أسعار النفط تنخفض بسبب هبوط توقعات النمو الأوروبي.. وانتظار بيانات أميركية ">
موسكو - سعيد طانيوس:
انخفضت أسعار النفط يوم الجمعة 4 سبتمبر - أيلول، وسط حالة ترقب لبيانات اقتصادية متعلقة بقطاع الوظائف في أميركا والتي قد تكون مؤشراً إلى موعد زيادة معدلات الفائدة الأميركية على الدولار, في وقت أعلن فيه الرئيس الروسي أن اقتصاد بلاده تأقلم مع أسعار النفط المنخفضة حالياً.
وبحلول ظهر أمس الجمعة بتوقيت المملكة، انخفض سعر مزيج «برنت» في العقود الآجلة تسليم شهر أكتوبر - تشرين الأول بمقدار 25 سنتاً ما نسبته 0.49% إلى 50.43 دولار للبرميل بعدما لامس أدنى مستوى له في الجلسة عند 49.68 دولار للبرميل، وتراجع سعر الخام الأميركي في العقود الآجلة تسليم شهر أكتوبر - تشرين الأول بمقدار 37 سنتاً ما نسبته 0.77% إلى 46.40 دولار للبرميل.
وجاء انخفاض أسعار النفط، يوم الجمعة، بعد خفض توقعات النمو الأوروبي الذي أجج المخاوف بشأن آفاق الطلب في وقت يشهد فيه السوق وفرة كبيرة في المعروض.
وقال البنك المركزي الأوروبي إن المشكلات الاقتصادية في الصين والأسواق الناشئة قد تدفع منطقة اليورو التي تضم 19 دولة عضواً إلى دائرة انكماش الأسعار في الأشهر المقبلة.
ويتوقع المركزي الأوروبي حالياً أن ينمو اقتصاد منطقة اليورو 1.4 بالمائة هذا العام انخفاضاً من 1.5 بالمائة في تقديراته السابقة.
ويفترض أن تعلن الإدارة الأميركية الأرقام المتعلقة بالبطالة لشهر أغسطس - آب في الولايات المتحدة في آخر تقرير عن قطاع الوظائف يُنشر قبل أسبوعين من اجتماع حاسم للاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
ويُعد قطاع الوظائف مؤشراً مهماً على مدى متانة النمو الاقتصادي الأميركي.
وقبل أن يهز الاقتصاد الصيني الأسواق، كان المحللون يتوقعون زيادة معدلات الفائدة الأميركية اعتباراً من شهر سبتمبر - أيلول، وهذه المعدلات قريبة من الصفر منذ الأزمة المالية قبل 7 أعوام.
وسيؤدي تشديد السياسة النقدية الأميركية إلى ارتفاع سعر الدولار.. وبذلك سيرتفع سعر النفط المسعر بالدولار وسيصبح أغلى للمشترين الذين يتعاملون بعملات أخرى مما سيزيد من ضعف العرض في أسواق متخمة بالفائض.
وكانت أسعار النفط سجلت الخميس ارتفاعاً قدره 50 سنتاً لتبلغ 46.75 دولار في نيويورك بعد جلسة سادها التوتر، أما برميل «برنت» فقد ربح 18 سنتاً ليبلغ سعره 50.68 دولار.
ورغم تخمة الأسواق بالمعروض من النفط فيها, أعرب إيغور سيتشين، رئيس شركة «روسنفط» الروسية، عن اعتقاده بأن حجم الاستخراج السنوي للنفط في روسيا قد يفوق 700 مليون طن.
وأعاد سيتشين إلى الأذهان، في كلمة ألقاها في المنتدى الاقتصادي الشرقي المنعقد في مدينة فلاديفوستوك الروسية حالياً، أن روسيا أنتجت 526.7 مليون طن من النفط عام 2014، ومن المتوقع أن تحقق البلاد زيادة في استخراجه بنسبة 1.5 بالمائة في السنة الجارية.
ولكنه شدد على أن احتياطات روسيا المكتشفة في الآونة الأخيرة من «الذهب الأسود»، والإمكانيات التكنولوجية الجديدة لاستغلالها، تسمح برفع معدلات تطوير قطاع النفط في البلاد بشكل ملحوظ في السنوات القريبة القادمة، ليصل إنتاج النفط في البلاد إلى 700 مليون طن في السنة وأكثر.
ودعا سيتشين المستثمرين الدوليين إلى توظيف رساميلهم في قطاع النفط والغاز الروسي الواعد، خصوصاً في إطار تنفيذ مشروع إقامة ما يُسمى بـ «جسر الطاقة» من روسيا الاتحادية باتجاه منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، بدوره، في كلمة ألقاها في المنتدى، إن نصيب منطقة آسيا والمحيط الهادئ في حجم صادرات روسيا من النفط سترتفع من 9% حالياً إلى 30% بحلول عام 2020، والغاز من 7% إلى 19%، ليبلغ 41% بحلول 2035.
وفي الأثناء, أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة 4 سبتمبر - أيلول أن الاقتصاد الروسي تأقلم مع أسعار النفط الجديدة والتي انخفضت بشكل ملحوظ منذ منتصف العام الماضي.
وقال خلال جولته في الشرق الأقصى الروسي إن تذبذب أسعار الطاقة، التي تُعد سلعة تقليدية في الصادرات الروسية، لا يعتمد على روسيا بل هو ناجم عن الأحداث التي تجري في الاقتصاد العالمي ككل والأسواق الآسيوية.
ويعتقد بوتين أن هبوط الأسواق الآسيوية كان أمراً متوقعاً وليس هناك أي شيء دراماتيكي في ذلك.
وكانت الأسهم الصينية قد هبطت بتاريخ 24 أغسطس - آب بأكثر من 8% مثيرة الذعر في الأسواق العالمية، عزاها الخبراء لتراجع الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم والذي له تأثير كبير على الأسواق كون الصين أكبر دولة مستهلكة للسلع الأولية.
ورأى بوتين أن ما يحدث في الاقتصاد العالمي بما في ذلك قطاع الطاقة هو أمر طبيعي، مشيراً إلى أن الاقتصاد العالمي ينبغي أن يتطور من دون أية ضغوطات خارجية أو سياسية.
وأشار الرئيس الروسي أثناء كلمته في الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي للشرق الأقصى المنعقد في مدينة فلاديفوستوك في الشرق الأقصى الروسي إلى أن توفير أفضل ظروف العمل للمستثمرين هو أحد أولويات روسيا في الشرق الأقصى، إذ أبلغ المنتدى أن روسيا مهتمة بالاستثمار الأجنبي والمحلي كليهما، خصوصاً في منطقة أقصى شرق البلاد.
ووجه بوتين نداءً إلى دول منطقة آسيا - المحيط الهادئ، وقال إن روسيا ستزيد الجهود لتطوير أقصى شرق روسيا، حيث تخطط لإنفاق 500 مليار روبل حتى عام 2017، بهدف توسيع الخطوط الرئيسية في سيبيريا ومنطقة البايكال.
وأضاف بوتين: سنقدم للمستثمرين أفضل الشروط لتنفيذ الأعمال حتى يمكن لأقصى شرق روسيا أن تتنافس بنجاح من حيث الكفاءة والعائد على رأس المال مع مراكز الأعمال الرئيسية.
وأردف أن شركة النفط الروسية «روس نفط» مع شركائها تعتزم في المستقبل القريب استثمار أكثر من 1.3 ترليون روبل (19.56 مليار دولار) في مشاريع في المنطقة، متوقعاً أن يكون لهذه الاستثمارات تأثير مضاعف يقدر بـ 6.6 تريليون روبل، وستخلق حوالي 100 ألف فرصة عمل جديدة.