هي هكذا ">
الآن تتخذينَ شكلَ الرفضِ اعراضاً يحرِّضُ شاردَ الضوءِ الرشيقِ وانطلاقاتي على مسرَى الألقْ، كلوحةٍ نُقِشَتْ على وجهِ الجدارِ بخطِ أنثى جاءتْ تُماري شوقَها وتدِسُّ لى صوتَ التياعي خِلسةً وبصدرِها تفاحتينِ من العبَقِ.
والآن والأشواقُ قد جُبِلتْ على ثوراتِها ليلاً تُخطِّطُ والنهارُ يُجِيشُ من تحتِ ابتسامتها عباراتٍ تؤطرُ للأمانِ مناهضاً فينا الأرقْ، ردْحاً من الزمنِ المُسمَّى في مواقيتِ اقترابِكِ هجرةً لا تستعينُ من الخريطةِ بالخطوطِ وبالتماسِ إذا افترقْ.
وتستفزُ مدارها الآتي بقربِ الاستواءِ مُحفِّزاً شجناً على ذاتِ النسقْ، وشهيةٌ تبقَى كفاكهةٍ تدنَّتْ للقطافِ وأثمرتْ، في قلبها فاضَ الحنينُ فقاومتْ سفرَ الغمائمِ صوْبَ نبضتها الأسيرةِ فهل تَحَمَّلَ ما وسَقْ،
الآن ماذا؟
الآن تتخذينَ مُنعطفاً جديداً زاهياً حدَّ النزَقْ؟
بل تتهمين ذاتيَ بالشروقِ؟
فمتى وكيف؟
والآتون من ترَفِ المساءِ بدونِ ثرثرةٍ تعوِّضُ صمتَ قلبِكِ آنذاك بما يُتاحْ،
وأنتِ أنتِ تتابعينَ وملءَ قلبِكِ مَوْثِقاً جاءتْ عليه حكايتينِ من الترانيمِ الفِصاحْ،
بانَتِ الأخرى بخطِّكِ أي بمعنى إنها أنتِ التي ضربتْ على رملٍ بساحةِ عشقها يوماً ولم تنحني أبداً لأطماعِ الرياحْ،
ضجَّتْ غيومُ الاصطبارِ برشقِ أشواقَ الثرى مطراً نبيلَ الإندياحْ،
لتُعيدُ ترتيبَ المواقفِ حسبما قالتْ به سُحُبُ الوداعِ بلا دموعٍ وقتها، وبلا نواح،
لكنها لما توسَّلتِ الوريدَ على الشغافِ ترقرقتْ أشياؤها معنىً يلوِّنها الخدودَ بحمرةِ الشفقِ المقاومِ للرحيلِ بقَدْرِ ما نزفَتْ به فيها الجِراحْ، الآن تتخذينَ شكلَ الارتقاءِ تتابعينَ ما نضحتْ به كُتُبُ الرسائلِ ضمنَ سِيرتِها كبثٍّ لا يكونُ مباشراً عبر الفضاءِ بدونِ جدوَلةٍ أو إعاداتٍ لنبضاتٍ ونظرةِ ارتياحْ،
ولا تُبادلُنِي التحيةَ من بعيدٍ،
أو قريبٍ،
ولا تطالبني بتاتاً بالسماحْ،
هيَ هكذا دوْماً تُشاغِبُني كما فِعْلُ الحديقةِ والصباحْ، وكما فِعْلُ الورودِ مع الشذا،
هي هكذا
هي هكذا.
محمد حسن الشيخ
الرياض 2014