عبد الله سعود دهرة العصيمي ">
تابعت أحد الأفلام الوثائقية عن حياة النمل وطريقة عيشها ومنازلها وكيف تبنيها... ورأيت العجب العجاب في ما تقوم به هذه الحشرة. وتحدث الفيلم عن البراعة والهندسة العجيبة في تنفيذ مساكنها وبطريقة قد لا تخطر على بال. والعجيب أن الذي يقوم بالبناء, جيش كبير من نمل لا عيون له ومع ذلك تلاحظ دقة الصنع والهندسة الفائقة.
ولمنازل النمل متنفس وهو عبارة عن مداخن يخرج منها الزفير والهواء الملوّث وغرف لا تحصى للأكل والتخزين وللحضانة وقد تم تشييدها بطريقة قد لا تخطر على بال.
حقيقة أحزنني هذا الفيلم, لأني قارنت بين المهندس النملة وبين المهندس لدينا سواء كان سعودياً أو عربياً أو أجنبياً. فرغم أن المهندسين لدينا درسوا في الخارج وتعلّموا واطلعوا على خبرات من سبقوهم في مثل هذا المجال، ولهم عيون وآذان وعقول ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في بعض ما أوكل إليهم.. والدليل تعثر أغلب المشاريع لدينا من طرق ومجار ومقرات حكومية وأهلية، حيث تعاني من مشاكل كثيرة في سوء التنفيذ والتصاميم وهناك ندوات عقدت لدراسة أسباب فشلها.
وهنا أتوقف وأقول: لماذا لا نستعين بالمهندس النملة.. بعد فشل المهندس البشري؟ ربما يسخر البعض لكن قبل الاستعجال في الحكم, اطلعوا على مثل هذه الأفلام وسترون أننا في حاجة ماسة للنملة... ثم لا تنسوا أن اختراع الطائرات والغواصات وبخاصة الطائرة المروحية أتى بعد دراسة حياة الحشرات والطيور وبعض الحيوانات.