موسكو - سعيد طانيوس:
شكّل الفنان الهندي سودارسان باتنايك يوم الأربعاء منحوتة من الرمل للطفل السوري الغريق الذي قذفت أمواج البحر بجثته على الساحل التركي، بناء على صورته الفوتوغرافية، وأثارت صورة الطفل الغريق المسجى على رمال الشاطئ موجة من الاحتجاجات العالمية ولفتت الأنظار إلى أزمة المهاجرين المتزايدة الشدة، فكتب الفنان الهندي على جانب منحوتته كلمات «الإنسانية مجروفة، عيب، عيب، عيب».
من جانب آخر نشرت وسائل إعلام تركية مشاهد معبرة لتظاهرة نظمتها مجموعة من الجناح الشبابي، لحزب العادلة والتنمية، في مدينة طرابزون التركية، دعما للمهاجرين السوريين الذين فقدوا حياتهم في البحر الأسود. وذلك على طريقتهم الخاصة، إذ مثلوا فيها مشهد الطفل السوري الغريق.
واجتمع الشباب في شاطئ البحر، ولبسوا زي الطفل السوري الغريق بنطلون أزرق داكن، وكنزة حمراء اللون، واستلقوا على الشاطئ لمدة 10 دقائق، كما رفع المشاركون لافتات كتب عليها «لو كان هذا الطفل حوتا لكان العالم انتفض».
يشار إلى أن أغلب الفارين من الحرب الدائرة في كل من سوريا والعراق يتخذون من الشواطئ التركية نقطة انطلاقة إلى سواحل اليونان، أولى دول الاتحاد الأوروبي، ويقطعون إليها عبر قوارب باتت تعرف بـ«قوارب الموت» لكثرة حوادث الغرق. ويؤدي تقاعس السلطات الأوروبية في استقبال اللاجئين إلى اندلاع موجة من الاحتجاجات في لبنان وتركيا والأردن، البلدان التي تتحمل أعباء أكبر بكثير في هذا المجال.
وعلى الصعيد الأوروبي تواجه إيطاليا واليونان والمجر قضية اللاجئين القادمين إليها بأعداد متزايدة بشكل أشد تأثيرا، وقد اتفقت السلطات الأوروبية يوم الجمعة 4 أيلول على توزيع اللاجئين المتوقع أن يصل عددهم إلى 160 ألف لاجئ بين البلدان الأعضاء، بنسب معينة، علما بأن هذه النسب تزيد عما كانت عليه سابقا أضعافا.