مها القرني ">
ومدربة في تطوير الموارد البشرية, جامعة الملك سعود
تحدثنا في الجزء الأول من هذا المقال عن عيوب النصيحة المتطفلة، وكيف تلحق الضرر بالآخرين، واليوم سوف ألقي الضوء حول المساندة الصحيحة في المواقف الصعبة والأزمات.
فهناك العديد من الطرق التي سوف أسردها وتجعلك تقوم بدور المساند الحقيقي، وقد يكون أولها أن تمارس الابتعاد عن مشاكل الآخرين، بالطبع هذا لا يعني أن ندير ظهورنا لمشاكلهم ونقيم الحواجز بيننا وبينهم، بل بكل بساطة : لا تتحملوا مسؤولية حياتهم»، فحياتهم والوفاء باحتياجاتهم مسؤولية تقع عليهم هم، ليست مسؤوليتك أو مسؤوليتي، وهذا يبرز احترامنا لهم كونهم أشخاصاً مستقلين ولديهم القدرة على حل مشكلاتهم بأنفسهم.. وسوف أطرح بعض العبارات المساندة التي تلامس العقل اللاوعي عند الآخرين مثل:
«أنت قادر على حل مشكلتك بنفسك.
«هذه فرصة لتختبر قدرتك على اتخاذ القرارات.
ثم إن التقمص العاطفي كخطوة ثانية من أجمل الطرق التي تجعلك مساندا وليس نصوحا، والتقمص العاطفي هو أن نعايش الشخص الموقف الذي يمر به بكل لحظاته وأحاسيسه ومشاعره» نعيش الدور» مثل أن نقول له:
- ليس من السهل أن تتعرض لهذا الموقف.
- لم يمر بحياتي موقف مثل هذا!
وبعد أن نشعر الشخص بأننا نعيش ونشعر بما يشعر به، نقوم بالخطوة الأهم وهي أن تشجعه على التفكير، لأن الشخص الذي يكون تحت التوتر الشديد يكون محدود التفكير ضيق الأفق، فلا يرى المشكلة بكافة أبعادها، ويكون دورك هنا توجيه بعض الأسئلة التي تساعده على رؤية المشكلة بكافة أبعادها كأن تقول له:
هل فكرت بكذا وكذا؟ وسواء كانت الإجابة بنعم أو لا، فأنت ساعدتهم بإعطاء معلومة تفيدهم وتوسع أفقهم.. وتأتي الخطوة الأكثر تأثيرا وعمقا، وهي إعطاؤك العديد من البدائل والخيارات لحل المشكلة التي يواجهها، وجرب مثل هذه العبارات:
- هل جربت كذا وكذا؟
- ما رأيك» أن تفعل كذا أو كذا؟
وتكون هنا قد دعمت صديقك وأعطيته الحرية في أن يتخذ قراره بنفسه وفق ما يناسبه ومن منظوره هو، نابع من ذاته ويتحمل مسؤوليته، بينما لم تقحم نفسك في حل مشاكله بل كنت الداعم المساند المبتعد.
وهنا أختصر لكم المساندة الحقيقية في النقاط الآتية:
- مارسوا الابتعاد عن مشاكل زملائكم، ولا تتخلوا عنهم.
- ساعدوا من خلال التعاطف معهم ومع مشكلاتهم لفظيا.
- التعايش مع الموقف وتقمص الدور.
- نقدم المعلومات لهم على شكل أسئلة.
- دله على الخيارات التي تسهم في المشكلة.
- هيئ له دفعات رقيقة توجهه لاتخاذ القرار الصحيح.
وبعد جمع أول حرف مما سبق، تجد أن «مساندة» هي الطريقة الأفضل، وليس النصح.
الباحثة في القيادة الاستراتيجية والاتصال الفعال ومدربة في تطوير الموارد البشرية - جامعة الملك سعود