سَفيرُنا الشِّعْرُ في التِّرحال، والسَّفَرِ
وزادُنا الحُبُّ في الأفْعال، والصُّور
صِنْوان ِ في القلب.. ما انْفَكّا لِنازلَةٍ
ولا أُصِيْبا بِنار العُنْفِ، والخَطر
الحُبُّ والشَّعْرُ.. (مَخْلُوقان في جَسَدِ)
نُبُوّتان، بِلا زيْفٍ، ولا خَوَر
الحُبّ أصْلَحَ فِينا كُلَّ مَثْلَبَة ٍ
وحَصَّنَ القلبَ من غَيْظ، ومن شَرر
ما كانَ في ذي حياةٍ، أو على طَلَل
إلاّ وأسْفَرَ بالإشْراق، والسَّحَر
والشِّعْرُ عَلَّمَنا التّحلِيقَ.. فاقْتَرَبَتْ
لنا السّماواتُ.. نَخْطُوها بلا حَذَر
الشِّعْرُ سِحْرٌ حَلالٌ.. ليسَ يرفُضُهُ
دِيْنٌ، ولا أمّةٌ.. تُنْمى إلى البَشَر
ماذا أنا.. إنْ جَفانِي الحُبُّ وانْحَسَرَتْ
عن السّلام فصولُ الوَرْدِ، والزّهَر؟
ماذا أنا إنْ جَفا شِعْرٌ، وقافِية ٌ
وسادَ في الكَوْن ِ هَذرٌ شاع كالخَبَر؟
* * * *
جِئْنا لِنَعْزفَ للآفاق أغْنِيَة ً
تَنْسابُ في الرّوح.. كالأمْطار في الشَّجَر
جِئنا سِراعا، وطارَ الشّوق يَسْبِقنا
لـ(مَغْرب) الحُبّ، مُشْتاقِين.. للقَمَر
(لِمِهْرَجانٍ)، وأحْبابٍ، وأُمْسِيَةٍ
إلى (الرِّباطِ).. فَطابُ العَزْفُ بالوَتر
هُمُ الأحِبّة، كَمْ نَهْفُو لِقُربِهُمُ
هُمُ الرّصِيدُ الذي يَنْمُو مع العُمُر
* * * *
قالوا: الحِوارَ، فقُلْتُ: الحُبََّ يُوقِدُهُ
مِن غَيرهِ.. شجرٌ، لكن بِلا ثَمر!
حِوارُنا الشِّعْرُ.. غَيْثٌ ليس يُفسِدُهُ
مَوْتٌ، ولا صُورة ٌ لليَأس، والضّجَر
أقُولُ ذلك عن وَعْي، ومن أمَل ٍ
لكِنّهُ الواقعُ المَعْجُونُ بالكَدَر
هذا حِوارُهم.. خَسْفٌ، ومَذبَحَة ٌ
وَدَكُّ آثار ِ شَعْب، خالدِ الأثر
أمَّا أنا.. فحِواري.. لستُ أكْتُمُهُ..
لِكُلِّ شَيْءٍ جميل ٍ، إنّهُ قَدَري
* * * *
يا رَبّة َ الحُسْن.. إن الحُسْنَ طَوَّحَ بي
وأنتِ حُوريّة َ التَّسْهِيدِ، والسَّهَر
بَحْرٌ من العِشْق.. لا أقْوى أُقاومُهُ
لـ(لمَغْربِيّةِ)، لِلأنْقى من المَطر!
أنا سَعِيْرٌ من الصّحْراءِ مُلتَهِبٌ
وانتِ ماءٌ على النّيران، والسَّعَر
كُوني معِي، وارفِدِيني، واقْرئِي وَلَهي
إني هُنا.. عاشِق.. في الحِلِّ، والسَّفَر
* كُتِبَتْ بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة لمهرجان الشعر والدبلوماسية بمدينة الرباط بالمملكة المغربية، وتمت قراءتها في حفل الافتتاح في مساء الخميس 3-8-1436هـ، الموافق 21-5-2015م بالرباط.
شعر/ محمد الجلواح - شاعر وكاتب من السعودية، عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي، والمدير الإداري