عبد الرحمن الشلفان ">
العراق وبرغم ما كان من قوّته العسكرية الهائلة إبان حكم الرئيس السابق صدام حسين مثلما بسالة المقاتل العراقي وشجاعته، إلاّ أنه لم يكن مبعث خوف أو قلق من القيادة الأمريكية، حين فكرت في غزو ذلك البلد برغم قوّته وتدمير جيشه واحتلال أراضيه. حينها لم يقل أحد من كبار القادة العسكريين الأمريكيين شيئاً عن مدى صعوبة مثل ذلك، وما إذا كان الأمر سوف يحتاج إلى وقت طويل حتى يتسنى لهم الانتصار على العراق وقوّته العسكرية الهائلة. فيما يأتي رئيس هيئة الأركان الأمريكي ليقول إنّ هزيمة ما يسمّى بداعش تحتاج ما بين عشر إلى عشرين عاماً، فيما لا مجال للمقارنة ما بين الجيش العراقي آنذاك وتلك المليشيات المسمّاة بداعش، والتي تُرى أرتال مقاتليها يتنقلون بين المدن العراقية والشمس في رابعة النهار وتحت سمع وبصر أقوى الجيوش في العالم، وبما تملكه من قدرات الرصد والمتابعة لأدق الأشياء وأخفاها، ولعلنا نتذكر ما كان منها حين هاجمت طائراتها العملاقة (ب52) عناصر الجيش العراقي حين انسحابها من الكويت عائدة للعراق عبر المنطقة المسمّاة بالمطلاع، وما أحدثه ذلك القصف الرهيب من تدمير لتلك القوات، مما أثار اشمئزاز العالم كله، وليأتي ذلك القائد الأمريكي وكأنه يريدنا أن نصدق مقولته بأنّ هزيمة ما يسمّى داعش تمتد إلى ما بين عشر إلى عشرين عاماً، وإن إمكانيات وقدرات الولايات المتحدة الأمريكية على عظمتها، مما يمكن أن تقف عاجزة عن هزيمة ذلك التنظيم، فيما المراد لو أردنا الحقيقة تحقيق أهداف من خلال ذلك التنظيم مرسومة مسبقاً، مما يخفى على الكثيرين بمن فيهم المخدوعون ممن ينتمون لهذا التنظيم إدراك كنهها، ويبقى أن نقول إنّ هزيمة داعش ومن وراء داعش مرهون بتوحد العرب وبناء قوّتهم، وإلا هانوا على أعدائهم وبقوا عاجزين عن مواجهة هذا التنظيم المسمّى داعش، والتنظيمات الأخرى التي صارت إلى العيان العيان في أكثر من قطر عربي، فهل يسارع العرب مجتمعين إلى لمّ الصفوف وعدم إضاعة الوقت وحتى لا يؤكلوا مثل ما أُكل الثور الأبيض.