أحمد بن محمد الجردان ">
السؤال الذي يطرح نفسه عندما يقع لدينا حادث إرهابي لماذا تكون ردود الأفعال مؤقتة كحال جريد النخل يشتعل بقوة وسرعة ثم تخمد ناره فيصبح هشيماً تذروه الرياح في لحظات معدودات، وردود الفعل على تلك الوتيرة تأتي - مع الأسف - على المستوى العلمي والتربوي والدعوي والإعلامي!!، مع أن خطر الإرهاب ومؤيديه ومنظريه ومحرضيه لا زال قائماً وبقوة ليس في أقصى الدنيا بل في عقر دارنا!!.
نحن بحاجة إلى أن تفرغ على مدار العام الجامعات عددا من أساتذتها من الجنسين لدراسة تلك العقول التي تتغير بسرعة مذهلة جدا فتكون إرهابية حتى تبيح قتل رجال الأمن بل قتل الأعمام والأخوال والإخوة بل الوالدين!!، نقول للجامعات قدمي ولو جزءاً مما قدم لكِ هذا الوطن، رجال الأمن يضحون بأرواحهم ونحن لا نطلب منكم أرواحكم بل نطلب نتاج عقولكم !!.
كما أننا بحاجة ماسة جداً أن تقوم وزارة التعليم بوضع برامج لا تنقطع طوال العام وتكون برامج مبتكرة ومتنوعة تستهدف الطلاب والطالبات في كافة مراحلهم التعليمية لكي توجد - بإذن الله - حصانة لدى أبنائنا وبناتنا من هذا الإرهاب الخطير جداً!!.
أما علماؤنا و رجال دعوتنا نقول لهم لا نشك في حرمة إزهاق الروح المسلمة والمعصومة ولا شناعة الإرهاب إلى آخر ذلك بل نحفظه عن ظهر قلب ومع أهميته إلا أن المرحلة تتطلب من أولئك العلماء والدعاة أن يردوا وبوضوح تام على كافة تفاصيل وحجج الإرهابيين بشتى مسمياتهم وهي حجج يسوقها أولئك الإرهابيون ليلبسوا إرهابهم لباس الشرعية !!، لذا من الضرورة أن يُبين العلماء والدعاة بكل شفافية ودون مواربة بل بوضح وشفافية للناس وخصوصاً الشباب بطلان تلك الحجج وبراءة الدين من أفعال هؤلاء الإرهابين لا بتجريم هؤلاء الإرهابيين فقط بل لا بد من النقاش والوضوح والصبر على الشباب وتساؤلاتهم بالحوار والطرح الشفاف والصريح والواضح عبر اللقاءات المباشرة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، فلا بد من وضوح الرؤية حيال براءة الدين من ما يدعيه الإرهابيون من شرعية تصرفاتهم الإرهابية، فالغموض لا يولد إلا تخبطاً وخصوصاً لدى الشباب، وكم أتمنى من الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ومن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة الإرشاد ووزارة الثقافة والإعلام إيجاد كافة الطرق وعلى مدار العام لجذب الشباب ليصغوا للعلماء وأهل الدعوة، وأن يقوم إعلامنا بكل جد وحرص بنقل ذلك عبر وسائله وجعله هدفاً استراتيجياً له!!.
أما الإعلام في مجمله أتمنى أن يولي محاربة الإرهاب بنفس القوة وبنفس النفَس الطويل الذي يوليه للرياضة والفن فكمية المواد المقروءة والمرئية والمسموعة المستمرة على مدار الساعة وطوال العام عن الرياضة والفن تفوق بآلاف المرات ما يوليه الإعلام لمحاربة الإرهاب، ولا شك أن ذلك واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار، والدور هو دور الإعلام !!.
نريد وقفة مستمرة من قبل الجميع دون هوادة أو توقف أو تساهل فالموقف ليس عابراً بل هو موقف خطير جداً وليكن شعارنا (وطن لا نحميه لا نستحق أن نعيش فيه) وحماية الوطن ليس خاصا برجال الأمن فقط بل هو واجب شرعي ووطني على الجميع بشتى مسؤولياتهم ومواقعهم وقدراتهم ومهاراتهم.
هذا ما تيسر لي ولعل فيما يدلي به غيري حول هذا الموضوع المزيد من تسليط الضوء على مواجهة هذا الفكر الإرهابي الذي أسأل الله جل وعلا أن يكفيناه بما شاء وأن يديم علينا ديننا وولاة أمرنا وأهلينا وأمننا ويحفظ مملكتنا الغالية من شر كل ذي شر آمين.