أشير إلى ما نشر في جريدة الجزيرة الغراء في الصفحة رقم (33) بعنوان (امتداد لمسيرة سلمان الخير الحافلة بالعطاء الخيري والاجتماعي) حيث كتب (الأخ سلمان العُمري) حيث ذكر أن الدولة السعودية منذ نشأتها اعتنت بأمر الأيتام بإنشاء دور خاصة للأيتام ثم تلا ذلك إنشاء إدارة عامة لهم يشرف عليها المشايخ... الخ حتى تم إنشاء وزارة العمل والشؤون الاجتماعية حيث تولت هذه المهمة وأن هناك من قام بجهود ذاتية من تمكين المئات من الأيتام من أداء فريضة الحج بالتعاون مع بعض المحسنين إلا أن هذا العمل المبارك لم يدم مع الأسف.
أقول الدولة أعزها الله منذ توحيد كيانها على يد موحدها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- عليه سحائب الرحمة مؤسس الدولة السعودية الثالثة عام 1319هـ وموحدها كما ذكرنا من العام 1351هـ هذا التوحيد الذي لم شمل هذه الدولة المعطاة ومجتمعها الخير من الشرق للغرب ومن الشمال للجنوب حيث نعم هذا المجتمع بالأمن والاستقرار والعيش الكريم حيث أصبح المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة يأمن (على نفسه وعرضه وماله ودينه.. الخ) وقد دبت بعد ذلك برامج التنمية الاجتماعية في جميع مناحي الحياة (الاجتماعية والأمنية والصحية والتعليمية.. الخ) ونتيجة لهذا كثر أفراد المجتمع وتناموا وتناسلوا وأصبح هناك (شباب وشيوخ رجالاً ونساء) ونتج عن هذا التكاثر والتناسل بعض أفراد المجتمع القصر (قصر في يتمهم ذكورًا وإناثًا لموت العائل الوحيد لهم) فالدولة أعزها الله بحكم تطبيقها للشريعة الإسلامية المتمثلة في الكتاب والسنة في جميع شؤونها وخصوصًا فيما يتعلق بأفراد المجتمع ورعايتهم فالدولة بحكم دستورها الذي حث على (رعاية اليتيم) والاهتمام بشؤونه منذ ولادته حتى يبلغ سن (18سنة) وأكثر تقوم برعايته ومن حرص موحد هذا الكيان الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- (ربط رعاية الأيتام والاهتمام بهم بالشؤون الخاصة الملكية) حيث يجدون الاهتمام بالسكن والمعيشة والملبس قبل افتتاح وإنشاء وزارة الشؤون الاجتماعية عام (1381هـ) حيث تم نقل مهمة الأيتام ورعايتهم من مقر لسكنهم ومعيشتهم وملبسهم إلى هذه الوزارة ذكورًا وإناثًا وتم افتتاح عدة دور اجتماعية ترعاهم (في الرياض ـ ومكة المكرمة ـ والأحساء ـ والمدينة المنورة ـ وتبوك.. الخ).
كذلك قامت بعض الجمعيات الخيرية التي تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية بتقديم الرعاية الاجتماعية لهؤلاء الأيتام ذكورًا وإناثًا (وقد كان لي شرف المهنة في العمل مع هؤلاء الأيتام في دار التربية الاجتماعية بالرياض) منذ أكثر من (40) سنة (بمهنة اختصاصي اجتماعي) حيث تم الإشراف عليهم ورعايتهم مع بعض الزملاء في جميع المجالات: الاجتماعية ـ التعليمية ـ الصحية ـ الأنشطة والبرامج المختلفة. والحمد لله البعض منهم استمر في هذه الدور وأكمل دراسته العليا وتولوا المناصب في الدولة يشار إليهم (بالبنان) فالدولة بجهودها المتمثلة في وزارة (الشؤون الاجتماعية) تقوم بالإشراف على تحجيج بعض هؤلاء الأيتام وتتكفل بجميع نفقاتهم ومصاريفهم من وسيلة نقل وإعاشة وسكن وتقوم بهذه المهمة كل عام.
إما أن نعتمد على بعض المحسنين في تحجيج الأيتام كما ذكر في (الجريدة) ونتركهم تحت رحمة هؤلاء عندما تركوا الوزارة انقطع إقامة هذه الشعيرة أولاً نشكرهم على جهودهم الخيرية هذه ولكن الدولة أولى بالأجر والثواب وتطبيق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم هكذا وأشار إلى إصبعيه السبابة والوسطى في الجنة) فالدولة أعزها ترعى المسلمين في جميع بقاع الأرض وتقدم لهم رحلات الحج كل عام ويعتبرون ضيوف على قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان متعه الله بالصحة والعافية (دون منّة أو أذى) يراد من ذلك الدعاء والشكر لهذه الدولة بأن يحفظها الله من كيد الحاقدين والأشرار وأن ينعم عليها بنعمة الإسلام والأمن والأمان.
وإنني أذهب ما ذهب إليه الكاتب وأبارك ما ورد في كتابته وأؤيد مقترحه أن الجميع يتطلع إلى (موافقة المليك المفدى سلمان العزم والحزم والخير والعطاء) على إطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين لحج الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة على أن تقوم بهذه المهمة وتنفذه رسميًا (وزارة الشؤون الاجتماعية).
(وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين).
- مندل عبدالله القباع