زيارة خادم الحرمين.. تعزيز التعاون.. وتجاوز الاختلافات بين الرياض وواشنطن ">
واشنطن - موفد الجزيرة - سعد العجيبان:
بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية تلبية لدعوة تلقاها - حفظه الله - من فخامة الرئيس باراك أوباما.
ويلتقي خادم الحرمين الرئيس أوباما في البيت الأبيض حيث يتناول الجانبان مجمل التطورات الإقليمي والدولية وأوضاع الشرق الأوسط وسبل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين المملكة والولايات المتحدة.
وقد امتدت العلاقات السعودية - الأمريكية على مدى 84 عاما، مدعومة برغبة عميقة لدى قيادتي البلدين الصديقين في تحقيق تعاون أكبر في المجالات كافة، ومضت قيادتا البلدان المتعاقبة في توطيد وتطوير تلك العلاقة، من خلال الاتفاقيات والشراكات الثنائية وتوحيد الرؤى وتقريب وجهات النظر في مختلف القضايا وتبادل الزيارات على مستوى زعماء البلدين وكبار المسؤولين ورجال المال والاقتصاد، فضلا عن ممثلي الجوانب الأخرى كالتعليم والصحة وغيرها من المجالات.
وعلى الرغم مما مرت به العلاقات من حالات «فتور» في مراحل تاريخية عدة، جراء اختلاف في وجهات النظر تجاه العديد من القضايا أو أحداث معينة وتباين المواقف بين البلدين تجاهها، إلا أن قيادة البلدين استطاعت تجاوز كل ما يعيق تنمية العلاقات الثنائية بكل اقتدار، وحافظت على مستوى متوازن في مسار العلاقات بما لا يؤثر على المصالح المشتركة للدولتين الصديقتين.
وفي المرحلة الحالية وكغيرها، ثمة ملفات عدة تحظى بأهمية مشتركة لدى الرياض وواشنطن، يحيطها تباين في مواقف البلدين منها واختلاف في وجهات النظر تجاهها، منها ما يتعلق بالتجاوزات الإيرانية المتمثلة في تدخلاتها في شؤون دول المنطقة، فضلا عن اتفاق دول (5 + 1) بشأن برنامجها النووي، إضافة إلى تباين مواقف البلدين من الأزمة السورية، والقضية الفلسطينية، واختلاف في وجهات النظر لجزئيات تخص الشأن اليمني على الرغم من «حظوة» هذا الملف بتطابق في الرؤى لدى البلدين الصديقين إلى حد كبير، إضافة إلى ما يتعلق بأمور النفط وتدني أسعاره.
تلك القضايا وغيرها، هي بطبيعة الحال محط تركيز قيادتي البلدين، وتحظى بجهود مشتركة لتجاوز جزئيات الاختلاف في شأنها، وبذلك فإنَّ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -
للولايات المتحدة «فضلا عن كونها تلبية لدعوة من فخامة الرئيس الأمريكي باراك أوباما»، فإنها كفيلة بمعالجة ما يعترض العلاقات الاستراتيجية المميزة والقوية بين الرياض وواشنطن، وتقضي بتجاوز كل ما من شأنه الإضرار بالمصالح المشتركة للدولتين.
ومع تسارع المتغيرات التي طرأت على أوضاع المنطقة، ووفقا للمواقف المعلنة للمملكة تجاهها (التي تتميز بالشفافية والوضوح التام)، تجدد المملكة من حين إلى آخر ثبات مواقفها من قضايا معينة وملفات عدة، والتي تنسجم بكل تأكيد مع متغيرات ومتطلبات المرحلة، وتغلب المصالح العليا للأمة العربية والإسلامية والأخرى المشتركة مع واشنطن (الصديقة)، وبالتالي فإنَّ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تضمن تجاوز الاختلافات في وجهات النظر بين الرياض وواشنطن بما يكفل الحفاظ على مصالح الأمة، والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، ويسهم في ضمان السلم والأمن الإقليمي والدولي.
في خطوة واضحة لرفع التنسيق السعودي - الأمريكي من جهة، ومثيله الخليجي - الأمريكي من جهة أخرى تجاه مختلف الملفات وفي مقدمتها تحقيق الأمن الإقليمي خرجت قمة كامب ديفيد المنعقدة في مايو الماضي بمضامين أكدت على الالتزام المشترك حيال شراكة إستراتيجية بين مجلس التعاون والولايات المتحدة لبناء علاقات أوثق في كافة المجالات.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد خلال لقائه في البيت الأبيض صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع قبيل انعقاد القمة، أكد على متانة العلاقات السعودية - الأمريكية، وأشار إلى أن المملكة شريك أساسي في التحالف ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، مشيداً بعمله مع المملكة في مكافحة الإرهاب ووصفه بـ(الحيوي)، في حين أكد الأمير محمد بن نايف على سعي المملكة على تعميق العلاقات التاريخية مع الولايات المتحدة مؤكدا على العمل سوياً لتخطي المصاعب.