تونس تدخل خريفاً ساخناً على وقع الإضرابات والاحتجاجات ">
تونس - فرح التومي:
تحتبس أنفاس أولياء التلاميذ بالمراحل التعليمية المختلفة خشية تنفيذ نقابات التعليم تهديداتها بمقاطعة العودة المدرسية المقررة ليوم الإثنين 14 سبتمبر الجاري وذلك على خلفية رفض وزارة التربية الاستجابة لطلبات المدرسين والمعلمين المادية التي تعتبرها مشطة وفي غير وقتها ولا تتماشى وامكانيات الدولة المتدهورة.
ويبدو من خلال تصريحات القيادات النقابية لمختلف المستويات التعليمية بان الجلسات التفاوضية مع وزارة التربية لم تفض الى اتفاق بشأن الزيادة في الأجور ولم ترق الى انتظارات النقابات التي ارتأت اعلان مقاطعتها للعودة المدرسية ودخول منظوريها في إضراب بيومين تعبيراً منها عن احتجاجها بسبب تلكؤ الوزارة وتمسكها برفض مطالب الجهاز التربوي.
ويخشى أولياء التلاميذ أن يتواصل هذا العام مسلسل التلاعب بمستقبل أبنائهم بعد سنة دراسية ماضية اتصفت بكثرة الإضرابات والاعتصامات مما أضر بمصلحة التلاميذ ودفع الوزارة الى إقرار الإنتقال الألي لهم جميعا بعد ان امتنع المعلمون عن اجراء امتحانات اخر العام الدراسي.
وتتمسك نقابات التعليم بحقها في الإضراب حيث صرح نائب رئيس اتحاد الشغل سامي الطاهري بان الهيئة القطاعية للتعليم قررت تعليق الدروس بداية من يوم 15 سبتمبر الجاري، اي بعد اليوم الأول من العودة المدرسية، طالما لم تصدر نصوص قانونية في الرائد الرسمي ولم يتم تفعيلها. واضاف الطاهري بان الهيئة اتفقت على تأمين سير اليوم الأول من العودة المدرسية قبل الدخول في إضراب مفتوح في اليوم الثاني، مشددا على ان النقابة لن تتراجع الى حين تفعيل جميع الإتفاقيات المبرمة بينها وبين الطرف الإداري. وحمل مساعد رئيس اتحاد الشغل وزارتي التربية والرياضة ومن وراءهما الحكومة مسؤولية إفشال العودة المدرسية مؤكدا أن الإتحاد كان حريصا على أن تتم العودة في ظروف طيبة عبر تأمين الأوضاع المهنية للمدرسين.
وفي نفس السياق، ينتظر ان تكون العودة المدرسية لهذا العام ثقيلة على ميزانية التونسيين الذين سينفقون ما قيمته حوالي 100 مليون دولار لاقتناء الأدوات المدرسية الأساسية من ميدعات وكراسات وكتب ومحفظات ومستلزمات مختلفة وذلك وفق تقديرات المعهد الوطني للاستهلاك، وباعتماد اسعار المواد المدعمة من طرف الدولة. وقالت وزارة التربية بانه ينتظر عودة مليوني تلميذ الإثنين القادم الى مقاعد الدراسة مليون و66 الف منهم في المرحلة الإبتدائية وحوالي 461 في التعليم الإعدادي والبقية في الثانوي.
ويعتزم المعهد الوطني للإستهلاك إقامة خيمة توعوية يوم 12 سبتمبر الجاري بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة لإطلاع الأولياء والتلاميذ على بعض السلوكيات الخطيرة التي تتهدد صحتهم في حال تم اقتناء المواد المدرسية من المسالك الموازية، الى جانب عرض مكونات الطعام الصحي الواجب اعداده لطالبي العلم من الصغار والناشئين حفاظا على سلامتهم وتقديم النصائح الطبية المناسبة لهم لتفادي السمنة والأمراض المزمنة.