عبدالله بن سالم الحميد ">
من أهم المشروعات الحضارية الرائدة التي أسست في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, حيث أصدر - رحمه الله- أمره الكريم برقم (7231) وتاريخ 23-9-1429 الذي يتضمن موافقته السامية على إنشاء مركز دولي للعناية باللغة العربية، تكون له شخصية اعتبارية، واستقلال مادي وإداري، ويرتبط ارتباطاً مباشراً بوزارة التعليم، ويكون مقره الرئيس: مدينة الرياض. هذه العاصمة العريقة التي تحتضن نخبة من الصروح الحضارية التي تسهم في إبراز الدورالحضاري للعلم والثقافة، وتطمح إلى خدمة الوعي والفكر والثقافة.
رسالة المركز، وأهدافه:
مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتكوينه الحضاري لابد أن تكون رسالته عظيمةً أثيرةً تتناسب مع مستوى أهمية اللغة العربية، وقيمتها ومكانتها، وقد أوضح المركز ذلك في موجزهم المعدّ عن أعمال المركز: أنه: خدمة اللغة العربية، ودعم نشرها، وتعزيز حضورها في السياقات الحضارية، بمبادرات نوعية تقوم على التنسيق والتحفيز والتكامل والشراكات الإستراتيجية الوطنية والإقليمية والعالمية في مسارات: التخطيط والسياسات اللغوية، والحوسبة والاتصال، والإنتاج العلمي اللغوي، والتدريب والتأهيل.
أما أهداف المركز فتتلخص فيما يلي:
1 - المحافظة على سلامة اللغة العربية.
2 - إيجاد البيئة الملائمة لتطوير وترسيخ اللغة العربية ونشرها.
3 - الإسهام في دعم اللغة العربية وتعلمها.
4 - العناية بتحقيق ونشر الدراسات والأبحاث، والمراجع اللغوية.
5 - وضع المصطلحات العلمية واللغوية، والأدبية، والعمل على توحيدها ونشرها.
6 - تكريم العلماء والباحثين والمختصين في اللغة العربية.
7 - تقديم الخدمات ذات العلاقة باللغة العربية للأفراد والمؤسسات، والهيئات الحكومية.
وقد زودني أمين عام مركز الملك عبدالله الصديق الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي بنخبة من إصدارات هذا المركز الحضاري الحديث.
وقد وصفتُ هذا المركز بالخيريّ لأنّه امتدادٌ للأعمال الخيرية لخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خدمة الحرمين الشريفين، والقرآن الكريم لأن هذه اللغة المقدسة هي لغة القرآن الكريم الذي يشرف كلّ مسلم بخدمته.
وذلك ما حرّضني للتعريف بهذا المركز الحضاري، والإشادة به، والمطالبة بالعناية به، وتكثيف حضوره عبر فعالياته المتنوعة، واشتراك القنوات الثقافية، والأدبية والإعلامية في نشاطه الذي ينعكس على المجتمع بالإيجابي، والثمرات اليانعة.
وقد صدر تنظيم {مركزالملك عبدالله بن عبدالعزيزالدولي لخدمة اللغة العربية} بقرارمجلس الوزراء في جلسته المعقودة في 6-4-1431هـ الموافق22-3-2010م، وفي الثامن من شهر محرم لعام 1432هـ صدر قرار معالي المشرف العام على المركز بتشكيل (مجلس أمناء) يتكون من عدد من العلماء العرب برئاسة الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الهدلق، ثم جرى تشكيل المجلس في دورته الثانية في الثامن من محرم عام 1435هـ بعضوية نخبة من العلماء العرب، وغير العرب المختصين باللغة العربية برئاسة أ.د. عبدالله بن عبدالرحيم عسيلان.
وقبل ذلك صدر قرار المشرف العام بتعيين الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي أميناً عاماً للمركزفي 25-4-1433هـ.
وفي التعريف بهذا المركز الحضاريّ الأثير لابدّ من ذكر {المجالات الأساسية التي يعمل عليها في إدارة شؤونه، وأعماله، وبرامجه} التي تتمثل فيما يلي:
1 - هوية المركز والصورة الذهنية.
2 - التنسيق والتكامل والتحفيز والدعم.
3 - التخطيط اللغوي والسياسات اللغوية.
4 - المدونات والمعاجم اللغوية.
5 - الترجمة والتعريب.
6 - الشراكات الإستراتيجية.
7 - البعد الدولي.
8 - التدريب والتأهيل اللغوي.
9 - مصادر المعرفة.
10 - البناء التنظيمي واللوائح والأنظمة.
11 - التنمية وقواعد البيانات.
12 - الموارد البشرية، وبناء القدرات.
13 - التمويل، والموارد المالية الذاتية.
14 - البيئة العمرانية الداعمة لأعمال المركز.
15 - الجودة والاعتماد.
ولم أستطع اختصار هذه المجالات الأساسية لأنها من صميم أعمال المركز، الذي يتولّى مسئولية {التخطيط اللغوي} و{جائزة المركز} التي يمنح الفائز في أحد فرعيها مبلغاً قدره[750000 ريال] ومجسّماً تذكاريّاً، وشهادة براءة.
ومن مسئوليات المركز إعداد {الأدلة، وقواعد البيانات} التي أطلقها على بوابته الإلكترونية.
ولأهمية التوثيق يعمل المركز -ضمن مسئولياته- على نشر الكتب والأبحاث المحكمة، والدراسات.
ويشمل ذلك الرسائل العلمية، والأعمال المترجمة، وتحقيق النصوص اللغوية، والمباحث اللغوية، والدوريات والمجلات، وكتب الأطفال.
وقد أصدر المركز نخبةً من الكتب القيمة، والمحاضرات العلمية، التي يمكن التعرّف عليها، ومعرفة نشاط المركز، ودوره الأثير عبر بوابته الإلكترونية على الرابط {www.kaica.org.sa}.
وفق الله العاملين في هذا المركز الحضاري إلى السداد والارتقاء في نشاطهم لخدمة اللغة العربية الفصحى، لغة القرآن الكريم، وجزى الله مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله خير الجزاء.