لا شك على الإطلاق أن التطور الإلكتروني الذي تشهده القطاعات الحكومية بالمملكة منقطع النظير في حجم خدماته وطرق السداد والاسترداد والمراجعات الحكومية وطلبات التأشيرات والاستقدام وتجديد الرخص والاستمارات وغير ذلك الكثير، بل وتتسابق القطاعات الحكومية والشركات الشبه حكومية خصوصاً الخدمية منها في تقديم الخدمات الإلكترونية المتكاملة والتطبيقات المحدثة عبر أجهزة الجوال حيث أصبحت في متناول الجميع.

جوازات منطقة مكة المكرمة إحدى هذه القطاعات الحكومية التي دأبت على مواكبة التطور الإلكتروني الشامل حتى أصبحت الجوازات تحظى بتواجد مراجعيين قليلي العدد جداً مقارنة بالسابق، وجوازات الرحاب بجدة جزء من منظومة جوازات منطقة مكة المكرمة، فهي قطاع حيوي هام وعمود فقري في خدمة الجوازات للسعوديين والمقيمين، والموظفين بها يخدمون مراجعين يوميا بمختلف الأفكار والطلبات، فمنهم من يريد أن ينهي معاملته وليس لديه تفويض ومنهم من أوراقه أو متطلبات المعاملة لم تكتمل ومنهم أيضا من يريدون إتمام المعاملة خارج اطارالقانون اي بدون تجهيز الطلبات اللازمة لإنهاء معاملة ما، هذا كله ينعكس على الطاقة الإنجازية لموظفي جوازات الرحاب عندما تجدهم يعملون من الصباح الى حتى ما بعد آخر الدوام بكل جهد وعزيمة واقتدار بل وحتى في الأعياد والعطل الأسبوعية.

الا أنني أجد بأن جوازات الرحاب ينقصها الكادر البشري فمن غير المنطقي على سبيل المثال لا الحصر أن نجد أن الشؤون القانونية بجوازات الرحاب بها ضابط أو اثنان إن غابا توقفت المعاملات او غاب احدهما أصبح هناك ضغط على الآخر اضافة الى غيره من الأقسام التي تتطلب المزيد من الكادر البشري، هذا إضافة الى نقص في عدد اللوحات التي توضح الإجراءات والتعليمات بالرغم من وجود موظفي استقبال يردون على كافة الاستفسارات الا أن هذا لا يكفي.

إن إدارة بحجم جوازات الرحاب بمدينة جدة هامة جدا في منطقة مكة المكرمة حيث تستقطب كافة المراجعين من جدة والمناطق والمدن والقرى التي حولها وكلمة حق أنهم اوجزوا بشكل جيد بالنواحي الجمالية والعمرانية وأنهم يعملون بكل جد وجهد ومثابرة الا أن المراجعين الذين يتذمرون من بطء الإنجاز في بعض الأقسام لا يمكن الوقوف عنه بالتلميح بل بالحديث عنه صراحة وبكل وضوح وشفافية، ولعل بطرح هذا الموضوع أن تلتفت بقية الإدارات الخدمية في القطاعات الحكومية الى ذلك، حيث إن الخدمات الإلكترونية لا تغني إطلاقا عن تدريب وتأهيل كادر بشري احترافي في العمل الإداري والمالي والتقني والإلكتروني والإعلامي بل وحتى في العلاقات العامة للتدريب على فن التعامل مع الجمهور. الله يعطيكم العافية يا جوازات الرحاب لكنه يبقى عتبا والعتب من المحبة.