حماد الثقفي ">
يبدو الإرهاب قد أدرك أن الدولة الحصينة التي سوف تقف في وجه مخططاته وتمدده وتكشف كذبه وادعاءه للإسلام هي المملكة العربية السعودية، فهو يعلم أنها تحظى باحترام الجميع، في العالمين الإسلامي والدولي، لما تملكه من رصيد وتاريخ في الاحترام والتقدير، في العلاقات الدولية، وعلى المستويات كافة، لذلك أراد «الإرهاب» أن يستهدف السعودية مباشرة، ظناً منه أنه سيستطيع تحقيق بعض أهدافه، من ضرب قواتنا المسلحة بعسير.
وتناسوا أن استهداف المملكة وخيراتها من قبل جماعات الإرهاب والأصولية والطائفية، كان قد اندثر من أرضنا كالقاعدة التي فرت خائبة إلى خارج أراضينا بلا رجعة.
ومع ذلك فإن ما حدث لم يكن جديداً ولا غير متوقع كما أسلفنا، فتاريخ إيران فيه الكثير من هذه الحوادث منذ مؤامرة أكتوبر 2011 الفاشلة لاغتيال السفير السعودي في مطعم واشنطن، ومع ذلك فإن مخططات طهران المعادية للسعودية تعود تقريباً إلى وقت تأسيس النظام في 1987وحين شن الفرع السعودي له «حزب الله» أول هجوم له داخل المملكة.
وقبلها، لم يخشوا الله في موسم الحج يوليو 1987 وقتُل فيه أكثر من 400 شخص من بينهم رجال من الشرطة السعودية، ولكي تنتقم إيران لجأت إلى المتطرفين الشيعة في المنطقة الشرقية لتنفيذ هجمات على منشأة النفط في رأس الجعيمة ومصنع «صدف» للبتروكيماويات في الجبيل. ومصفاة رأس تنورة، وأُعدم كل الخونة علناً في سبتمبر 1988.
وأعادت الكرة عن طريق بعض المواطنين الكويتيين والسعوديين في تفجيرات المعيصم 1989 في مشعر منى، ثم قيامها باغتيالات خارج ترابنا على مسؤولين سعوديين في تركيا وباكستان وتايلاند.
وكان تفجير «أبراج الخُبر» في يونيو 1996م الأكثر شهرة. وفي مايو 2011م أطلق عملاء إيرانيون النار على دبلوماسي سعودي آخر في كراتشي وأردوه قتيلاً، ثم تحول التهديد إلكترونياً في أغسطس 2012 لشركة النفط السعودية الحكومية «آرامكو» ثم وزارة الداخلية السعودية، وعادوا إلى تفجيرات الدالوة نوفمبر 2014م، وتفجيرات القديح ومسجد العنود بالدمام.
تفجيرات بشعةٍ، لا تستهدف الطائفة الشيعية فحسب، بل تستهدف بالمقام الأول أمن السعودية واستقرارها وتؤكد على استمرار النهج الإيراني الإجرامي المتحالف مع الإرهاب السني لضرب السعودية وإنجاح الأهداف الكبرى لإيران في المنطقة، لكن الأمر يختلف عما عشناه بمسجد الطوارئ بعسير.
وتناست إيران في حربها على السعودية والدول العربية أن أوهام الإمبراطورية الفارسية، وبنائها على جسد الطائفية كسلاحٍ سياسي وعنفي، وعلى الحركات الأصولية والإرهابية أنه قصب أجوف خاوي، فكما دخلت بكل قوتها للعراق وعملت على خلق أو دعم التنظيمات السرية العنفية شيعيًا وسنيًا، وسبقتها للبنان مبكرًا عبر إنشاء حزب الله ودعم حركة أمل، ولاحقًا بعض الأحزاب السياسية الأخرى كتيار عون ستنحدر بأوهامها في اليمن.
فالسعودية دولةٌ كبرى في المنطقة سياسيًا وجغرافيًا وديموغرافيًا، وفيها تنوعٌ مذهبي وثقافي واجتماعي يتناسب وحجمها الدولي لذا فإن اصطفاف المجتمع خلف القيادة السياسية للبلاد ومن ثم رجال الأمن سوف يمكن السلطات من دحر وهزيمة إرهاب الذئاب المنفردة.