وزير التعليم: شباب وفتيات الوطن بحاجة ماسة لبرامج نوعية تحتضنهم وتنميهم ">
الظهران - سلمان الشثري:
أكد وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي سيُحدث نقلة نوعية لمسيرة التنمية الثقافية والإبداعية في وطننا العزيز. وقال الدكتور الدخيل في كلمته التي ألقاها خلال رعايته مساء أمس الأول اختتام فعاليات برنامج «اقرأ»، الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في أرامكو السعودية، وذلك على مسرح إثراء في مقر أرامكو السعودية بالظهران، إن أرامكو السعودية ليست معنية فقط بصناعة النفط والغاز، بل أيضاً معنية وربما بدرجة أكبر بما هو أهم، وهو بناء الإنسان عبر الاستثمار في التعليم والتدريب والثقافة.
وأضاف «شدني عدد المتقدمين الذي يعكس بشكل إيجابي الإقبال الكبير على القراءة في المجتمع السعودي؛ وهو ما يجعلنا نتفاءل بمستقبل أجمل لهذا الوطن. وإنني متفائل بأن الشراكة بين وزارة التعليم وأرامكو السعودية - وهي شراكة عميقة الجذور - لم تبتدئ بهذا البرنامج الرائع، ولن تتوقف عنده، بل ستتوسع أطر هذه الشراكة في كل ما من شأنه الارتقاء بالمستوى المعرفي والثقافي لشباب وفتيات الوطن.
فالوطن بتركيبته السكانية الشابة بحاجة ماسة لمثل هذه البرامج النوعية التي تحتضن الشباب وتنميهم، وتجعل منهم قادة الغد ومبتكريه في شتى مناحي الحياة.
وشكر الدكتور الدخيل وزير الصحة رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح على دعوته لحضور هذه الأمسية، مهنئاً جميع المشاركين والمشاركات والآباء والأمهات، ولافتاً إلى أن الجميع فائز في هذه الليلة، وأن الوطن هو الفائز الحقيقي مواصلاً شكره لأرامكو السعودية هذه المبادرة.
من جانبه، أكد رئيس أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين المكلف المهندس أمين بن حسن الناصر سعي أرامكو السعودية إلى أن يكون وطننا الغالي ليس فقط منبعاً للنفط بل منبعاً للإبداع المبني على تنمية الإنسان، معتبراً مسابقة «اقرأ» دليلاً على ذلك؛ فقد بدأت قبل عامين في المنطقة الشرقية، ثم تحولت في العام الماضي إلى مسابقة وطنية، شارك فيها الآلاف من أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات من أغلب مدن المملكة.
وكشف أن المسابقة ستكبر لتدشن أسبوعاً وطنياً للقراءة، يستهدف خمسين ألف مشارك وزائر، ستستضيفهم جنبات مكتبة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، بدءاً من العام القادم. متطلعاً إلى أن يشارك قراء هذا العام والأعوام السابقة في هذه الفعالية الكبرى التي ستنمو بفضل جهودهم من أجل مستقبل مزدهر لهذا البلد الكريم، ومنوهاً بالبرامج النوعية لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي الذي يشكّل مَعْلماً معمارياً بارزاً في مملكتنا الحبيبة، ويفتح أبوابه لكل أبنائنا وأساتذتنا، وتشكل بهم ومعهم منارة حضارية تليق باسم المؤسس - رحمه الله - وينبوعاً للمعرفة لا ينضب.
وقد تم تتويج 6 فائزين في هذا البرنامج، 3 منهم فازوا بجائزة «قارئ العام». فمن مرحلة التعليم العام فازت المشاركة شروق شخشير، ومن المرحلة الجامعية فاز المشارك عبدالله المشوح، فيما فاز بتصويت الجمهور المشارك علي السليس. كما تم تكريم 3 فائزين بجائزة «قارئ الجمال» ضمن منافسة التصوير الاحترافي، وفاز بالمركز الأول خالد السبت، وفي المركز الثاني خلود الخالدي، وفي المركز الثالث يوسف المسعود.
وقد تنافس المتسابقون في جميع مراحل برنامج المسابقة، وهي نهاية لرحلة من المنافسات الكبيرة، التي كانت قد بدأت مع إعلان إطلاق مسابقة «اقرأ» في معرض الرياض الدولي للكتاب في شهر جمادى الأولى الماضي. وكان التسجيل في المسابقة قد شهد إقبالاً كبيراً من مختلف مناطق المملكة، وبلغ عدد المسجلين فيها 6060 طالباً وطالبة، وتم اختيار 36 منهم للمشاركة في ملتقى إثرائي للعلوم والفنون، عُقد في مدينة الخبر، ناقش المتسابقون خلاله كتباً عالمية، وشاركوا في محاضرات تثقيفية في مجالات متنوعة، وقد تأهل عشرة متسابقين منهم للمشاركة مساء اليوم في هذه المرحلة النهائية للبرنامج. وقد تخلل الأمسية عرض ثلاثي الأبعاد، وفيديو عن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، وعرض لعدد من الأعمال الفنية والإبداعية لمخرجين سعوديين، فيما قدم المتسابقون والمتسابقات عروضهم التنافسية أمام لجنة التحكيم في المسابقة. وضمت لجنة التحكيم هذا العام الأستاذة المساعدة في جامعة الملك سعود والمهتمة بنشر ثقافة القراءة للأطفال الدكتورة سارة العبدالكريم، ورئيس موسوعة أدب العالمية الدكتور عبدالله السفياني، والمدوّنة الدكتورة حنان شرقي، والكاتب الروائي طاهر الزهراني، والكاتب والناقد سليمان الناصر.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأمسية جاءت ختاماً لسلسلة من الفعاليات، استمرت 6 أشهر، منذ أن تمّ إعلان بدء مسابقة «اقرأ» الوطنية التي أطلقها مركز الملك عبدالعزيز للعام الثالث على التوالي.
وتُعد هذه المسابقة واحدة من مبادرات المركز التي تهدف إلى الاحتفاء بالقراء الشباب من خلال عدد من المنافسات والفعاليات المبتكرة حول القراءة، فقدمت المسابقة بذلك تجربة فريدة في الجانب الشخصي والمعرفي لدى المتسابقين.