عادل علي جوده ">
حَالُ الصَّدِيقِ
إِنْ صَدَقَكَ وَصَانَكَ
فَلِأَنَّ مَعْدَنَهُ عَفِيفٌ أَصِيلٌ
وَوَصِيَّتِي إِلَيْكَ
أَنِ امْنَحْهُ وَفَاءً لَا يَنْضَبْ
وَإِنْ كَذَبَكَ وَخَانَكَ
فَلِأَنَّهُ عَلَى الصَّدَاقَةِ دَخِيلٌ
وَوَصِيَّتِي إِلَيْكَ
أَنْ هَوِّنْ عَلَيْكَ وَلَا تَعْجَبْ
فَوَاقِعُ الْحَالٍ يَقُولُ:
لَابُدَّ لِلزَّيْفِ أَنْ يَنْكَشِفَ
فَانْفُضْ غُبَارَكَ
وَلَابُدَّ لِلضِّيقِ أَنْ يَنْفَرِجَ
فَافْرِدْ جَنَاحَكَ
وَلَابُدَّ لِلْخَيْرِ أَنْ يَنْتَصِرَ
فَالْزَمْ هَنَاءَكَ
وَارْمِ جَانِباً ذَاكَ الْأَذَى
وَادْعُ لِلشَّافِعِيِّ إِذْ شَدَا
«إِذَا الْمَرْءُ لَا يَرْعَاكَ إِلَّا تَكَلُّفَا
فَدَعْهُ وَلَا تُكْثِرْ عَلَيْهِ التَّأَسُّفَا
فَفِي النَّاسِ أَبْدَالٌ وَفِي التَّرْكِ رَاحَةٌ
وَفِي الْقَلْبِ صَبْرٌ لِلْحَبِيبِ وَلَوْ جَفَا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قَلْبُهُ
وَلَا كُلُّ مَنْ صَافَيْتَهُ لَكَ قَدْ صَفَا
إِذَا لَمْ يَكُنْ صَفْوَ الْوِدَادِ طَبِيعَةً
فَلَا خَيْرَ فِي وُدٍّ يَجِيءُ تَكَلُّفَا
وَلَا خَيْرَ فِي خِلٍّ يَخُونُ خَلِيلَهُ
وَيَلْقَاهُ مِنْ بَعْدِ الْمَوَدَّةِ بِالْجَفَا
وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
وَيُظْهِرُ سِرًّا كَانَ بِالْأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلَامٌ عَلَى الدُّنْيَا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِهَا
صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الْوَعْدِ مُنْصِفَا»