د. منى بنت سليمان الوهيبي ">
برنامج موهبة الإثرائي الذي ترعاه مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع بالتعاون مع المؤسسات التعليمية المتميزة أحد أهم البرامج التي تقام سنويا في فترة الإجازة الصيفية، تتكبد المؤسسة ممثلة في الطاقم التنفيذي المميز التحضير لهذا البرنامج شهورا طويلة قبل الشروع في تطبيقه في المؤسسات التعليمية، تنفق المال الوفير لتسهيل تطبيقه على أكمل وجه، يمضون وقتا طويلا للتواصل والتثقيف والتدريب للمتعاونين معهم وهم يرسمون على شفاههم ابتسامة الأمل، يحرصون على انتقاء المدربين العلميين القائمين على البرامج الاثرائية ويتفحصون بدقة المحاضرات النظرية والتجارب العملية التي تقام في قاعات الدروس ومعامل البحث العلمي.
في المقابل تقوم الجهات المنفذة للبرامج الاثرائية بدءاً من الفريق المساند وصولا لرئيس البرنامج مرورا بالمدربين العلميين ومساعديهم ومشرفي الانشطة اللاصفية ببذل الجهد والوقت والفكر لتقديم المعلومة والتفاعل مع الموهوبات لضمان الحصول على مخرجات افضل على المستوى المعرفي والشخصي والاجتماعي.
لذا علينا التأكيد بأن برنامج موهبة ليس برنامجا ترفيهيا او نادياً صيفيا لقضاء الوقت، بل هو برنامج إثرائي يقدم المعلومة ويثري الفكر بالجديد، ثلاثة اسابيع زمنية فيها من الساعات التدريبية الكثير الكثير على المستويين العقلي والجسدي، من رأيي أن من يرشح ابنه او ابنته لهذا البرنامج فهو محظوظ جدا اذ يعتبر فرصة لا تعوض ولا يستهان بها، وأن يعرف الموهوب/ ة بأن هذا البرنامج اكاديمية لتلقي الدروس والتفاعل معها وعمل التجارب وتدوين النتائج ومناقشتها لتحقيق الفائدة المرجوة، والتذكير بأن الزمن الذي يقضيه في هذا البرنامج انما هو وقت ثمين فلابد ان يخرج منه بربح كبير.
أقف وقفة احترام لجميع الطلاب والطالبات الذين انضموا للبرنامج وانتظموا في الحضور لأنهم ضحوا بإجازتهم السنوية، تركوا السهر وخلدوا للنوم مبكرا ليستطيعوا إتمام النهار في البرنامج يوميا وهم بكامل وعيهم ولياقتهم. ولا انسى الآباء والأمهات ممن قدروا ذلك وتعاونوا مع ابنائهم وبناتهم لاقتناص هذه الفرصة.
وفقنا الله جميعا لما فيه خدمة ديننا وبلادنا، نبني قصورا من العقول لنعانق سحائب العلم والتقدم فليبارك الله لنا ويجعله في ميزان حسناتنا.