ما زلت أتذكر وأعيد وأكرر مع كل عنفوان أزرق، مقولة (هانجيم) المدرب السابق للهلال، والذي قال (فريقي أسد لا يظهر مخالبه حتى تتحرش فيه) وهذه المقولة هي واقع الزعيم فعلاً، فهو دائماً لا يحب الخروج إلا من عنق الزجاجة!! ولا يبدع ولا يحقق الإنجازات إلا من أصعب الطرق، وأشرس التحديات، قد يكون هذا شيئًا مرهقاً وصعباً عليه، وعلى أنصاره، لكن في النهاية هو تعود على ذلك، في لقاء لخويا حدث ذلك التحرش، واستفز الفريق من أربع جهات، ليرد عليها بأربعة أهداف!! فلخويا الفريق الشاب الحديث، لم يحترم تاريخ الزعيم، والذي يكبره بأكثر من خمسين عاماً، وبطولاته الآسيوية لوحدها بعمر لخويا في الملاعب!! وراح يفتح ملعبه ويجاري الهلال في الهجوم!! بالرغم من حداثة تجربته وأنه يلعب على أرض الخصم، والتعادل بالنسبة له نتيجة أكثر من ممتازة، وفي النهاية هزيمة كبيرة وموجعة، والاتحاد الآسيوي لم يأت بجديد وهو يمارس الاستفزاز تجاه فرقنا ومنتخباتنا، وينتدب لمبارياتنا أفضل حكامه دائماً، لكنهم في النهاية يقتلون فرقنا، ولجنة الانضباط الآسيوية، تراقب مسابقاتها بعينين واحدة (عوراء) تجعلها للفرق الإيرانية، وشغبها ومفرقعاتها وشعاراتها الطائفية، وقذف اللاعبين، وأخرى مبصرة متفحصة لفرقنا، تتصيد بها أبسط الزلات، وتوقع بها العقوبات فوراً، كما حدث لجماهير الزعيم، في مباراة لخويا، أما حكم المباراة طيب الذكر(بنجامين) والذي أراد أن يتل الزعيم للجبين، فهو نسخة مصغرة من صاحبه نيشمورا، ولولا براعة وإصرار (جحافل) الزعيم، على الفوز رغم كل هذه التحديات، لنجح في تنفيذ مخططه، فقد حرم الهلال من هدف صحيح، وضربة جزاء لم تحتسب، وتساهل كثيراً مع خشونة لاعبي لخويا، ولولا لطف الله لفقدنا سالم الدوسري في تلك المباراة، بإصابة بالغة، كل هؤلاء رد عليهم الزعيم، عندما استفزوه، خير رد، وهو قادر على الرد دائماً، لكن في المقابل لماذا تحمل فرقنا، مسؤولية الرد!؟ وربما يأتي الوقت، الذي تعجز فيه عن الرد، ويكون الاستفزاز والتحدي أكبر منها، كما حدث للهلال أمام سيدني، وسلبت منه المباراة عياناً بياناً، فالرد وحفظ حقوقنا، وإعادة هيبتنا، هي مسؤولية اتحادنا الموقر الذي ظل يتفرج على فرقنا ومنتخباتنا وهي تستفز وتحارب، فإلى متى واتحادنا (نائم) ومتى يتحرك؟؟ قد تكون مباراة إياب لخويا سهلة نوعاً ما على الهلال، لكن حذاري ثم حذاري من التراخي والاستهتار بالخصم، وما مبارة (الغرافة) منا ببعيد وكلنا يعلم ما حدث في تلك المباراة، ولخويا أصعب من الغرافة وأجهز، وتحصيل النتيجة ليس بالصعب عليه، وكرة القدم لا تعرف المستحيل، وتسجيل ثلاثة أهداف مع تراخي المنافس، وعدم جديته، أمر هين جداً، والحديث من الآن ونحن ما زلنا في دور الثمانية، عمن سيقابل الهلال في النهائي!! وتجاهل مباراة إياب لخويا (رعونة) لا تغتفر، ولو تسلل هذا الشيء، وتلك الثقة الزائفة إلى عقول اللاعبين وصدقوا بهما، فحينها قد يخرج ممثلنا الوحيد من دور الثمانية وبكل سهولة، غياب الجماهير عن مباراة لخويا، قد يكون دافعاً في النتيجة الكبيرة التي تحققت، وفي عودة الفريق بسرعة بعد هدف التعادل، وهذا ما ذكرته قبل المباراة وتحقق، وقد فصلت فيه في مقال سابق، وأجزم بأنه لو كان هناك جمهور في هذه المباراة لصعب على الفريق العودة بعد هدف التعادل، نعم..
فجماهيرنا عاشقة ومتيمة ومحبة لفرقها، ولكن على طريقة (من الحب ما قتل) والكثير منها لا يرحم لاعبي فريقه عند وقوع الأخطاء، ويؤثر فيهم سلباً، في بعض الأحيان من خلال الضغط الزائد عليهم في بعض الأحيان، مما يفقدهم التركيز ويشحنهم، ويفقدهم عفويتهم في اللعب، ومن ثم التشتت ووقوع الأخطاء، والخسارة في النهاية على الأغلب.
- صالح الصنات