منى محمد الصالح ">
نحمد الله أن رزق بلدنا ولاة أمر يحرصون عليها ويعطونها جل اهتمامهم، والملك سلمان نموذج لذلك أحب شعبه وتمسك بكتاب الله وسنة رسوله، ذلك الملك الذي تربى على يد والده ونشأ منذ صغره في محيط والده فأخذ منه الحكمة وبعد النظر وشابهه في فكره وميزاته الشخصية، نستلهم ذلك من خطب ألقاها الملك عبدالعزيز: (كل فرد من شعبي جندي وشرطي وأنا أسير وإياهم كفرد واحد، لا أفضل نفسي عليهم ولا أتبع في حكمهم غير ما هو صالح لهم يعلم الله أن كل جارحة من جوارج الشعب تؤلمني وكل شعرة منه يمسها أذى تؤذيني).
هذه الميزة لمسناها منذ أن تسلم الملك سلمان مقاليد الحكم حيث جعل راحة المواطن في مقدمة اهتمامه، رعاه الله، وإذا تكلم الملك في مجلسه العام أنصت الجميع فإذا سكت أو انتهى من حديثه فلكل شخص جالس كبيراً أو صغيراً أميراً أو موظفاً أن يتكلم موجها خطابه للملك.
ومن خُطبه في المدينة المنورة (أننا نبذل النفس والنفيس في سبيل راحة هذه البلاد وحمايتها من عبث العابثين وإن خطي الذي سرت ولا أزال أسير عليه، هو إقامة الشريعة السمحة والأخذ بالأسباب التي تجعلها في مصاف البلاد الناهضة مع الاعتصام بحبل الدين الحنيف.
إنني أعتبر كبيركم بمنزلة الوالد وأوسطكم أخاً وصغيركم ابناً. إنني خادم في هذه البلاد العربية لنصرة هذا الدين وخادم للرعية، الملك لله وحده، فإذا لم ننصف ضعيفهم ونأخذ على يد ظالمهم وننصح لهم ونسهر على مصالحهم أكون قد خنت الأمانة المودعة لدينا، إن من حقكم علينا النصح لنا، فإذا رأيتم خطأ من موظف أو تجاوز من إنسان فعليكم برفع ذلك إلينا لننظر فيه. إذا لم تفعلوا ذلك فقد خنتم أنفسكم ووطنكم وولاتكم).
ومن خطبة ألقاها الملك عبدالعزيز (أنا مسلم وأحب جمع كلمة الإسلام والمسلمين، وليس أحب عندي من أن تجتمع كلمة المسلمين ولو على يد عبد حبشي.
أنا عربي وأحب قومي، وأحب النصيحة قبل كل شيء؛ لأن الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وأنا مدافع لأنني ما حاولت في وقت من الأوقات أن أعتدي على إخواني وأبناء قومي، وكنت في كل وقت أقبل ما يصدر لي في وقت من الأوقات من إساءة أو خطيئة بصدر رحب على أمل أن يرجعوا إلى الصواب. ولكني إذا رأيت تمادياً في الغي والإساءة أضطر حينئذٍ للدفاع).
ومن خطبة ألقاها الملك عبدالعزيز في القاهرة (نحن جنود لخدمة الوطن العربي نشأنا على هذا وسنظل على ذلك حتى ينال العرب استقلالهم جميعا لا يهمني ترف الحياة فطالما تركت الغذاء أياماً وأنا أجاهد، والآن لا أزال مستعداً أن آكل يوما وأجوع يوما لتعيش بلاد العرب جميعاً).
في هذه الخطبة يتمثل لنا قرار الملك سلمان بمساعدة اليمن الشقيق. دعواتي لكل بلاد المسلمين بالأمن والأمان وحفظ الله لنا الملك سلمان.