غدير عبدالله الطيار ">
الموهبة من نعم الله تعالى يهبها لمن يشاء، فلا حصر للمواهب التي يمتاز بها البشر؛ فهناك مواهب متعددة تميز شخص عن آخر، تجعل الإنسان يحلق في سماء الإبداع. لكن الموهبة إن لم تنم وتطور فإنها تخبو وتتضاءل، فكما قيل إن الذكاء يحتاج إلى ذكاء.
نعم الإبداع له درجات تجعل المبدع متميز ويسعى للحصول على التقدير لكن انعدام التقدير الذاتي، يؤثر عليه فتجعل المبدع يفتقر للنظرة الداخلية الحسنة عن شخصه، فتجد الصورة التي يشكلها عن ذاته سلبية ومحطمة، ويتخللها الضعف والخوف والإحباط، والشعور بالنقص والفشل الدائم. نعم في ظل تلك النفسية السيئة لا يمكن لبذور الموهبة الموجودة في الأعماق أن تنمو وتزهر، فلا بد للإنسان أن يبني ثقة عالية عن ذاته وتحسين مفهومه وتقديره الذاتي، فلابد أنه يستطيع أن يفعل ما فعله غيره وأن يزيد عليه.
ومن هنا أنادي لرعاية المواهب، بداية من الأسرة كونها لبنة المجتمع, حيث التشجيع والتحفيز؛ كالتحفيز المادي والمعنوي والاطراء بالكلام، والفخر بالفرد الموهوب، وذكره أمام أقرانه وأقاربه وتعزيز ثقته بنفسه وبموهبته، وأنادي بصفة خاصة مؤسسات المجتمع الخاصة والعامة والحكومة والمسؤولين تسليط الضوء على المواهب الفذة، وبالفعل ذلك الاهتمام ظهر جليا في التعليم ورعايتها للموهوبين وخاصة بعد قرار وزير التعليم معالي الدكتور عزام الدخيل وفتح فصول للموهوبين والشراكات المجتمعية مع القطاع الخاص لتنمية ورعاية الموهوبين.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الحرص على تنمية الموهبة ورعايتها والسير بخطى نحو التطور والرقي بالعملية التعليمية فلله درك يا وزير التعليم وما كان منك من دعوة للاحتفاء بأصحاب المواهب، وجعلهم قدوة لغيرهم وحثهم على المواصلة في إبداعهم بدعمهم وتلبية احتياجاتهم، وتوفير سبل النجاح لهم، وهذا جدوى فتح فصول الموهوبين في المدارس التي تكتظ بالطلبة الموهوبين، وتحتاج تلك المواهب إلى استثمار كبير، والأخذ بيدها نحو الإنجاز ضمن رؤى مستقبلية واضحة، والمشاركة في المسابقات العالمية، وجعل تطلعاتهم نحو إنجازات كبيرة مجزية؛ كالحصول على الجوائز العالمية.. والمطلع على التاريخ يجد أنه مليء بالموهوبين ومن ورائهم من يدفعهم للوصول حتى نالوا ما استحقوا واستغلوا قدراتهم ومواهبهم في تحقيق وتنمية مواهبهم. ونحن بدورنا من خلال تلك الفصول نكوّن جيلا واعدا ومشرقا يسعى لرقي وطنه وتطوره. نعم إنه قرار في محله.