عبداللطيف بن محمد الحميدان ">
المتمعن لدور البعثات الدبلوماسية للدول التي تمثل الأوطان في الدول المضيفة يشعر بالحيرة والقلق عندما يستشعر أنه مكان المسؤول المكلف بإدارة البعثة نظراً لكبر حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه حيال تحقيق المصالح العليا والاهداف الإستراتيجية لوطنه وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين سواء كان البلد شقيقاً أو صديقاً في ظل منظومة داخلية وخارجية معقدة لها حساباتها وتوازناتها الداخلية والخارجية الإقليمية منها والدولية لكلا البلدين دون المساس أو التأثير على السياسة الداخلية أو الخارجية لأوطان البعثات الدبلوماسية أو البلدان المضيفة بطريقة واضحة.
ومن هذا المنطلق يود الكاتب أن يلقي الضوء على أهمية دور رئيس وأعضاء البعثات الدبلوماسية للدول في تحقيق منظومة الأهداف والمصالح لأوطانهم في بلد قد لا تكون الأهداف لأعضاء البعثة واضحة أو قد لا يكون البلد المضيف مستقراً بسبب جمعه للمتناقضات والتدخلات الدولية التي قد تعقد أو تؤثر على العلاقه بين البلدين.. ولهذا فإن أولى الركائز التي ينبغي لأعضاء البعثة الإلمام بها هي الأهداف والمصالح لأوطانهم في البلد المضيف وفهم المعوقات ومواطن القوة والضعف وماهي الفرص والتحديات وطبيعة النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني والإعلامي ومن هي الأطراف المؤثرة في سياسة البلد المضيف.
ومن الأهميه بمكان معرفة أسس العلاقة التاريخية بين البلدين بكافة صورها وأشكالها لغرض التركيز على المواطن الأكثر تأثيراً وتقوية نقاط الضعف فضلاً عن أهمية فهم أعضاء البعثة للأرضية التي سينطلقون منها في البلد المضيف لتحقيق المطلوب والتي قد تجمع المحب والكاره بسبب الدين أو العرق أو المذهب وخلافه، لكي لاتضل البعثة في هذا البلد محاربه وهناك أيضاً ضرورة تقتضي قيام أعضاء البعثة بتشخيص الوسائل والأساليب التي يمكن أن تتخذ لتحقيق سياسة البعثات في هذه الأوطان دون أن يحدث أي صدام في العلاقة بين البلدين وذلك لمنع استغلال أي أمر من قبل المعارضين في البلد المضيف أو الدول المعادية ولتحقيق ذلك الأمر ينبغي على أعضاء البعثات العمل على إيجاد خطه إستراتيجيه بمثابة خارطة الطريق واضحة المعالم وشاملة لكل شيء والعمل بروح الفريق الواحد لكي تكون البعثة نموذجاً يحتذى به في بقية البعثات الأخرى.