عبد الرحمن الشلفان ">
تجتاز منظومة دول مجلس التعاون الخليجي مرحلة من أشد المراحل خطورة في تاريخها بما فيها من استهداف لكينونتها وما بلغته من تقدم ورفاه وازدهار مثلما علو الشأن والمكانة على مستوى العالم كله ولعل أولى تلك المخاطر ما كان من تسليم العراق لدولة الفرس إيران الصفوية الأشد عداءً للعرب والمسلمين لتصير فيه إلى إثارة الفتن الطائفية والمذهبية أملاً في جعله جزءاً لا يتجزأ منها لتحكمه وتتحكم في أبنائه مثلما الاستئثار بثرواته. ولتأتي الخطوة الثانية من خلال توقيع ذلك الاتفاق النووي الغربي الإيراني مع ما يُسمى بمجموعة 5+1 والذي أبان حقيقة ما كان يجري في الخفاء منذ أمد بعيد مما يؤكّد مدى علاقة إيران بالغرب وفي المقدمة منه الولايات المتحدة الأمريكية ذلك الاتفاق الذي سوف يفتح المزيد من شهية إيران في فعل كل ما هو ضار بهذه الأمة وفي مقدمتها منظومة دول مجلس التعاون الخليجي وعلى نحو ما صار من بداياته في البحرين والكويت وربما صار إلى أبعد من ذلك كل ذلك وللحيلولة دون تمدده مما ينبغي مقابلته من خلال موقف عربي جماعي قوي بدءاً من الإسراع في بناء القوة العربية المشتركة. إن الأمة العربية وفي صراعها الطويل مع إسرائيل والصهيونية العالمية قد صارت إلى صراع أشد وأنكى مع إسرائيل وصنوها إيران الفارسية الصفوية، بل إن الأخيرة أقرب إلى لعب الدور الأكبر في ضوء ذلك الاتفاق الواضح المعالم والمقاصد فهل تهب الأمة وتحول دون ما يراد بها مما بانت معالمه وعلاماته؟