، ولقد رأيت ما سرني وطمأنني من إمكانات كبيرة تتمثل بالأجهزة الحديثة، وتطبيق معايير صحية دقيقة فضلاً عن أنه يقوم على إدارتها والإشراف عليها كفاءات وطنية، وهذه الإمكانات والطاقات هي ما جعلت السعودية تقدم يومياً عشرات الآلاف من الوجبات دون حدوث أي ضرر أو تسمم لأي راكب بحمد الله وحسبنا بالأرقام دليلاً، فمركز تموين السعودية بجدة يقدم وحده يومياً (93) ألف وجبة غذائية.
لقد شاهدت كيف يتم تصنيع هذه الوجبات وتجهيز المشروبات بطرق علمية وأساليب صحية، وباستخدام أرقى الأجهزة، وأكثر أساليب النظافة، ومن زار «السعودية للتموين» يطمئن كثيراً، وهو يتذوق ما تقدمه «السعودية» لركابها من غذاء وشراب.
وقد زاد من سروري مشاركة عدد من الفتيات السعوديات في تجهيز الطعام ومراقبته والدقة بتصنيعه.
كما امتلأت بالفرح عندما رأيت تهيئة وتوفير «السعودية» لفرص عمل لبعض إخوتنا من «ذوي القدرات الخاصة» الذين أثبتوا نجاحهم وتفوقهم بالإنتاجية ففئة الصم منهم كما قال مدير السعودية م/ صالح الجاسر يصرفون وقتهم للعمل والإنجاز فقط فيتضاعف عطاؤهم.
ثانيا: أكاديمية الأمير سلطان
هذه الأكاديمية فكرتها من سمو الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - فهو الذي اقترحها ودعمها وافتتحها منذ سنوات طويلة حتى تطورت تطوراً كبيراً وأصبحت إحدى المنشآت التي تفخر بها «السعودية» المؤسسة والوطن معاً.
لقد رأيت أحدث الأجهزة وأمهر المدربين الذين يقومون بتدريب الطيارين السعوديين وفق أساليب التدريب والمهارة والسلامة الشاملة، بحيث لا يقود الطيار الطائرة السعودية إلا وهو - بإذن الله - متمكن من القيادة عارف بوسائل السلامة، وهذا يبعث على الطمأنينة لدى ركاب «السعودية» فليس أهم من توفر السلامة والأمان والطائرة تحلق بالفضاء ما يمسكها إلا الرحمن ثم مهارة قائدها، فضلاً عن ذلك فالتدريب الدقيق على العمل والسلامة يشمل مضيفي الطائرات وكل من له علاقة بالطائرة وما يقدم فيها من خدمات بحيث يتقن كل واحد منهم طرق السلامة واستخداماتها عند الحاجة لها، إضافة إلى إجادة الخدمة التي يقدمها للركاب ويحق لمؤسسة «السعودية» أن تفخر بهذه «الأكاديمية» التي حصلت على جوائز عديدة من منظمات عالمية مختصة بالطيران والسلامة.
وبعد
إن ما تطرقت إليه هي أمور قد لا يعلم عنها الكثير من الركاب ولكنها منجزات مرتبطة بالغة الأهمية لتقديم أرقى الخدمات والأمان للركاب، سواء ما تقدمه «السعودية للتموين» من أعمال وجهود وخدمات للركاب بتقديم غذاء صحي سليم، أو ما تقدمه الأكاديمية من تدريب راق للطيارين والمضيفين الذين يباشرون العمل على الطائرات والراكب مستريح على كرسيه واثق بالله ثم بهذه الكفاءات المتميزة والمدربة على إتقان العمل والطائرة بين السماء والأرض.
تحية «لمؤسسة الخطوط الجوية العربية السعودية» وشركاتها ومنسوبيها الذين رأيتهم يعملون كأسرة واحدة بقيادة كابنتها الخلوق م/ صالح بن ناصر الجاسر وزملائه بالسعودية وفروعها ومكاتبها حيث هدفهم جميعاً أداء الأمانة أمام الله أولاً، ثم الإخلاص للوطن، وبذل كل الجهد وتوفير أفضل الخدمات لمئات الملايين من المواطنين والأجانب الذين يتعاملون معها.
وأخيراً أحيي «هيئة الطيران المدني» و»مجلس إدارة السعودية» برئاسة معالي أ/ سليمان الحمدان الذين يدعمون ويوفرون كل الإمكانات لتكون «السعودية» بمصاف شركات الطيران العالمية: رقياً بالخدمات وجودتها ومنافسة للشركات الأخرى.
وختاماً أتمنى لكم رحلات سعيدة آمنة مع ناقلنا الوطني.