حمد بن عبدالله القاضي ">
تطرقت في مقال سابق إلى بداية نهج جديد لبعض الشركات والبنوك بتعيين رؤساء تنفيذيين غير سعوديين في الوقت الذي تزايدت فيه الكفاءات الوطنية بتأهيلها وخبراتها، ونرى نماذج منها قادت أكبر الشركات لدينا بكل نجاح وتفوق كسابك وأرامكو وغيرها. وبدءاً أشكر معالي وزير العمل د. مفرج الحقباني الذي أبدى اهتماماً بهذه القضية عندما اطلع على الموضوع وعلى التعليقات التي صاحبته عندما وضعت المقال بحسابي بتويتر. أستغرب كثيراً أن الوطن ممثلاً بوزارة العمل يجاهد من أجل توفير أفضل الفرص لتوظيف السعوديين وسنّ اللوائح التي تجعلهم الخيار الأول للقطاع الخاص ثم بعد ذلك نجد شركات تجعل على رأس هرمها رؤساء أجانب!!. لو كان هذا الأمر قبل عشرين عاماً وأكثر لكان مقبولاً وذلك لنقص الكفاءات الإدارية المتميزة أما الآن فلا عذر لهم. لقد تواصل معي بعد المقال عدد كبير من الإخوة سواء على المستوى الشخصي أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤكدين نجاح القيادات الإدارية الوطنية بالقطاع الخاص. نعم فقد صدقوا وسأضرب نماذج من عشرات النماذج التي أثبتت فيها الكفاءة الوطنية قدرتها على النجاح والعطاء إذا توفرت لها بيئة العمل الجيدة والمزايا التي يحظى بها المديرون الأجانب. هذه أمثلة لنجاح الكفاءات السعودية بقطاعات خاصة ناجحة، نجد فيها القيادة السعودية في أحد أهم أكبر البنوك (البنك الأهلي)كالأستاذ عبدالله باحمدان سابقاً والأستاذ منصور الميمان حالياً. وبالمستشفيات أضرب مثلا بواحد من أهم القطاعات الصحية الخاصة ((مجموعة د.سليمان الحبيب الطبية)) حيث إنه منذ إنشائه تتولاه قيادات سعودية كالأستاذ عبدالرحمن العبيد، ورئيسه التنفيذي الحالي أ. ناصر الحقباني الذي نجح في عمله كرئيس تنفيذي للمجموعة التي لديها عديد من المراكز والمستشفيات. وفي قطاع الفنادق نجد واحداً من أكبر الفنادق فندق هيلتون مكة التابع لشركة مكة للإنشاء والتعمير حيث يتولاه حالياً كفاءة سعودية د. إبراهيم الفاتي. وفي مجال السيارات نجد إحدى أكبر شركات السيارات الناجحة شركة محمد يوسف الناغي تديرها كفاءات سعودية. وفي مجال التقنية نجد شركة سعودية هي شركة (( علْم )) التي تشغل الخدمات الإلكترونية بنجاح وإبداع لكثير من الجهات الحكومية وفي مقدمتها وزارة الداخلية، نجد رئيسها التنفيذي و(85%) من مديري إداراتها ومنسوبيها طاقات وطنية ناجحة. وفي القطاع الزراعي نجد واحدة من أكبر الشركات تديرهاكفاءات سعودية فعضوها المنتدب هو أ. عبدالرحمن المهنا، وقد حققت الشركة نجاحا كبيراً بالأمن الغذائي. وفي الشركات الصناعية الكبرى نجد مجموعة الزامل الصناعية تديرها وتعمل فيها قدرات وطنية وأصبحت المجموعة تنافس بصناعاتها كبريات الشركات الصناعية. وأخيراً الشركة السعودية للكهرباء ولعلها أكبر شركات الكهرباء بالشرق الأوسط نرى أن من أدارها منذ إنشائها قيادات وطنية رسخت نجاحها واستمرت الشركة بنهجها والآن تديرها كفاءة وطنية قديرة هو م/ زياد الشيحة. وبعد لقد ضربت هذه الأمثلة لأثبت أن نجاح القيادة الإدارية السعودية ليس محصوراً بشركة أو عدة شركات وإنما بشركات كثيرة جدا متنوعة المنتجات والخدمات، وهذا يرسخ نجاح العنصر الوطني وقدرته على قيادة الشركة التي يتولاها والوصول بها أعلى مراتب النجاح. من هنا فإنني أدعو وزارة العمل ممثلة بقيادة وزيرها د. مفرج الحقباني إلى أن تولي قضية إزاحة القيادات الإدارية الأجنبية واستبدالها بقياديين أجانب جل اهتمامها، وعدم السماح بذلك مستقبلا، فالهرم هو القدوة وإذا كان أجنبياً كيف نطلب منه الاهتمام بشباب الوطن بل كيف نطلب من الشركة التي تعيّن على رأسها أجنبيا أن توظف وتلتزم بتوظيف الشباب السعودي. ثم أخيراً أتوجه إلى بعض مجالس إدارات الشركات التي عينت رؤساء تنفيذيين أجانب أن تبادر عاجلاً بإحلال قيادات إدارية مكانها، كما أدعو مجالس الإدارات الأخرى أن تصرف النظر عن التفكير بتعيين قيادات أجنبية، والكفاءات السعودية بحمد الله متوفرة وأمامهم الباب مشرع ليختاروا الكفاءة التي يريدونها لقيادة شركتهم أو بنكهم أو فندقهم ليجمعوا بين تحقيق النجاح وخدمة الوطن بالثقة بأبنائه وكفاءاته.